فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      هؤلاء روؤسكم .. فاقطعوهم - الإعلام ببهتان العدناني

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      براءة على براءة، فوالله إني أبرأ اليك من تلك الفترة التي نصرت فيها تلك الجماعة الظالمة المبهتة، وتشهد أني لم أكن أعرف عنها ما ظهر، لكنّ الشر والبهتان لا يستخفي طويلاً، فالحمد لله الذي اسمه الحق، يظهره على الكذب والزور، مهما موّه الظالمون.

      أشرنا في مقالنا "هذا منهاجكم معوجّا فاتركوه - مظاهر مذهب الحروريّة في منهج جماعة الدولة"المنشور بتاريخ 21 ابريل 2014، الموافق 21 جمادى الثانية 1435، إلى أنهم "أولاً: يكذبون على العلماء وقادة الجهاد ممن خالفهم في حروريتهم". كما أشرنا لذلك مرة أخرى في نفس المقال "وهذا مع الأسف، هو ما جعل هذه الجماعة أحطّ درجة من الحرورية، إذ إن الحرورية لا يكذبون ولا يدارون، حتى أنّ أهل الجرح والتعديل في علم الطبقات، قبلوا رواياتهم، ومن ثمّ، حَمَل أحاديثًهم كثيرٌ من أصحاب المسانيد والصحاح، ومنهم البخاري"[1]

      وقد تجلي هذا البهتان العظيم وهذا الكذب اللئيم في كلمة متحدثهم العدناني، في افتراءاته على الشيخ الجليل الأديب د أيمن الظواهريّ. وقد أشار اليه وفصله فضيلة الشيخ د هاني السباعي في حديثه الإذاعي بالأمس.

      لقد بنت تلك الجماعة كل مواقفها منذ "تورمها" إلى أرض الشام، ثم رفضها لتحكيم الحكيم د الظواهري، ثم اعتدائها على قادة جهاد خراسان، ومعهم كافة العلماء المعتبرين في أيامنا هذه ممن وقفوا ضدهم، على أنّ القاعدة قد غيّرت منهجها وبدّلت طريقها وانحرفت عقيدتها! وصدقها أتباعٌ هم كما وصفهم عليّ رضى الله عنه "أتباع كلّ ناعق"، وهم في ذلك معذورون بجهلهم، إذ هم لا يقرؤون ولا يسمعون، بل يتبعون هواهم أيمنا حملهم، وغالبهم محبون لله ورسوله، مخالفين لهما من حيث لا يشعرون.. "وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ" النور 16.

      جاء بناؤهم هذا على جرفٍ هار، وحار عليهم بهتانهم. إذ قد ثبت مما قال الشيخ الحكيم المظلوم د أيمن الظاهريّ، مما هو مسجّل قبل بهتان العدناني، أنّهم هم من فجروا في الخصومة وكفروا الشيخ الجليل وقادة الجهاد، وكل مخالفيهم، ببهتان عظيم، وأوقعوا أتباعهم في كبيرة قتل النفس وتكفير المسلمين، واحتملوا كلّ هذا الظلم والخسران بسبب وهم صدقوه، وطمع اتبعوه وهوى وافقوه. فكذبوا وبهتوا ليصلوا إلى تبرير خروجهم على أمرائهم وأولياء أمرهم ومعلميهم، فضلوا وأضلوا.

      قول المبهت العدناني[2]:

