فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ماذا بعد استشهاد أبي خالد السوريّ؟ أعلى جهاد الشام السلام!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      لا شك أن الأمور على ساحة الشام تتدهور بشكل سريع إلى الأسوأ، خاصة بعد خبر استشهاد الأخ المجاهد الشيخ أبو خالد السوريّ.

      الجبهات كلها أشارت بأصابع الإتهام إلى الدولة. قالوا: أرادت اغتياله لأنه كان على وشك إرسال تقرير إلى الشيخ الظواهريّ يدين به الدولة. وقال أنصار الدولة العكس، لا حاجة للدولة في اغتياله، إذ كان رحمه الله معتزلاً لقتالها، فكان من المتوقع أن يكون تقريره محايداً.

      الحقيقة لم تظهر بعد، واضحة مُحكمة جلية. الطرف المُتَهِم خصمٌ للدولة، سواءً جبهة النصرة أو أحرار الشام أو الجبهة الإسلامية العميلة، أو جبهة ثوار سوريا الموالية للكفر. جلبة وتشنيعٌ واتهامات!

      والطرف المُتَهَم، الدولة، لم يصدر عنها بيانٌ رسميّ، من قيادتها، يوضح موقفها من هذه التهمة. كما لم يصدر لها بيانٌ رسميّ سابق بشأن المفخخات وبعض الأحداث الأخرى. صمتٌ وسكونٌ وإغضاء!

      وفي هذا التوقيت، يخرج الجولانيّ بحديثٍ ناريّ يهدد فيه بضرب الدولة بقوة، في العراق! ويمهلها خمسة أيام للإنسحاب. ويظهر بعدها بسويعات بيان تشكيل "جبهة المرابطين" في العراق، والتي هي بعثٌ جديد لجبهة متوارية هناك!

      كوارث متلاحقة، تتلاحق على جبهة الجهاد في الشام. لا أقول تنذر، بل أقول تدل على قرب انهيار عملية الجهاد كلية، وانتصار التوجه السلوليّ السروريّ الديموقراطي المدعوم من الصهيوصليبية هناك.

      كيف انتصر هذا المخطط؟ كما قلنا في مقالنا السابق، العمالة والاختراق. أموال الخليج، ودسائس السرورية والسلولية، وتخطيط أمريكا، ثلاثيّ شيطانيّ. مع نفوس ضعفت عن الآخرة وباعت جهادها، وأرادت مناصب تعتلى كراسيها.

      هل من حلّ لهذا الموقف؟ والله لا أرى نوراً في آخر النفق يوحى بحلِّ، فقد باض الشيطان وأفرخ في عقول من تولى كِبر هذه المأساة، ولم يعد هناك مجال لتراجع أو تنازل. بل هي حرب دامية بين المجاهدين المسلمين، حتى يفنى ثلثيهم، ثم يقضى الغرب الصهيوصليبي على الثلث الباقي.

      سيقول السروريون والديموقراطيون وقتها، ألم نقل لكم إنّ الجهاد لا يصلح في زماننا هذا؟ ألم يكن أولى حفظ كلّ هذه الدماء، وإقامة دولة شبه علمانية، أفضل من هذه القتل المستحرّ؟ ألم نكن نحن الأحكم والأعلم؟

      ونقول، بعد لا حول ولا قوة إلا بالله، لا والله، ليس بصحيح. فأنتم من ساعد على هذه النهاية، بل من صنعها، ثم تأتون لتتباكون عليها. ولو أنكم كففتم أذاكم عن المُجاهدين، ولم ترسلوا عليهم دعاتكم وأكاديمييكم وكلابكم النابحة، تذكي نار الفتنة، ما حدث ما حدث. لو وقفتم على الحياد وقتها، لصح ما تقولون، لكنكم رسمتم النهاية أولاً، ثم حذرتم منها أخيراً. لعنكم الله بما اقترفت أيديكم وألسنتكم وأموالكم.

      على كلّ حالٍ، لا تزال أسئلة تحتاج إلى إجابة، لا أظن أنها ستقدم أو تؤخر في الموقف الحاليّ، لكنها قد تكون عبرة لجيل مجاهد قادم، على رغم أنف السرورية السلولية.

      أضع هذه الإسئلة بين يديّ المراقب وأترك إجابتها لمن أراد من أطراف النزاع، أو للتاريخ يقول كلمته فيها:

      1. ماذا كان الدافع وراء خلع الجولاني بيعته للبغداديّ؟ وهي ما سببت هذه التداعيات برمتها.
      2. لماذا أقرّ الظواهريّ بيعة الجولانيّ للقاعدة، مع علمه بهذا الانشقاق؟
      3. لماذا بدأت بوادر أزمة الدولة مع التكفير والغلوّ تظهر على السطح بعد نقض هذه البيعة؟
      4. هل يقصد أولئك الذين يصِمون الدولة بالغلو، أنها تكفّر العوام من الناس، أم تكفّر المخالف من البغاة، أم تكفر دتها والعلمانيين في الجيش الحر وأمثالهم؟ علماً بأن البغداديّ قد نصّ على عدم تكفير العامة بكل وضوح في كلمته.
      5. ماذا تريد جبهة النصرة من الدولة تحديداً؟ أهو خروج قادتها والتحاق جنودها بجبهتهم؟ أم خروجهم كلية من الشام؟ أم مجرد التخلى عن لفظ الدولة حتى يكون هناك مجال للجبهة ليكون قادتها هم أمراء سوريا بعد التحرير؟
      6. هل يدل حديث الجولاني الأخير بشأن قتال الدولة صراحة في الشام والعراق على أنه ساعد بعض مرتدي الصحوات في هجومهم على الدولة من قبل، في الخفاء؟
      7. هل هناك غلاة بين أمراء الدولة على الحقيقة، بسبب صغر السن أو قلة العلم بالشريعة؟
      8. هل يبرر وجود مثل هؤلاء، بين صفوف الدولة، قتالها ونسف عملية الجهاد بأكملها؟
      9. هل تلقت جبهة النصرة دعماً مادياً، أو عسكرياً أو معنويا، أو كلها معاً، من جهات سلولية لتنشأ جبهة المرابطين وتقاتل الدولة؟
      10. هل تعلم قيادات جبهة النصرة حجم الخطر الذي ستتعرض اليه بعد تشجيع الدول السلولية لها، وإنهاء وجود الدولة في الشام، إن استطاعت؟
      11. هل هناك أيّ حلّ ممكن يكون فيه تنازلٌ من الطرفين، ولو على حساب ما يرونه الحق مؤقتاً، لوقف هذا النهر الدمويّ المرتقب؟ أم إنه أصبح حقيقة لا مجال لتفاديها؟

      أسئلة لا أعرف إجابتها، لعلنا نعرف لها إجابة، عاجلاً أو آجلاً. ولعلمنا لا نقول غداً "على جهاد الشام السلام"!