فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مسيرة الأمة المصرية إلى الهاوية ..

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      من الثابت المؤكد أن "الدولة" المصرية، لا يمكن أن تستمر في الوجود كدولة ونظام، وهي تسير في هذا الاتجاه الذي يدمر كل شئ بإذن سيسها.

      لا يمكن أن تستمر في البقاء لغياب العدل بشكلٍ تام من على أرضها، وسقوط الضمير القضائي إلى حضيض حضيضها.

      لا يمكن أن تستمر لِكَّم الفسق والفجر والعهر الذي ظهر على السطح الاجتماعيّ مؤخراً، بارتكاب الفواحش، بعد أن كان الفحش صفة يتداولها الناس في الحديث عن الاوساط "الفنية" خاصة.

      لا يمكن ان تستمر لانعدام الدافع الاجتماعي للحفاظ على هذه الكيان الذي عاد عبئا على المواطن، لا سندا له.

      لا يمكن أن تستمر للتدهور الاقتصادي الذي يتوالى في كافة أوجه الاحتياجات الانسانية الضرورية للحياة.

      لا يمكن أن تستمر لسقوط منظومة التعليم الذي صار يتأرجح بين تعليم أجنبي علماني صرف، يقدر عليه الاغنياء، ويخرج به جيل مشوّه، وتعليم عام غير موجود أصلاً، ويخرج به جيل أجهل بالعلم مما دخل.

      لا يمكن أن تستمر والعسكر والشرطة والأمة هم سادة المجتمع وسارقيه وكابتي حريته وقاتلي أبنائه.

      إذن ما هو شكل المستقبل الذي يقود السيسي البلاد اليه؟ وما هو مصير هذه الدولة وهذا اللا-نظام المصريّ؟

      ما أراه، هو أنّ قيادات الدولة الحالية، والتى تتمثل في حفنة من العسكريين، مع بعض قادة الشرطة والأمن والقضاء والاعلام يعلمون تماما أن مصر تسير إلى الهاوية، بخطى ثابتة! وأن لا رجعة لها من هذا الطريق. بل هم يدفعونها على السير فيه بقوة وجسارة!

      الأمر أنّ هذه الحفنة قد عزمت على تجفيف آخر ما بقي في مصر من مصادر مادية، بالاستيلاء على تلك المصادر كاملة، وتحويل هذه المنهوبات إلى خارجها، لفترة من الزمن، أقدرها بعقد أو أكثر قليلا، لا يزيد. هذا العقد هو ما يريد السيسي أن يتربع فيه على عرش مصر، ويطلق كلابه تعيث فساداً ونهبا لما بقي فيها من قوة مادية، تنشأ من قوة عملٍ لقرابة ثلاثين مليونا من العاملين، ولو كانت نسبة الانتاج 10%، إذ يعنى هذا ما يقرب من جهد ثلاثة ملايين عامل. هذا غير الاستثمارات الخاصة بمؤسساتهم التي تنتشر في كل مجال من مجالات التجارة.

      وفي العقد القادم، ستمتص هذا العصابة كلّ ما تبقي في مصر، وتعصرها عصراً، ثم تهرب بما سرقت، وتتركها قاعاً صفصفاً، لا تصلح للحياة. تتركها آنذاك فريسة للفوضى العارمة، التي تأتي مع الانهيار الاقتصادي، وما يصحب ذلك من انهيار المؤسسات العامة والخاصة. ثم ما يتبع هذا الانهيار من الفوضى الجافة والقتل والنهب العلني، حيث تقع البلاد فريسة الانهيار التام، بهيكلها ونظامها. وساعتها، يستر الله علي تلك البلد المفجوع، ولا يتبقى فيه إلا من حمل سلاحاً، يسيطر به على غيره، أو يدفع به صائلا عن نفسه. لكنها السنن!

      وماذا على هذه الطغمة الشيطانية من هذا المصير المرعب؟ ولماذا يؤرقها شبح ذاك الانهيار المرتقب؟ هؤلاء لا ضمير لهم ولا خلق. هؤلاء قد ارتدوا عن دين الله وكفروا به وبشرعه، وحاربوا دعاته وقتلوهم، بل قتلوا العامة ممن يحبون الله ورسوله، وجندوا كفارا من علماء السلاطين يبررون لهم خطاياهم

      لماذا، يسأل السائل، يحدث هذا لمصر وأهلها؟ والجواب، ذلك أنه "ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"الروم41. ذلك أنّ المصريين قد خابوا وخسروا وضلوا طريق الهداية، وسار كثير منهم في طريق الغواية، ولم ينكر عليهم من لم يشترك معهم هذا الضلال والغيّ، بل حتى دعاتهم قد سكتوا، لا عن الحاكم فقط، بل عن وصف الأشياء بأسمائها، الكفر كفرا والفسق فسقا والمعصية معصية. فصدق فيهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم"الترمذي وقال تعالى "وَٱتَّقُوا۟ فِتْنَةًۭ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنكُمْ خَآصَّةًۭ ۖ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ"الأنفال 25. رضوا بالكفر وركنوا إلى الذين ظلموا، بل دعا قادتهم ودعاة أكبر جماعة "إسلامية" فيهم إلى "المشاركة لا المغالبة"، مشاركة الكفار، أي فسق وضلال! وهذا شعب السيسي اليوم، يملآ شوارع مصر، طولاً وعرضا، وهؤلاء الخاصة من المسلمين يدعون، فلا يستجاب لهم.

      اللهم لطفك لطفك

      د طارق عبد الحليم

      29 جمادي الثاني 1435 – 29 أبريل 2014