      1. لقد بات العديل والتبديل واضحا صارخا، إن القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد
      2. فليس بقاعدة الجهاد من يمدحها الأراذل، ويغازلها الطغاة ويناغيها المنحرفون والضالون.
      3. ليست بقاعدة الجهاد من يتخندق في صفها الصحوات والعلمانيون الذين كانوا بالأمس ضدها فيرضون عنها اليوم ويقتلون المجاهدين بفتاويها.
      4. لقد باتت قاعدة الجهاد معول هدم للدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله. لقد حرفوا المنهج وأساؤا الظن وقبلوا بيعة المنشقين وشقوا صف المجاهدين، وبدؤوا بحرب دولة للإسلام قامت، على دماء وجماجم الموحدين"
      5. الدولة التي مدحها قادة الجهاد أجمعون، وأصلوا لمشروعها سنين وسنين في السر والعلن.
      6. ما الذي تبدل؟ والأمير هو الأمير، والقادة هم القادة؟ والجنود هم الجنود، والمنهج هو المنهج؟
      7. قولوا لنا بربكم ما هو دليلكم فإن كيل التهم بدون دليل لن ينجيكم بين يدي الله.
      8. لكن القضية قضية دين اعوج ومنج انحرف، منهج استبدل الصدع بملة ابراهيم والكفر بالطاغوت، والبراءة من أتباعه وجهادهم بمبدأ يؤمن بالسلمية، ويجرى خلف الأكثرية، منهج يستحي من ذكر الجهاد والصدع بالتوحيد ويستبدل ألفاظه بالثورة والشعبية والانتفاضة والنصال والكفاح والجماهيرية والدعوية، وأن الرافضة المشركة الأنجاس فيهم أقوال وهم موطنن دعوة لاقتال
      9. لقد أصبحت القاعدة تجرى خلف ركب الأكثرية وتسميهم الأمة، فتداهنهم على حساب الدين، وأصبح طاغوت الإخوان لمحارب للمجاهدين والحاكم بغير شريعة الرحمن، يدعى له ويُترفق به، ويوصف بأنه أمل الأمة وبطل من أبطالها
      10. وأصبح النصاري والهندوس شركاء الوطن يجب العيش معهم"

      كذبٌ وبهتان وافتراء على الله، وخسة وجهل وضلالة لا تصدر إلا من حروريّ ضال!

