فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      دعوة للصلح والصفح بين المجاهدين في الشام

      دعوة للصلح والصفح بين المجاهدين في الشام

      دعوة للدولة وجبهة النصر وأحرار الشام وغيرها من كتائب

       بقلم الشيخين

      د. طارق عبد الحليم         ود. هاني السباعي

      إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يَهد الله فلا مُضل له، ومن يُضْلل فلا هادي له. ونصل ونسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، آمين. أما بعد:

      يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌۭ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات آية 10.

      ويجيب الله تعالى على سؤال الذين يسألون عن الأنفال: (يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَنفَالِ ۖ قُلِ ٱلْأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ ۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُوا۟ ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ( الأنفال آية 1. فإصلاح ذات البين فريضة شرعية ولا سيما بين المجاهدين الذين نحسبهم يقاتلون في سبيل الله.

      ويقول سبحانه أيضا:  (وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌۭ) النساء آية 128. وهذا الصلح الذي هو خير وفلاح وأمن وأمان لا يكون إلا على أساس قول الله تعالى (وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًۭا وَلَا تَفَرَّقُوا۟) آل عمران آية 103. فقد أمرنا الله تعالى بالاعتصام بحبله وحده وليس بحبائل الناس! بحبل الله ولا بحبل الاتحاد الأوروبي ولا بحبل أمريكا والناتو ولا بحبائل آل سعود! فحبل الله المتين هو القرآن العظيم والسنة النبوية الصحيحة! فحبل الله هو الذي ينجينا من التنازع الذي يجرنا إلى الفشل والهزيمة والتشرذم (وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ) الأنفال آية 46. وعلى أية حال (وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرَ‌ ٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ) آل عمران آية 101

      وبعد تلكم التقدمة نقول:

      إنه بتاريخ 18 ربيع أول 1435هـ الموافق 19 ينار 2014م بثت وسائل الإعلام كلمة صوتية للشيخ أبي بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام ونحسب أن الكلمة موفقة ومنصفة بإذن الله حيث نستطيع أن نبي بموجبها جسراً للتواصل والتناصح والصلح بين من خرجوا لنصرة دينهم وللذب عن عباده المظلومين المستضعفين الذين قال الله في شأنهم (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَ‌ ٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّۭا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) النساء آية 75.

      فقد ذكر الشيخ أبو بكر البغدادي في كلمته أنهم دفعوا إلى هذا القتال مكرهين: " إن الله يعلم ثم أنتم تعلمون، أنَ الدولةَ بذلت ما بوسعها لوقفِ هذهِ الحربِ التي شُنت عليها من قبلِ بعضِ الكتائب المُقاتلة فيلعمُ اللهُ ثم أنتم تعلمون أننا ما أردنا هذهِ الحرب ولا سعينا أو خططنا لها لأن في ظاهرها وما يبدو لنا أن المُستفيدَ الأكبر منها هم النُصيرية والروافض وقد اُكرهنا عليها وبقينا على مدارِ أيامٍ ندفعُ بها ونسعى لإيقافها رغمَ الغدرِ الواضح بنا والتعدي السافر علينا"أهـ

      ويوصي الشيخ البغدادي أتباعه بعدم الظلم: "وإياكم إياكم والظلم، فمن كان قد ظلم وتعدى على أحد فليبادر مُسرعاً لردِ الحقوقِ والتوبة فإننا نرد كلَ مظلمةٍ تبلُغنا ونبرأ إلى الله من كلِ ظلمٍ يصدرُ عن أفراد الدولة ونأمر كلَ جُندي بردِ ما يبلغهُ من ظُلم ولا بارك الله بمجاهدٍ تبلغهُ مظلمةٌ ولا يردها إن كان قادراً أو يعمل على رفعها وأكثروا من التوبةِ والاستغفار وقولِ لا حول ولا قوة إلا بالله"أهـ.

      ويرد الشيخ أبو بكر البغدادي على شبهة تكفير الدولة لأهل الشام: "حسبنا أن الله يعلم أننا سعينا بكلِ صدقٍ وإخلاص لنحميَّ المسلمين ونذودَ عن أعراضهم ونصونّ دماءهم فنُتهم بين ليلةٍ وضحاها أننا نُكفرُ أهلنا في الشامِ معاذَ الله، ونستبيحَ دماءهم كلا والله"أهـ.

