فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      جيشٌ للإيجار .. !

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      مصر المأساة، مصر الفاجعة والحَزَن، مصر التناقض والضبابية، مصر الفسق والعُهر، مصر الطهارة والنبل، مصر الفقر المنتشر، مصر الغنى المنحصر المنحسر، مصر الخيانة والعمالة، مصر الجبن والرزيلة، مصر سيد قطب ومحمد قطب وأحمد ومحمود شاكر، مصر برهامي ومخيون، مصر الهام شاهين وعلى جمعة، هي مصر السيسي!

      لكن يظل العار، أشد العار، هو ما عليه جيش مصر، الذي هبط به السيسي إلى أحطّ مستو يمكن لجيش نظامي أن يصله، أن يكون جيشاً للإيجار! يقوم بمهام لصالح أعداء الدين والأمة والوطن، أعداءالأهل والعشيرة، مقابل منحٍ ومال ٍ وعلاواتٍ وامتيازات لضباطه وجنوده، ثم مليارات تدخل جيوب سادته.

      يقتل الجيش المصريّ المرتزق أهل مصر في سيناء لحساب العدو الصهيونيّ، ليخلى لهم الجبهة، ويضمن سلامتهم، ويقتل كلّ أمل في أن تعود سيناء لمصر حقا وواقعاً.

      يقتل الجيش المصريّ المرتزق أهل مصر في الشوارع والميادين، بالآلاف، نساء وأطفالاً، شيوخاً وشباباً، كي يقمع فيهم آخر نفس من أنفاس حرية ظنوا أنهم تنفسوه، فترة سنة واحدة منذ ستين عاماً!

      يحرس الجيش المصريّ المرتزق مصالح كلّ دول الصهيوصليبية، في المنطقة، بأجرة تدفعها له أمريكا في شكل "مساعدات"، يذهب 80% منها في شكل عمولات لجيوب المرتدين من رؤوسه وقياداته، والباقي أسلحة يقتل بها الشعب.

      ثم تأتي الأنباء بعقد عملٍ جديد للجيش المرتزق، أن يقاتل الاسلاميين في ليبيا، فبئس العاقد والمتعاقد!

      ولا أخلى مسؤولية الشعب المصريّ المسلم، لا شعب السيسي الملحد، على ما حدث. ويتحمل نتيجته قيادات الارجاء والبدعة من أول محمد مرسى إلى بقية قيادات الاخوان، رفع الله عنهم الظلم. فهؤلاء هم من هيأ الأمر بسذاجتهم وبدعة سلميتهم وجهلهم بالسياسة الشرعية والسياسة الوضعية على السواء، والتي من أول قواعدها أن "الزجر سبب الانكفاف"، وهو المبدأ العام للقصاص، أن تزجر المعتدي لينكف عن العدوان. فإذا بهم يناورون ويحاورون، ويتنازلون ويشاركون ولا يغالبون. فإذا هم في قاع السجن قابعون، ولمصر خاذلون، ولأنفسهم وللشعب ظالمون.

      يا أهل مصر، ما العمل ؟ أظل هناك أملٌ؟ لا أراه والله قريبا، بل ولا بعيداً. إذ إن قدر الله على هذا الشعب، أو غالبيته، أن يكون ذليلاً مطيعا لسادته وكبرائه، لا يرفع بالحرية رأساً، إلا بعضا منهم، ممن من خاصتهم، قد غلبتهم العامة على أمرهم. ألم يقل الله سبحانه في كتابه "فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُۥ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ قَوْمًۭا فَـٰسِقِينَ"الزخرف 54. هذا كتاب الله ينطق بالحق، ويتحدث بالصدق. فهو يصف المصريين بصفتين، خفة العقل، والفسق. وسبحان الله، هي دليل على الإعجاز القرآني ورب الكعبة.

      فإن هاتين السمتين هما ما نراه إلى يوم الناس هذا في ذاك الشعب، منذ خلقه الله على الأرض. انظر خفة عقل من يستمع لعمرو أديب، وعلى جمعة وبرهامي وأحمد كريمة، ويصدق السيسي. انظر إلى فسق قضاته وراقصاته، وإلحادهم في دين الله، مع كبيرهم الذي قادهم للردة، السيسي! وتأمل الآية مرة تلو المرة، وقل صدق الله.

      قدر الله وسنته، لا تتخلف، ولا تجامل، ولا ترأف بمن لم يرأف بنفسه "إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ"الرعد11.

      ثم تخرج المظاهرات، وتهتف الحناجر، وتتساقط القتلي، وهم ذاهلون عن سنن الله سبحانه. الحناجر لن تغنى عن الخناجر. وقد كتب الله الجهاد على الأمة، فلا نصر لها بدونه. من هنا لا نرى فيما يحدث أملاً قريباً، أو بعيداً إن استمر على منواله هذا.

      ثم يا أيها الجيش العميل، لقد أراكم الله الفضيحة في نسائكم، لاعبات الكراتيه، يستأسد عبد الفتاح السيسي على العُزّل المسلمين المساكين، ويستأسد عبد الفتاح الصعيدي على لبؤات نسائكم! ما أعدل الله وما أسرع عقابه، إن كانت لديكم ذرة باقية من الرجولة!

      يا أهل مصر، انظروا إلى تاريخكم، وتوبوا إلى بارئكم مِنْ تركِكم شرعه ورفضكم لدينه، واستسلامكم لقدرٍ أنتم من رَسَم خطواته، وها أنتم تذوقون علقمه وويلاته.

      والله المستعان

      د طارق عبد الحليم

      26 جمادى الثاني 1435 – 26 أبريل 2014