      • قال الكاذب المبهت "لقد بات التعديل والتبديل واضحا صارخا، إن القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد" وهي قضيته التي ادّعاها، ثم أقام عليها كلّ دليل من كذب وبهتان، قررها أولاً ثم راح يكذب لإثباتها ثانيا كما سنرى.
      • قال الكاذب المبهت "فليس بقاعدة الجهاد من يمدحها الأراذل، ويغازلها الطغاة ويناغيها المنحرفون والضالون" وسبحان الله، السؤال هو: متى كان مدح المخالف دليلاً على انحراف الممدوح؟ ألم يقل الوليد بن المغيرة ، الذي نزلت فيه آيات المدثر في القرآن " والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه". أجعل ذلك رسول الله أقل شأنا والعياذ بالله، ما هذا المنطق الأعوج، خيبك الله من كذاب أشر.
      • قال الكاذب المبهت "ليست بقاعدة الجهاد من يتخندق في صفها الصحوات والعلمانيون الذين كانوا بالأمس ضدها فيرضون عنها اليوم ويقتلون المجاهدين بفتاويها" والله قلب مقيت للحقائق وتشويه بغيض للحق. فأنتم يا معشر الحرورية، قد أسميتم كل من هم خارج جماعتكم الضالة صحوات، ثم أخذتم تشنعون عليهم، فإن هذه القضية لا تسلم لكم، من حيث أنتم من سمّى وأنتم من شنع. ونحن لا نتحدث عن الجيش الحر والأركان، ولكن على جبهة النصرة التي تدّعون كذباً[3] أنكم منشؤوها. فمتى أصبحت صحوات؟ أبدّل كلّ الناس إلا أنتم؟ هذا والله هو دين الحرورية كما قلنا في مقالنا السابق "وهذا عامّ طامٌ في أقوالهم، إذ يهيئون لأنفسهم أنهم أطهرُ الخلق، وأنّهم الغاية والمنتهى، وأن سواهم بين كافر مرتد، أومبتدع منحرف، وأنّ دولة الإسلام لن تقوم إلا على حفنتهم هذه التي يدعون لها العصمة عملاً، وإن أنكروها قولاً".
      • قال الكاذب المبهت "لقد باتت قاعدة الجهاد معول هدم للدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله. لقد حرفوا المنهج وأساؤا الظن وقبلوا بيعة المنشقين وشقوا صف المجاهدين وبدؤوا بحرب دولة للإسلام قامت، على دماء وجماجم الموحدين" مرة أخرى، دعوى لم يقم عليها دليل إلا من بهتانك، تكررها لتثبت في عقول أتباعكم، أتباع كلّ ناعق، ودغدغة لعواطف العوام، هي كلّ ما تحسنون. بل أنتم والله حقا وصدقاً، من شق عصا الطاعة، وخرج على أمرائه في قاعدة الجهاد، وسار في مشروع موهوم، نتيجة طمع وخراج جهل. وكأن هؤلاء المجاهدين الذين قتلوا في ساحة الشام هم صنيعة تلك الجماعة الحرورية، وكأنهم يملكون حق ثمرة جهادهم، وهم ما تحركوا للشام إلا بعد أن رأوا أن جهاد هؤلاء الشهداء بدأت ثماره تنضج، فهرعوا لقطف جناه، ظلما وعدوانا.
      • قال الكاذب المبهت "الدولة التي مدحها قادة الجهاد أجمعون، وأصلوا لمشروعها سنين وسنين في السر والعلن." سبحان الله، لا يكاد يكف هذا الرجل عن الكذب والتحريف لحظة! من حدد أن الدولة التي أصّل لمشروعها قادة الجهاد سنين وسنين، هي "دولتكم" المزعومة؟ أهذا استنتاج هيأته لكم عقولكم المريضة ومنطقكم المنحرف. إن جماعتكم هذه ليس فيها من شبه بما أراده قادة الجهاد إلا اسم انتحلتموه، ليس هو إلا وهم منحوت في عقولكم الحرورية، واتعلمن نبأه بعد حين.
      • قال الكاذب المبهت "ما الذي تبدل؟ والأمير هو الأمير، والقادة هم القادة؟ والجنود هم الجنود، والمنهج هو المنهج؟" لم يتبدل شئ يا حكيم زمانك، ولكن ظهر السئ الخبئ، ففرق بين التبدل والظهور. بانت حقيقة اتجاهكم، وما كان لأحدٍ أن يعرفها إلا صاحب وحي أو قارئ غيب. نعم أنتم هم هم، لكن فضحتكم الحوادث وأظهرت عواركم الوقائع، لا أكثر ولا أقل.
      • قال الكاذب المبهت "قولوا لنا بربكم ما هو دليلكم فإن كيل التهم بدون دليل لن ينجيكم بين يدي الله" وهو كلام موجه لك يا من بهت وكذبت وظلمت، ولم يكن في قلبك ذرة من تقوى ساعة ما فعلت.
      • قال الكاذب المبهت "لكن القضية قضية دين اعوج ومنج انحرف، منهج استبدل الصدع بملة ابراهيم والكفر بالطاغوت، والبراءة من أتباعه وجهادهم بمبدأ يؤمن بالسلمية، ويجرى خلف الأكثرية، منهج يستحي من ذكر الجهاد والصدع بالتوحيد ويستبدل ألفاظه بالثورة والشعبية والانتفاضة والنضال والكفاح والجماهيرية والدعوية، وأن الرافضة المشركة الأنجاس فيهم أقوال وهم موطن دعوة لا قتال" وهنا بيت القصيد وموطن الكذب والبهتان. فقد ثبت من حديث الشيخ الظواهري في لقائه مع مؤسسة سحاب، المعنون "الواقع بين الألم والأمل" والذي أشرنا اليه في مقالنا السابق الذكر، ما يبين عوار هذا الكاذب ويرد عليه كل ّ كلمة قالها وخان بها الله ورسوله.