      ويوصي الشيخ أبو بكر البغدادي أتباع الدولة بالعفو والصفح"واتقوا الله فإن العاقبة لكم إن اتقيتموهُ، لا تظلموا ولا تغدروا، ونوصيكم بإن تكفوا عمن يكف نفسه ويُلقي من وجهكم سلاحه ممن قاتلكم من الكتائب مهما بلغ جرمهُ وعَظُم ذنبهُ، وغلِّبوا العفوَ والصفح لتتفرغوا لعدوٍّ فاجرٍ يتربصُ بأهلِ السُنةِ جميعا"أهـ.

      نقول: رسالة الشيخ أبي بكر البغدادي واضحة لاتحتاج إلى تعليق حيث قطعت الطريق على المتربصين بالجهاد في الشام الدوائر! ومن ثم فقد اتخذناها تكأة للدعوة إلى رأب الصدع والصفح والصلح بين المجاهدين الذين يردون عادية العدو الصيال والذين ويجاهدون بأموالهم وأنفسهم حتى يكون الدين كله لله هذه رسالتنا إليهم نستعرضها في النقاط التالية:

      النقطة الأولى: قد عرف القاصي والداني عن تلك الأحداث المؤلمة التي بدأت منذ أسابيع قليلة في أرض الشام الحبيبة، والتي أسفرت عن قتال بين الإخوة المجاهدين، بل وقتل العديد منهم، خاصة أولئك الذين هاجروا إلى الشام رغبة في الجهاد، وطلباً للشهادة في سبيل الله، رجالاً ونساء، مما تتقطّع له أنياط القلوب وتجفّ منه ماء العيون، فلا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

      النقطة الثانية: ولمّا أمرنا الله سبحانه أمراً صريحاً مباشراَ بالتدخل للصلح بين طائفتين من المؤمنين اقتتلوا (وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُوا۟ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوٓا۟ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ ) الحجرات آية 9. كما قال تعالى "والصلح خير"، ولمّا رغب الينا بعض أهل الخير والجهاد في عدد من بلدان المسلمين أن نسعى بالخير بين تلك الأطراف المتناحرة لعل الله أن يحقن دماء المسلمين وأن يوجّه قوى المجاهدين إلى قتال كفار الرافضة العلويين، ودحر خطط الصليبيين، وكشف خيانة كفار آل سلول العلمانيين المجرمين.

      النقطة الثالثة: وحين نتحدث عن الأطراف المتناحرة فإننا نقصد من عُرف عنهم الجهاد والإخلاص وبذل النفس في الجماعات الجهادية الكبرى، مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام، وجبهة النصرة، وكثير من كتائب أحرار الشام، وغيرهم ممن لا يذكرهم الإعلام عامة، ويتعامى عنهم الإعلام المعادي للإسلام خاصة.

      النقطة الرابعة: ولا نقصد بحديثنا هؤلاء الذين باعوا ذممهم، وأماتوا ضمائرهم، واستسلموا لقنوات ضرار الإعلامية وتابعوا مؤامرات الصليبيين وآل سلول، في تشكيل جبهات وجيوش مصطنعة مركبة من حق وباطل، حقٍ غافل، وباطلٍ مُترصد.

      النقطة الخامسة: وخلصنا بعد أن تدارسنا الوضع القائم في الشام، وما ذكر وما ذكره الشيخ أبو بكر البغدادي في كلمته إلى الصفح والعفو والصلح وكف الأذى والعدوان وما يتصل بالوضع من أحكام الشرع، وما يستدعيه النظر المصلحيّ في مناط هذا الجهاد ووضع البلاد هو ما استبان لنا من تقرير توصية ونصح لا تقرير تكليف وإملاء إن نريد الإصلاح ما استطعنا فإنه ليس لنا إلا الحضّ على الخير، والنصح والتوجيه الي وسائله وأدواته. نقول وبالله التوفيق:

      أولاُ: مبادئ عامة مرعية:

