فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      جهاد الشام .. والمؤامرة على الإسلام

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      يرى الباحث المنصف اليوم أنّ الساحة الجهادية في الشام هي مصغّرٌ لحال الأمة الإسلامية، فيما تتعرض له من مؤامرات، وما يُكاد لها من دسائس، لتدمير الإسلام وإنهاك أهله، وتحويلهم لعبيد يعملون في مزارع خاصة بحكامٍ خونة، حتى تنفذ مصادرهم، فيلقونه كما يُلقى الكلب العظمة القديمة.

      ذلك أنّ أطراف المؤامرة على جهاد الشام، هي نفسها أطراف المؤامرة على الإسلام في كلّ مكان. وهي أطراف تتمثل في هرمية تتوالي طبقاتها حسب موقعها قرباً وبعداً من رأسها، ويزداد أثرها قرباً من ذاك الرأس الخبيث، وإن كانت كلها خَبَث وقَيْح وحقدٌ على الإسلام وأهله.

      رأس الهرمية، والطرف الرئيسيّ القويّ هو الغرب الصهيو-صليبيّ، الذي يبغي القضاء على الإسلام ديناً، واستمرار احتلال بلاده اقتصادياً، وضمان بقاء الكيان الصهيونيّ دون تهديد، بل وضمان توسعه من النيل إلى الفرات، وشاهد ذلك ما يحدث في مصر اليوم.

      والطبقة التالية في الهَرميّة إن هي إلا أدوات هذا الرأس، وهم أطرافٌ عدة، بل نقول أذنابٌ عدة، على رأسهم المنتفع الثاني في القضاء على شوكة الجهاد، وهم حكام دول سايكس بيكو وخدّام الغرب الصهيو-صليبيّ، متمثلين أولاً في حكام آل سلول ثم بقية حكام المنطقة كلها، تابعين لهم، بلا استقلالية إلا في الظاهر، وهو صحيح فيما بين المحيط إلى الخليج، بلا استثناء.

      ثم أدوات هؤلاء الحكام، والطبقة التالية في الهرمية، هم مشايخ ودعاة، إن صحت التسمية، وأصحاب لحى، من طراز الإخوان والسرورية الخبيثة، أو ممن ينتهج نهجهم دون انتماء لهم. وهؤلاء تتراوح عمالتهم بين عمالة صريحة وانتماء للحكام، وبين أبواق للنظم الخبيثة، تنعق بما لا تفقه إلا دعاء ونداء. ومهمة هؤلاء أن يخترقوا الجهاد بالمال وإغراءات الدنيا، أو باستغلال حاجة المجاهدين لدفعهم في اتجاه مخالفٍ لمقصد الجهاد، ثم تدميرهم بعد ذلك. ومن هؤلاء أمثال زهران علوش ربيب آل سلول، بنكهة سلفية، يتعاون مع الجيش الحر العلماني وأمثال جمال معروف، وجيش المجاهدين الذي ما نشأ إلا لجهاد الدولة الإسلامية في العراق والشام بالمال السلوليّ من خلال بندر الكلب.

      وعلى رأس هؤلاء في الشام من ينتمى للإخوان والسرورية والجامية، فكلهم عميل كارهٌ للإسلام الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، داعٍ لإسلام صهيو-صليبيّ مُروّضٍ ديموقراطيّ، أخزاهم الله. ومنهم أمثال عدنان العرعور العميل كاره الجهاد، ثم شافي العجمي وسلطان العطوي وبقية النخبة ضلت وتعصبت، وإن تمحك بعضها بالمجاهدين. ثم في الطبقة التالية من هؤلاء أمثال إياد القنيبيّ، الذين صاروا بوقاً لأغراض حكام المنطقة دون أن يدرك قصداً من وسيلة. ومنهم حاكم المطيري وحجاج العجمي الذيْن تسربا إلى جبهة النصرة لإيجاد موطئ قدمٍ لحزب الأمة، فزرعا أبو الحسن الكويتي في شرعييها لإملاء فتاوى الخراب على قيادتها[1]، ومن ثمّ الدولة الديموقراطية التي تخدم العلمانية الموالية للصهيوصليبية. وحاكم المطيري، مثله كمثل عبد الرحمن عبد الخالق المصري، يتحدث بالسلفية والتوحيد، ثم يناصر الديموقراطية والانتخابات، ويراها الوسيلة للنصر! وقد انخدع به أناس كثيرون من المخلصين لما وجدوا في حديثه من سلفية تبيّن أنها من قبيل السلفية الاستئناسية الخاضعة. وهذه الأسماء تتبدل حسب البلاد، ففي مصلر ترى البرهامي وبكار وأمثالهما، كذلك في تنس تجد الغنوشي وصحبه، وهكذا، مكرٌ واحد وأوجه متعددة.

      فالمؤامرة اليوم على جهاد الشام لها وجهان، الأول المكر والخديعة والإغراء بالمال والمساعدة، أو بالمناصب، فإن لم تفلح، فهي الحرب المفتوحة من الصليبية الأمريكية على المجاهدين. وهو ما نودّ أن نلقي عليه ضوء في هذا المقال.

      ذلك أنّ هزيمة الروافض، وإقامة دولة إسلامية سنية في العراق والشام، أمرٌ لن تسكت عليه القوى الصهيوصليبية مها كان الثمن. وهم يستخدمون المكر، وأدوات الخيانة بطبقاتها المختلفة التي ذكرنا، لمنع أو تأجيل تدخل عسكريّ سافرٍ في العراق والشام، والظاهر أنهم نجحوا، حتى اللحظة، في شرخ الجبهة الجهادية السنية، فإن استمر الوضع في تدهور الجهاد واختراق جبهاته فلن يحتاج الصهيوصليبية للتدخل المباشر.

      لكن إن نجح إخواننا في لمّ الشمل وجمع الكلمة، فيجب ان يكون معلوماً من الآن أنّ القوي الأمريكية ستتدخل تدخلاً مباشراً سافراً. ومن ثم، فإن هذا السيناريو يجب أن تُبنى عليه الاستراتيجية الجهادية، وأن لا يستغرق المجاهدين في صراعاتهم الصغيرة المحلية دون أنْ يحسبوا حساباً لهذا الإحتمال الغالب. والسؤال الآن، ما هي الخطة التي يجب اتباعها لمواجهة هذا التدخل؟ هل من المصلحة أن يستمر التوسع والتمدد، أم يثبت المجاهدون أقدامهم فيما استحوذوا عليه ثم يتقدموا بالهوينى. ثم ما هي وسائل التصدى لغزو أمريكيّ شاملٍ، ينطلق من الدول الخائنة المجاورة؟

      كلها أسئلة يجب ان تكون على طاولة البحث، بدلاً من أن يصرف المجاهدون الجهد والعتاد في قتال بعضهم البعض، فأطراف المؤامرة معروفون، ووسائلهم وطرقهم وأسماؤهم معروفة، فما الأمر إذن؟ وأين الإخلاص إذن؟

      عدوكم، بكل طبقاته ودرجاته متربصٌ بكم، إن لم تقتلوا بعضكم بعضاً قتلكم بآلاته الجهنمية، فأجمعوا أمركم ثم لا يكون أمركم عليكم غمّة، فإن الحق أبلج والباطل أعوج.


      [1]  وهي قراءة قوية للأخ أبو مالك شيبة الحمد http://justpaste.it/ecfn