      وهذا الكلام الساقط فيه أمران، أولهما ما ذكرته سابقا في مقالي من إنه دليل تكفير صريح لقادة الجهاد، قلت "فقد خرج ذلك المتحدث يقول أنّ قادة خراسان قد دانوا بالديموقراطية، وانتكسوا عن الجهاد، ورضوا بالسلمية، ودعموا البرلمانات والعمليات السياسية، وناصروا الإخوان، وحالفوا الشيطان ووالوا المجوس والروافض.. وسائر ما نسبَه لهم مما هو عند هذه الجماعة، بل وعند غيرهم، على تفصيل فيه، كفر بواح. ثم يخرج قائلهم فيقول، بغاية البرود والدجل، إنهم لم يكفروا أحداً! يستخفون بعقول الخلق، وهم أخفّ الناس عقولا. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن لم تستح فاصنع ما شئت"البخاري. فكان في هذا البيان الذي تلاه مُتحدُثهم، كفايةً لأن يوضح حقيقةُ مذهبهم، من إنهم:أولاً: يكذبون على العلماء وقادة الجهاد ممن خالفهم في حروريتهم. ثانيا: يرمونهم بصفات الكفر الثابت عندَهم، والذي هو، في حقيقة الأمر فيه تفصيل واسع عن أهل السنة، سواءً في أصل الحكم أو مناطه، ووقوعه على المعين". فإن من يوالي الطاغوت وينحرف عن ملة إبراهيم ويؤمن بالوطنية ويصالح النصارى هو كافر عند كلّ أهل القبلة! ثم يقولوا لسنا بحرورية!

      هذا، وكلّ ما ادعوه باطل محضٌ قال بعكسه الشيخ الحكيم د أيمن الظواهري. في تسجيلة الأخير "الواقع بين الأمل والأمل[4]" 

      يقول الشيخ "ونود أن ننصح إخواننا، أنه كي تنجح أية مواجهة مسلحة، فلابد من حشد التأييد الشعبي لها، فقد دلت التجارب أنه بدون هذا التأييد لا يحقق القتال نصراً ولا نجاحاً. ولذلك عليهم ترك كل عمل يمكنهم شرعاً تركه ينفر الأمة منهم"اهـ. وأي خطأ في هذا يا حكيم زمانك البغداديّ. الشيخ يتحدث عن نجاح "مواجهة مسلحة"، فهو لم يتخل عن الجهاد كما زعمت بكذبك، لكنه يمهد له بما هو حقٌ مشهود له بالتجارب، بل بسيرة رسول الله، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يواجه مواجهة مسلحة إلا بعد أن حشد حشداً شعبياً في المدينة المنورة، على ما كان فيها من منافقين ويهود. فهل غفل عن التوحيد - حاشاه؟ ثم، تعبير "الأمة" الذي يتلاعب به هذا الكاذب البغدادي، إنما هو كما قصدنا، أمة المسلمين، لا الأمة العامة المشتركة، كما في أمة المسلمين في المدينة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم ما فيها من منافقين ويهود. فما هي هذه الحساسية الظاهرية من تعبير "الأمة" إذن؟ ألنكم تعتبرون أنكم "الأمة" وأن من بايع أميركم ليس من "الأمة"، كما نوهت به في مقالي السابق؟

      يقول الشيخ "وبالجملة فعليهم أن يكونوا محتاطين جدا في اختيار عملياتهم، وأن يكونوا حريصين جدا على ابلاغ دعوتهم .. وتبيان أهدافهم في كل عملية مسلحة" سبحان الله، أين ترك العمليات الجهادية هنا؟ أيجب أن تكون عملياتهم عشوائية كما هي من صفات هذه الجماعة الحرورية؟ أم إنهم يريدون ألا تكون دعوة، بل قتال على غير هدى؟ كذب ودجل ورب الكعبة.