      1. لا يزعم أحد أن الحق الكامل يقع في جانبه إلا ما كان من فريضة محكمة أو سنة نبوية متبعة إذ كلها وحيّ يوحى. أما أفعال البشر دون ذلك، فيختلط فيها حقٌ بباطل، على وجه العموم، وإنْ كان الحق قد يقع منهم كاملاً في أمرٍ من الأمور، فلن يقع على الدوام، كما قد يقع ناقصاً.
      2. ننوه إلى النقص أو التحريف فيما يُنقل عن الأحداث الواقعة على الأرض. وذلك لأمور عدة، منها وأهمها التدخل دولة آل سعود في المسألة الشامية بثقلٍ كبير ودعاية مضَلِّلَة عبر قنوات ضرار وفبركة الإفك، للتشويه والتحريف والتعمية، ومن ثم إفساد الجهاد على العباد، فإن أنصار السلولية لا همّ لهم إلا إفساد الدين ونصرة الصليبيين على المسلمين لضمان بقاء عروشهم المغتصبة للسلطة.
      3. ومنها عدم دقة النقل من عينٍ للسان، كما هو معتاد. ومنها التسرّع في إلقاء التهم ونسْب الأعمال إلى غير فاعليها للتحيّز الأصلي. وهذا النقص والتحريف سبب أصيل في عدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وبين الصحيح والموضوع، ومن ثم، زيادة التعصّب والتمسّك بالرأي والشّدة في الخصومة، مما يمنع احتمالات الحل والصلح.
      4. إنّ القتال بين المسلمين لا يجوز ولا يحلّ شرعا كما جاء في مفهوم الآية الكريمة "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" فأَمَرَ بالإصلاح أولاً، حتى يظهر البغي.
      5. فإنّ ظَهَرَ البغي، واتفق أهل الحل والعقد من المؤمنين على أنّ طائفة تبغي على أختها المؤمنة "حَلّ قتالها من باب "رفع الإثم والجناح" (لموافقات للشاطبي بتصرف يسير ج1 ص144 ) لا الإباحة الأصلية. لذلك يجب أن يكون في أضيق نطاق ممكن، ما يكفي لرفع البغي لا أكثر، ثم يعود إلى حرمته الأصليّة.
      6. إنّ التحيّز لأحد الفريقين يتوقفُ على أيّهما الباغي. وهذا لايثبت إلا بأدلة وشواهد قطعية، إذ إنّ التحيز لفئة مُسلمة ضد أخرى تُباح به دماء فئة مسلمة لا يمكن أن تُباح إلا بأدلة يقينية لا بقرائن ظنية.
      7. إنّ البغي قد يكون نتيجة انفعالات بشرية كالهوى وحظوظ نفس، وإن خَفي وتلوّن، يسعى اليه فريق من المتقاتلين، أو أن يكون نتيجة خطأ في الاجتهاد يُصِرُّ صاحبه عليه.
      8. إنّ هذا القتال الذي يدور الآن في الشام نحسب أنه قد بُيّت بليلٍ، تعاونت على إذكائه دولة بني سلول بالتعاون مع العدو الصليبيّ الأمريكيّ، وأشعلوه بإعلام الأفك والتضليل وبأموال نفطية.
      9. وبناء على تلك التصورات، ومن إيماننا بأن الدعوة للتحاكم قد استنفذت غرضها، ولم تثمر ثمارها، وأنّه إن لم يكن للمرء وازعٌ من نفسه وقاهر لها، لم ينفعه حكم المحكّمين ولا نصح الناصحين، بل سيحيا في عناء، ويموت في بلاء ويُبعثُ في رياء، أعاذنا الله وإياكم من ذلك الشقاء.

      والنصيحة التي نوجهها اليهم هي:

      النصيحة الأولى: أن يتذكر جميع الفرقاء أنهم إنما يعملون لوجه الله، فلا يغتروا بمنصب لائح أو غنيمة متوقعة، فإن الموعد هو الجنة بإذن الله، لا غير.

      النصيحة الثانية: في حالة المظالم المتبادلة بين جميع الأطراف سوءا مظالم في الدماء العمد أو الخطأ أو المال أو أي شيء آخر ننصح بتسوية هذه المظالم بين الدولة وأي جماعة جهادية أخرى عن طريق تشكيل لجنة مشتركة للتسوية أولا ثم الاتفاق على تشكيل محكمة شرعية مشكلة من قاض يمثل الدولة وقاض يمثل الجماعة الأخرى والاتفاق بين الطرفين على اختيار شخصية علمية مرضية بين جميع الأطراف كقاض ثالث. أو الالتجاء إلى التحكيم أن يختار الطرفان طواعية شخصية أو أكثر للتحاكم على أن يكون حكمه ملزما لجميع الأطراف بعد الحكم. ومعلوم لشيوخ الجهاد وقادته أن التحكيم معمول به ولو في دولة الخلافة التي بها قضاة شرعيون وقد لجأ الصحابة رضوان الله عليهم إلى التحكيم في ظل خلافتهم الراشدة.

