فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الإسلام باقٍ يا أهل الردة!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      ما نراه في مصر اليوم، هو محاولة واضحة حقيقية صريحة للقضاء على دين الإسلام السُنيّ الصحيح، بل وعلى الدين "الوسطيّ" الإخوانيّ البدعيّ، على الإسلام بكل أشكاله وأنواعه، بكل شعائره وشرائعه، بكل أخلاقياته وأدبياته.

      هل حدث هذا بالفعل؟ هل هذا قد تحقّق على أرض الواقع؟

      بالقطع لا. الإسلام دينٌ لا يمكن لعصبة ملحدة، وشرذمة مرتدة عاهرة خربة، أن تقضى عليه. هذا من خيبة الشرذمة العاهرة وغرورها وتكبرها.

      لكن الحقيقة أنّ من يُقضى عليه اليوم هم من تساهلوا في دين الله، لا دين الله. دين الله لا يُقضى عليه، لأنه "وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّـٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا"الكهف29. هذه هي خلاصة القول. الحق هو من ربك، لا يمكن أن يزول، لكن إرادة الله الشرعية تركت للناس الخيار، وهدتهم السبيل "إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًۭا وَإِمَّا كَفُوراً"الإنسان 3.، ثم أملت لمن اختار طريق الضلال، كالسيسي، ومن اتبعه من شعبه، ناراً لا فكاك منها، ولو حشدوا لها داخلية الأرض وجيوش العالم.

      كتبنا من قبل أن جيلنا هذا هو جيل الإستبدال، وأنّ جيل التكين قادمً من بعده. وهو ما نراه اليوم. لم يقبل الله عذر الإخوان، ولم يقبل عذر المبتدعة، خاصة والفساد والردة قد شاعت وغلبت، فتركهم يتساقطون، ويُستبدلون. وإن كان قد سقط، وسيسقط في الطريق، شهداء لم يكونوا من المُبدّلين المبتدعين أتباع النهج الإخوانيّ، فهؤلاء قد اتخذهم الله كرامة لهم، هنيئاً لهم بما هم فيه من جنات النعيم.

      يصف البعض ما نحن فيه أنّه محنة للإخوان! لا والله ليست بمحنة ولا اختبار إلا عند الجاهل بسنن الله تعالى. فالمحنة والابتلاء تأتي حين تأتي وفق مشيئة الله الكونية، دون تدخّلٍ من المشيئة الإنسانية قط، كالمرض والفقر وموت الولد. أمّا إن كان العبد ضالٌ مبتدع منحرف عن نهج الله وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو ليس ابتلاءً بل هو جزاء وفاق لما ارتكبته أيدى الناس. فكفّوا عن العمى وانظروا إلى الحقيقة، لعلكم ترحمون في الآخرة، بعد أن فقدتم الدنيا.

      الإسلام يهدى الناس إلى كلّ خيرٍ، سواءً في حياتهم الخاصة أو في اجتماعهم، فلا محل لزواله أبد الدهر. هي فقط محنة أهله لا محنته.

      الإسلام باقٍ، والمتساهلون زائلون، والمبتدعون زائلون، والكفرة والمرتدون زائلون، يبتلي الله بعضهم ببعض، فيضرب المتساهل المبتدع بالمجرم الظالم، ثم يتساقطا.

      لقد أنتج عمل ستين عاماً من الفساد والبغاء والردة والعهر والكفر البواح، شعباً مهووساً مخبولاً، يستحى الجهل أن يوصف به، وتستحى النذالة أن تُلصق به. عهر ما بعده عهر، وخساسة ما وراءها خساسة. كيف ومتى تكوّن هذا الشعب الملعون؟ مكر الليل والنهار، مكر اثنتي وعشرين ألف وستمائة ليلة، منذ تولى الهالك عبد نفسه في 1954. ليلاً ونهاراً، صبحاً ومساءً، حتى نشأ هذا الشعب المشوه المدعو بشعب السيسي، بلا كرامة ولا رجولة ولا نخوة ولا دين ولا خُلق من أيّ نوع كان. شعبٌ تفوق على نفسه في الخسة والوضاعة. وهم الشعب الأكثرية مع الألم والحسرة.

      سينشأ من ضئضئي هذا الجيل اللعين، جيلٌ، إن شاء الله، هو جيل التمكين، هم هؤلاء الشباب الذين نرى تصميمهم على المضيّ قدماً رغم التهديد والقتل والوعيد. لكن الشرط الوحيد، هو التبرؤ من القادة الجبناء، ومن نهجهم الملتوى المخنث، ومن قاعدة "المشاركة لا المغالبة" ومن "سلميتنا أقوى من الرصاص"، ومن كل تبعات ذاك الجيل المندثر، الذي أضاع الأمة، وجلب الغمة، وجعلنا أقل من الرمة.

      ليس في أعناقنا للجبناء المتساهلين الساقطين اليوم إلا الدعاء لهم بفك الأسر، لا غير، فهم من أذلونا وخذلونا، ثم اعتذروا عن موقعة الجمل، وكأن انحرافهم كان في موقعة الجمل لا غير! لا والله لقد كان انحرافهم في كلّ عقيدة نشروها، وكل تربية ذليلة اعتمدوها، وكل محاولة توسط ومشاركة بين الإسلام والكفر انتهجوها.

      ستكون سنين عجاف، كثيرة متلاحقة، ينخل الله فيها الضعيف من القوي، والمؤمن من المنافق، والسنيّ من البدعي، والسلفيّ من البرهاميّ، ثم تنشأ بعدها أجيال نسأل الله أن تكون مستحقة للنصر وقتها، لا وقتنا.