      يقول الشيخ "ولو فرضنا أن دولة كل قوانينها إسلامية مطابقة للشريعة، ثم قننت قانونا واحدا على غير الشريعة لصارت بذلك دولة غير إسلامية، بل واجب قتالها بإجماع العلماء حتى ترجع .." فأين التنازل عن الشرع يا صاحب البهتان؟

      يقول الشيخ عن تربية الإخوان السلمية "من حق المظلوم والمعتدى عليه أن يدفع الصائل على دينه وعرضه وماله ونفسه بكل وسيلة شرعية، وهناك من يحاول أن يصور المواجهة باليد على أنها جريمة وهذا قول لا يستند إلى دين ولا عقل .. والواجب هو دفع الصائل المتعدى .. بالوسائل الشرعية التي منها الدعوة والبيان والتظاهر والاعتصام والقتال والمقاطعة، وكل صور المقاومة السلبية والإيجابية والسلمية والقتالية، واتخاذ الأمر بالبدء في القتال أمر يدور مع المصلحة" فما في هذا الكلام من خطإ يا عدناني السوء؟ أتنَكّر الشيخ للقتال، أم قال إنه الواجب استخدامه توقيت ذلك حسب المصلحة؟ هذا رجل حكم وإمارة حقيقية، بحكمته، لا صاحب دعوى فارغة عن دولة موهومة، لا عقل ولا علم. وكيف بدأ الجهاد بالشام يا حكيم جماعتك؟ أليس بالثورة الشعبية التي تجعل التلفظ باسمها اليوم إيمانا بالطاغوت؟ فإنكم إذا ما قمتم إلا على يد الثورة الشعبية، وما بني على باطلٌ فهو باطل! هذا منطقكم يا ظاهرية العصر وحرورية الأمة.

      ثم في كلمة الشيخ الحكيم د أيمن الظواهري، تحت عنوان "دائرة التحرر من العبث والفشل"[5]،

      يقول الشيخ: "بغض النظر عمّا كان وعمّا حدث، فإن الصمود هو طريق النصر. وإذا أردنا أن نقيم دولة الإسلام فعلينا أن نصمد على المطالبة بها، وأن لا نتنازل عن ذلك لمبغض للإسلام أو معادٍ له. علينا أن لا نساوم على هذا المطلب وأن لا نلتقي في منتصف الطريق مع الذين يرفضونه ويعادونه ويحاربونه. وإذا ساومنا في أول الطريق على أصل الدين الذي لا يصح إيمان المؤمن إلا به وهو حاكمية الشريعة التي قال المولى سبحانه عنها: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) هذا الأصل العظيم الذي أقسم المولى سبحانه بذاته العلية عليه فقال: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ) إذا ساومنا عليه في أول الطريق فكيف سيكون حالنا آخره؟!
      إنّ هذا المطلب لا يقبل المساومة ولا التفاهم ولا التنازل ولا التلاقي في منتصف الطريق؛ لأنه الفارق بين الإيمان والكفران والتوحيد والإشراك، فعلى ماذا نساوم؟!
      يجب أن نطالب بها صريحة قوية واضحة كشعاع الشمس، فاصلة كحد السيف؛ أنّ الحاكمية للشريعة لا تسودها مرجعية، ولا تعلوها حاكمية، ولا تقبل الاختيار ولا الاستفتاء ولا الانتخاب ولا عد الأصوات ولا التلاعب بالصيغ ولا التحايل على العبارات. يجب أن نطالب بالشريعة حاكمة لا محكومة، آمرة لا مأمورة، قائدة لا مقودة.
      إنّ كل أساليب التفاهم وحيل الصياغة ومكر المساومة ونفسية التنازل وعقلية التلاقي في منتصف الطريق؛ كل هذه فشلت وتفشل وستفشل لأننا إذا كنا لا نعرف ما نريد فإن عدونا يعرف ما يريد. وكلما تنازلنا عن مبادئنا وعقائدنا، كلما ازداد تمسكًا بعقائده ومبادئه، وكلما لِنَّا وداهنَّا كلما تكبر وتعنت واستعلى، وكلما أجبناه لأساليبه من تحكيم الهوى والاعتقاد بشريعة عد الأصوات، كلما كشّر عن أنيابه وصوّب إلينا مدافعه ورشاشاته وتقدم لنا ليسحقنا بدباباته ومجنزراته وفتح لنا أبواب سجونه ومعتقلاته وسلّط علينا كلاب تعذيبه واعتداءاته" أخزاك الله يا بغدادي وصدّ كيدك وكيد أمرائك عن هذه الأمة. فهذه الكلمات تنطق بالحق، وتردّ بهتانك، بلا حاجة لتعليق عليها[6].