      النصيحة الثالثة: حيث إن الأمة تشرئب أعناقها إلى بلائكم ونصركم بإذن الله فإننا ننصح الشيوخ الأفاضل قادة الجهاد؛ شيخ وأمير الدولة أبا بكر البغدادي، وشيخ وأمير جبهة النصرة أبا محمد الجولاني، وشيخ وأمير أحرار الشام أبا خالد السوري، وغيرهم من قادة المجاهدين؛ أن يتقوا الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا يُضرب الجهاد من قبلهم فقد رمتكم قوى الشر بقوس واحدة! ننصحهم بجمع شعث المجاهدين على الحق وأن تلين قلوبهم لإخوانهم في الجهاد نوصيهم بالاستجابة لدعوة الصلح والصفح الممدودة من بعضهم لبعض وألا يشمتوا بالأمة الأعداء.. وأن ينحصوا أتباعهم بالصبر والتؤدة ولين الجانب لإخوانهم المجاهدين من غير الدولة أو الجماعات الجهادية الأخرى المقاتلة في سبيل الله التي لا تتبعهم. ولأن الحق مر وصعب فيحتاج إلى جرعات كبيرة من الصبر يقول الله تعالى (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).. 

      النصيحة الرابعة: ننصح لو صفت نفوس قادة الجهاد نسأل الله أن يؤالف بين قلوبهم ويجمع شملهم ويوحد كلمتهم أن يكون لهم مجلس شورى يجمع المجاهدين من الدولة، وجبهة النصرة، وأحرار الشام وغيرهم إن قبلوا بذلك، سواء من الذين أعطوا بيعة للدولة أو ممن لم يعط بيعة للدولة من سائر الكتائب المجاهدة من المخلصين، وأن يكون الأمر شورى بينهم في شؤون الجهاد وإدارة الأماكن المحررة، وأن يراعى تولية من قام بتحرير أرض عليها، حسب موافقة مجلس الشورى، دون استقلال من فريق دون فريق.

      النصيحة الخامسة: يُستبعد من مجلس الشورى أيّ فصيلٍ ثبت تورطه مع آل سلول، أو دخوله في تفاوضات وتعاقدات خزي وعار مع العدو الأمريكيّ. وإن ظهرت منهم خيانة أو غدر نبذ إليهم المجاهدون على سواء، فخطرهم، كطابور خامسٍ، كخطر الرافضة وشبيحة النصيرية الأنجاس، بل قد يكون أشدّ خطراً لا سيما خطرهم الداهم على عوام المسلمين.

      النصيحة السادسة: ننصح بأن يلتزم كل طرف بالأماكن التي حرروها فإذا حررت الدولة مكانا ما فعلى الجبهات الأخرى ألا تتدخل في شئون تسيير أعمال الدولة طالما كان في سلطانها وتحيزها. وكذلك جبهة النصرة أو أحرار الشام وغيرهم من كتائب إذا حررت مكانا فعلى الجميع احترام سلطانها على الأماكن التي حررتها ولها سلطان عليها ويكون التعاون بين جميع المجاهدين على البر والتقوى وعلى نصرة الجهاد وأهله.

      النصيحة السابعة: ننصح بالسعي للتواصل مع علماء وشيوخ ودعاة الأمة داخل وخارج العراق والشام الذين ليس له انتماء لجماعة بعينها في الشام اللهم إلا نصرة الحق والوقوف مع المظلوم على أن يتوافر فيهم العلم الشرعيّ والحكمة وحنكة التجربة وصفاء النفس وحسن السيرة.

      وفي الختام هذا اجتهادنا في بذل النصح قدر المستطاع لعل نصيحتا تلامس شغاف قلوب المجاهدين وقادتهم فتتسع صدورهم لقبولها.. اللهم اجمع كلمة المجاهدين ووحد صفوفهم وألف بين قلوبهم وأنزل نصرك ورحمتك عليهم .. اللهم. عليك بأعداء أعداء الإسلام.. اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر .. اللهم عليك بطواغيت العرب والعجم .. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونك.. انصر الإسلام وأعز المسلمين اللهم آمين .. آمين.

      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

      الشيخ د. طارق عبد الحليم                                       الشيخ د. هاني السباعي

                    الأمين العام للتيار السني بمصر                               الأمين العام المساعد للتيار السني بمصر

                                                                               ومدير مركز المقريزي بلندن

      20 ربيع أول 1435 هـ

      21 يناير 2014