فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ ..

      • مجرد رأي
      • 1933 قراءة
      • 0 تعليق
      • 22:08 - 19 فبراير, 2014

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      "إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَـٰنِ وَإِيتَآئِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ وَٱلْبَغْىِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"

      آية فاصلةٌ مُحْكَمة جَمعت في تسع كلماتٍ كلُّ ما شرع الله أمراً ونهياً، فكانت شعلة للهداية ومناراً للدين، يهتدى بها من سعى للحق ونصره، ومن دحض الباطل وقرعه.

      فقد أمر الله سبحانه بأشياءٍ ثلاثة جامعة لكل خير، بَدأها بالعدل، الذي هو أساس الدين وقوامه، فلا دين بلا عدل، ولا حياة ولا حضارة إلا بعدل. بل تكون حضارة بلا دين، ولا تكون بلا عدل. ومن العدل يأتي كلّ أمر آخر في شرع الله، وهو القسط الذي ذكره الله تعالى ووصى به أنبياءه. ومن هنا فُرضت الصلوات ووضعت العبادات، فإن قمة العدل هي الخضوع إلى الخالق الرازق المصوّر، وعبادته والتوكل عليه، لا جحده والتملص من عبادته. ثم حُدّت الحدود وفُرضت الفرائض، لتقيم حياة الناس بالقسط، في كافة جوانبها. ثم لا يكون عدلاً بلا إنصاف. والإنصاف أن تقف على مسافة متساوية من الشئ (النصف)، فهو ضد التحيّز، إلى أن يميل أحد الجانبين بقوة الحق، ساعتها يكون الإنصاف والعدل هو نصرة الحق.

      ثم لا يكون إحساناً بلا عدل، فالإحسان فرع العدل، إذ لا يتصور إحسان بظلم أبداً. والإحسان عامٌ لكافة مخلوقات الله، إنساناً وحيواناً ونباتاً، بل والإحسان للكافر غير المعتدي في حفظ عهده ودعوته للحق. وإيتاء ذي القربى، هو لونٌ خاص من ألوان الإحسان، وهو تقريب ما قرّبه الله وتفضيل ما فضّله، وفيه إيماء إلى حفظ الإرحام. كما أنّ "القربى" هي قربى الدين والعقيدة كما أنها قُربى النسب والعشيرة، ومنها الزكاة على سبيل المثال.

      ثم نهى الله سبحانه عن أشياء ثلاثة جامعة لكل باطل، الفحشاء والمنكر والبغي. الفحشاء هي تجاوز الحد في القبح، لكنّ المنكر يختص بعموم واتساع رقعة، فهو فحشاء ذاع نتنها وامتد أثرها، فبينهما تخصيص وتعميم، وإطلاق وتقييد. وبين الفحشاء والمنكر يقع كلّ قولٍ أو عملٍ، خاص أو عامٍ، يقدح في الكرامة والمروءة، في عبادة أو معاملة.

      ثم يأتي البغي، وهو التجاوز على الغير تحديداً، فهو يناقض العدل والإحسان. والبغي يكون في الدماء وفي الأموال وفي الأعراض. بل وأعظم البغي في العبادات، حيث يُعبد من دون الله من صنم أو حجرٍ أو ميتٍ أو برلمانٍ أو رئيس أو ملك، أو ما شئت من خلق لله، فهذا أعظم البغي.