      يقول الشيخ الحكيم "والبعد الثاني الذي يتجاهله من يزعم أنه سيصل للحكم عبر صناديق الانتخاب العلماني والتسليم لهوى الأغلبية لأن معه الأغلبية أو لأنه يطمع في الأغلبية ولو عبر التحالف مع التيارات العلمانية هو: البعد الواقعي للصراع.
      فهو ليس صراعًا بين أحزاب وطنية متنافسة, ولكنه صراع بين الصليبية والصهيونية من جهة, والإسلام من جهة مقابلة". هذه كلمات من يفترى عليه الكاذب العدناني أنه غير وبدل أنه "يجرى خلف الأكثرية، منهج يستحي من ذكر الجهاد والصدع بالتوحيد". وأترك لمن بقي في عقله ذرة من عقل وفي قلبه ذرة من ضمير أن يرى لنفسه.

      يقول الشيخ الحكيم "ومن هذه القضايا الرئيسية التي لا أتصور أن تكون الحركة الإسلامية إسلامية بدونها: قضية الدفاع عن أراضي المسلمين المحتلة, كفلسطين وكشمير والشيشان والفلبين وسبتة ومليلية وغيرها، فلا يُتصور أن تقبل حركة تسمي نفسها إسلامية باحتلال أي أرضٍ مسلمة ولا أن تقر بأية اتفاقيات تكرس هذا الاحتلال، ولا يُتصور أن تتجاهل هذه الاتفاقيات أو تسكت عنها كمدخل للوصول للسلطة، فماذا كانت نتيجة اعتراف محمد مرسي باتفاقيات الاستسلام لإسرائيل كثمن لوصوله للسلطة؟ كانت النتيجة طرده من السلطة, وكان أشرف له أن يطرد من السلطة وهو يرفض اتفاقيات الاستسلام لإسرائيل من أن يطرد منها بعد أن أقر بشرعية تلك الاتفاقيات". هذه كلمات من لم يصدع بملة إبراهيم حسب الكاذب البغدادي! حسبنا الله ونعم الوكيل.

      يقول الشيخ الحكيم " لا لا لست ضد المظاهرات المنضبطة شرعًا التي تهدف لأهداف صحيحة. نخرج وقفات اعتصام مدني حتى تطبق الشريعة. إذا كان الحاكم السابق قَبِل أن ينزاح ويدخل المحاكمة هو وأبناؤه تحت هذا الضغط الشعبي، لماذا لا نطالب بالشريعة؟ للأسف الشديد المفروض أن يقود الأمة الرواد العلماء, عندما تسود الأمة يجب أن يسوغ مطالبها رواد الأمة المفكرين, قادة الأمة العلماء, للأسف العلماء لم يكونوا على مستوى الأحداث في هذه الفترة، عندما قالوا: عيش, حرية, عدالة اجتماعية. لم يقل أحد: شريعة إسلامية. وكان يجب أن تقال في البداية: الشريعة الإسلامية" ونقول وهل أتي بهؤلاء الصبية العابثين بأسلحة لا يجوز أن تكون في ايدي أمثالهم أصلاً، إلا مظاهرات الشام وثورة شعبها؟ ما هذا التغفيل وضيق الأفق؟

      يقول الشيخ الحكيم "ومن ينسى أن تواضروس قد وقف في الصف الأول خلف السيسي وعلى يساره مؤيدًا انقلابه العسكري؟ وقد أعادا بمثل هذه المواقف السيئة تاريخ أسلافهما من رؤساء الكنيسة الذين كانوا يقولون دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله، ولكنهم يتحالفون مع القياصرة والجبابرة والأباطرة على قهر الشعوب، ولذلك ثارت ضدهم الأمم والشعوب، كما حدث في الثورة الفرنسية التي كان شعارها "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" أهذه كلمات رجل يداهن النصارى؟ خبت وخسئت، وإنما هو لا يريد أن يفتح جبهات متعددة في آن واحد، كما عبر بعد ذلك مباشرة بقوله "فالذي أراه -والله أعلم بالصواب- أنه ليس من المصلحة الانشغال بالنصارى لأسبابٍ عديدة"، لا كما يفعل صبيانكم الذين تسموهم أمراء مؤمنين، وهم لا يصلحون لإدارة عزبة والله لا دولة.

