فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      دولة العراق والشام .. لماذا يهاجمها الجميع؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه في جهاد الشام اليوم، لمن إراد الإنصاف، هو لماذا يهاجم الناس، كلّ الناس، أفراداً دعاة وجماعات واتجاهات وجبهات، دولة العراق والشام؟

      ونحن والله لا ننتمى لأحدٍ من المُتنازعين، ولسنا بمتحدثين باسم أحدٍ منهم، بل ولا موالياً لأحدٍ بالذات، فإنّ لكلٍّ منهم متحدثيهم وشرعيّيهم، كما يسمونهم، لكنّ الأمر أمر ملاحظة يجب على المُنصف أنْ يجد لها إجابة يلقى بها الله سبحانه، إن كان يقف في صف فصيلٍ ضد آخر.

      الملاحظة أنّه قد تكالب علي الدولة، إعلامياً ثم عسكرياً، منذ أنْ تكوّن ما يسمى "الجبهة الإسلامية" بقيادة زهران علوش، ودخل فيها أحرار الشام وكتائب التوحيد وأنصار الشام وغيرهم، كافة الجبهات، بما فيها الجيش الحرً، وجيش المجاهدين الذي تشكل أصلاً لقتالها[1]، ثم أخيراً جبهة النصرة التي هي وليد من مواليد الدولة أصلاً، كما يعترف بذلك أميرها الجولانيّ. كذلك كلّ من هُم من أتباع آل سلول كالعرعور ودمشقية، وكثير من أساتذة جامعيين في الجزيرة والكويت خاصة، فضلاً عن أتباع الإخوان والسروريين والجاميّين في كلّ البلاد المحيطة بالشام. هذا غير دعاة يتّصفون بالغفلة وسوء التقدير والاعتزاز بالرأي، فساروا في ركب القافلة المعادية، منهم الهواة مثل د. القنيبي ومنهم الأكاديميّ مثل د. محمد الخضيري، ومنهم دون ذلك، مثل المِسعَريّ السعوديّ وناصر العمر المُتعاطف مع السرورية.

      هؤلاء كافة، يهاجمون الدولة الإسلامية في العراق والشام، هجوماً لا تراهم يشُنونه على أعتى أعداء الإسلام، أمريكا وآل سلول، ويكادوا أن يُجمعوا على أسباب الهجوم، أنّ الدولة خوارج، وأنهم بغاة، وأنهم تكفيريون، وأنهم يبغون هدم الإسلام، وأنّ حربَهم واجبٌ شرعيّ، كما قاد ذلك الزَعم المحيسني بعد أن سقطت مبادرته التي أسماها "مبادرة الأمة"، وكأنّ مُخالفها مُخالِفٌ لدين الله أصلاً وفرعاً!

      فما هو سبب هذا التكالب؟ ما هو الجُرم الذي قامت به الدولة إلى هذا الحدّ الذي يجعلها كالشَيطان الرجيم، ويجعل موالاة آل سلول والأمريكان حلال حلال حلال، في مواجهة هذا العُصبة من المجاهدين المجرمين؟

      الدولة الإسلامية في العراق والشام، كيانٌ ظهر تدريجياً في العراق، منذ إعلان مجلس شورى المجاهدين أيام الشيخ الزرقاوى رحمه الله، وحتى تولِّى الشيخ أبو بكر البغدادي حفظه الله، ثم امتدادها إلى الشام بإمرة الجولاني وبيعته للبغداديّ. ولا شك أنّ هناك من أثار شبهات حول شرعية الدولة، وشرعية إقامتها، وشَرعيّة امتدادها، وشرعيّة بيعتها، وغلظة أفرادها، وما إلى ذلك من شبهات واتهامات، ليس هذا موضع النَظر فيها، سَلباً أو إيجاباً.

      الأمر كما سألنا آنفاً، هل يستدعي هذا هجوم وقتالٌ وتمالؤ ونكاية ودعوة لفض البيعة وهدم الدولة؟ في مصلحة من يصبّ هذا الهجوم والقتالٌ والتمالؤ والنكاية ودعوة فضّ البيعة وهدم الدولة؟

      لا يشكّ عاقلٌ أنّ القول أنها في مصلحة القضاء على بشار وعصابته، فهذه دعوى لا يتنبنّاها إلا مُغفلٌ أو عميل. إذ كيف يكون طرد عددٍ هائلٍ من المجاهدين، ومنهم المهاجرين، من الشام، والقضاء على تنظيم قويّ، بل الأقوى والأكثر استقراراً في الساحة والأكثر تمسّكاً بعدم التفاوض ورفض التنازلات، والدعم السَلوليّ وأجندات جنيف التي يقوم بها عملاء التحالف الوطني العلمانيّ وأنصاره من السرورية، كيف يكون القضاء على هذا التنظيم فيه مصلحةٌ للحرب والمقاومة ضد بشار وعصابته؟ نبّؤني بعلمٍ إن كنتم صادقين.

      لا نتحدث هنا عن موضوع من هاجم من، ومن حارب منْ، ولكنّ الصورة العامة هي أنّ هؤلاء الذين لا شكّ في عمالتهم، كالعرعور ودمشقية، بل ودول خائنة كآل سلول وبَندرهم، يتوحّدون مع أولئك الذين يقفون في ساحة جهادٍ، بل وتلقوا الدعم المباشر من الدولة في أثناء دخولها إلى الشام، ومع دعاة يُفترض أنهم مناصرون للجهاد، ثم هم يعملون على تدمير قاعدة جهادٍ، مهما قيل في غُلوٍّ بعض أفرادها، كما سمعنا ولم نشهد، رغم تلك الأخطاء التي تُنسب لغيرها، دون أن يعلّق عليها أيّ من المُعلّقين الذين سَلخوا الدولة على ما نُسب لها؟

      لا أرى هذه الهجمة إلا ظلمٌ وعدوانٌ وبغيّ، لا لأنها تستهدف إصلاح ما تفسده الدولة، بل من باب أنها تدعم أجندات عميلة مجرمة كآل سلول، وعملائهم المباشرين وغير المباشرين، المغفلين والواهمين والمُغرضين على حدّ سواء.


      [1]  http://www.alquds.co.uk/?p=119600