      ثم أخيراً ، يقول الشيخ الحكيم للدكتور محمد مرسى "أما رسالتي للدكتور محمد مرسي فأقول له: بدايةً اسأل الله أن يفرج كربك، ويهدي قلبك، ويصلح لك دينك ودنياك، وأسأل الله أن يثبت فؤادك، ويملأ قلبك يقينًا وإيمانًا وثباتًا حتى تنصر دينه وشريعته غير هيّاب ولا وجل ولا مساوم ولا مناور، وأن يرزقك اتباع قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- : "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" وقوله -صلى الله عليه وسلم- : "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" وأنصحك مخلصًا لك النصيحة وراجيًا لك الهداية والتوفيق والتثبيت، فأقول لك: لقد تعاملت مع العلمانيين ووافقتهم، ومع الصليبيين وتنازلت لهم، ومع الأمريكان وأعطيت لهم الضمانات، ومع الإسرائيليين وأقررت بمعاهدات الاستسلام معهم، ومع عسكر مبارك الذين تربوا على مساعدات أمريكا فوافقتهم، ومع جلادي الداخلية فطمأنتهم، فماذا كانت النتيجة؟ وأنت اليوم في امتحان عظيم، إما أن تتمسك بالحق غير متزلزل ولا متذبذب ولا متزحزح، فتطالب بحاكمية الشريعة في وضوح وجلاء، وترفض القضاء الفاسد، والقوانين العلمانية، والدستور العلماني، وتصر على تحرير كل شبر من ديار الإسلام المحتلة، وتأبى الاعتراف بأية معاهدة أو اتفاق يتنازل عنها، وتعاهد ربك أنك ستجهر بالحق الذي يفرضه عليك شرعه، ولا تتنازل قيد أُنملة عن ذلك؛ فحينئذ أبشرك بأنك ستكون من أبطال هذه الأمة، ورموزها البارزة، وقادتها العظام، وستحشد الأمة في مصر والعالم الإسلامي خلفك في معركتها مع أعدائها، وإن توفاك الله مخلصًا على ذلك فأبشر بحسن الخاتمة وعظيم الثواب فيها في آخرتك. فاتق الله في نفسك وجماعتك وجموع الأمة في مصر وسائر عالم الإسلام، التي تنظر إليك وتترقب ماذا تفعل، فلا تتخاذل عن نصرة الدين، وعن إعلاء حاكمية الشريعة، وتذكر موقف إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله- حين أبى التراجع فثبت الله به الأمة من بعده"

      فأخذ عليه المبهت الكاذب، ورويبضات العصر وخوارجه، أنه:

      • أسماه بالدكتور لا بالطاغوت، فسبحان الله ما أغباكم، وهل سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوك الفرس والعجم في رسائله اليهم بالطاغوت"؟ بل ألم يقل للمهاجرين إلى الحبشة "لَوْ خَرَجْتُمْ إلى الْحَبَشَةِ؛ فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لاَ يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ" وهو نصراني! فذكره بالخير الذي فيه؟ أليس هذا هو العدل، يا حرورية العصر؟
      • دعا لمحمد مرسى، وأي عيب في أن يدعو أحدٌ لمسلمٍ أو لكافر؟ ألا ندعو الله أن يصلح المسلمين وأن يعيد الكافرين إلى حظيرة الإسلام؟ أنحن نعمة على البشرية أم نقمة عليها؟ ألا والله إنكم، الحرورية، نقمة عليها لا نعمة. وهو يدعو له وينصحه "حتى تنصر دينه وشريعته غير هيّاب ولا وجل ولا مساوم ولا مناور"، لا حتى يقيم الانتخابات ويؤسس البرلمانات، كما زعم الكاذب!
      • ثم يلحو علي محمد مرسى بما فعل من أفعال شنيعة أدت لخراب الأمة، فيقول "لقد تعاملت مع العلمانيين ووافقتهم، ومع الصليبيين وتنازلت لهم، ومع الأمريكان وأعطيت لهم الضمانات، ومع الإسرائيليين وأقررت بمعاهدات الاستسلام معهم، ومع عسكر مبارك الذين تربوا على مساعدات أمريكا فوافقتهم، ومع جلادي الداخلية فطمأنتهم، فماذا كانت النتيجة؟" أهذا تبديل لملة إبراهيم، وإيمان بالطاغوت، ومغازلة للديموقراطيين، ورضا بالأغلبية؟
      • ثم يبين له الطريق الذي يجعله بطلاً من أبطال الأمة، فيقول، مشترطاً بلفظ التخيير"إما" "إما أن تتمسك بالحق غير متزلزل ولا متذبذب ولا متزحزح، فتطالب بحاكمية الشريعة في وضوح وجلاء، وترفض القضاء الفاسد، والقوانين العلمانية، والدستور العلماني، وتصر على تحرير كل شبر من ديار الإسلام المحتلة، وتأبى الاعتراف بأية معاهدة أو اتفاق يتنازل عنها، وتعاهد ربك أنك ستجهر بالحق الذي يفرضه عليك شرعه، ولا تتنازل قيد أُنملة عن ذلك؛ فحينئذ أبشرك بأنك ستكون من أبطال هذه الأمة، ورموزها البارزة" عندها، وعندها فقط، يكون بطلاً، لا كما زعم المرجف المبهت العدناني أنه قال عنه أنه بطل وقارنه بأحمد بن حنبل! رحماك ربي.

      سبحانك ربي، إننا والله ما ندافع عن د أيمن الظواهري إلا من نفس المنطلق الذي دافعنا به عن هذه الجماعة المغالية قبل أن يتبين لنا منهجها، وهو دفع الظلم ومناصرة المظلوم. والمبهت العدنانيّ لم يترك فرصة يمكن لناظرٍ أن يلجأ اليها تأويلاً لكلامه، فاتهامه قادة قاعدة الجهاد، وعلى رأسهم د الظواهري، بتلك الكفريات الشنيعة، أوضح من الشمس في رابعة النهار. وهو ما يتلاءم مع ما بيّناه من منهجهم الحروريّ في مقالاتنا السابقة.

      ثم إنّ هؤلاء الغلاة، يطلقون سفهاءهم على الأفاضل، يقذفونهم ويسبونهم ويعرّضون بهم، بلا ضمير ولا حياء ولا دين. فأيّ مجاهدين هؤلاء؟ أهؤلاء هم من ربيتم، فبئس المربين وبئس المتربين. لكن عزاءنا أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتمون ويكفّرون منذ أربعة عشر قرنا، منذ خروج الروافض، فهم وهؤلاء سواءٌ في البدعة، وفي الكذب والتحريف.

      ثم لا يزال أمام هؤلاء وقت للتوبة، والرجوع إلى صف "الأمة" المسلمة السنية مرة أخرى، وساعتها، ساعتها فقط، يكونوا أبطالاً مجاهدين، لا قتلة حروريين.

      اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد

      د طارق عبد الحليم

      23 جمادى الثاني 1435 – 23 أبريل 2014


      [1]  http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72584

      [2]  https://www.youtube.com/watch?v=roUKoO1-3hc

      [3]  راجع سلسلة د أكرم حجازي في بيان هذه الكذبة، بالتوثيق والأدلة.

      [4]  https://www.youtube.com/watch?v=_zVpvcYwF4M

      [5]  https://nokbah.com/~w3/?p=4389

      [6]  وقد أطنب فضيلة د هاني السباعي في هذا الأمر في حديثه النذاع يوم 23 جمادى الآخرة 1435، الموافق 23 أبريل 2104، على إذاعة المقريزي فارجع اليه. http://www.up-00.com/?wxGK