فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      شعبٌ أعزل .. في مواجهة الإحتلال

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      أبدأ بالتحية من القلب لأولئك المجاهدين الصابرين الصادقين الذين لا يزالون يخرجون كل يوم إلى الشارع المصريّ، يتحدّون الرصاص، والقنابل والخرطوش، بصدر عارٍ وقلب مُحَصّن. إنّ موقفهم هذا ملحمة لا يشك فيها أحدٌ له عقل وقلب.

      ثم أثَنِّى باستنزال لعنات المولى سبحانه على الخائنين الغَادرين المُرتدين، من قيادات العسكر والداخلية وحزب النار ومؤيديهم وداعميهم ومفوضيهم، فإنهم لا يستحقون إلا ما قال الله تعالى "وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًۭا"الفتح6. والحظ، يا رعاك الله، أنّ هذا السَخط من الله نزل في الكفار والمنافقين في عقب فتح الحديبية، وكان أولى بالله – حاشاه – إن صحّ مذهب "المصالحاتية"، أن يترفّق بهم وأن يقول فيهم قولاً سهلاً متودداً. لكنُ الله أنزل غضبه وسخطه ولعنته عليهم، إذ ظهر منهم الإصرار على الكفر قولاً وعملاً، فانتبه لهذا المعنى.

      ثم أعَبّر بعد ذلك عن الحَسرة من غياب القيادات الميدانية التي يمكن أن تجعل هذه التجَمّعات والحراكات الثورية تؤتي أكلها، وتنتج ثمرتها. لكن الأمر الذي ترى على الأرض هو من نتاج إخلاص الجماهير المسلمة القليلة الباقية في مصر، تتحرك عفوياً دون تنظيم. وهذه العفوية يصعب أن تنتج أثرا حقيقيا وأن تزيلَ واقعاً مراً أليماً شرساً مَريداً كما هو الحال اليوم.

      الشعب اليوم أعزل، أعزل اليد، أعزل القيادة، أعزل التوجيه والترشيد. وهي مكونات النصر على كتائبٍ مُسلحة مدربة، تقتل وتعتقل بلا ضمير ولا رأفة. كتائب لا نجد في وصف ما تفعل أكثر من قول الله تعالى "كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا۟ عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا۟ فِيكُمْ إِلًّۭا وَلَا ذِمَّةًۭ" التوبة8. هذا وصف الكافر حين يظهر على المسلم، أن لا يرقب فيه إِلًّۭا وَلَا ذِمَّةًۭ. أليس هذا بدليل واضح صريح، نصٍ من القرآن على كفر هؤلاء، ينضم إلى عشرات الأدلة الأخرى على كفرهم؟

      الأمل اليوم أن يفيق المسلمون إلى المنهج الصحيح، منهج الجهاد، لدفع الصائل، والدفاع عن النفس، وتغيير الواقع على أرض الكِنانة.

      لقد تَميّز المُعسكران في مصر، معسكر الكفر والعهر، ومعسكر القتلى والمحروقين. مُعسكر الجيش والشرطة وعلي جمعة والطيب وساويرس والبُرهامي، ومعسكر كلّ من عارضهم في الكفر والعُهر والقتل والحرق.

      إنّ انتشار الظلم سببٌ في سقوط الأمم. فإن سنن الله تعالى تقوم على أنّ الأمم إن سادها الإسلام، والعَدل المَبنيِّ عليه، فازت وعَلت على أمم الكفر، فإن تساوت الأمم في الكفر، فازت تلك الأمم التي يحكمها العدل البشريِّ دون الإسلام، كما هو الحال اليوم في الشرق والغرب. فدول العرب تتساوى مع دول الغرب في الكفر بالإسلام، إلا إنّ دول الغرب يَسودها عدلٌ نسبيّ، بينما دول العرب لا يسودها إلا أقسى وأحطّ أنواع الظلم، في كلّ مجال. فلهذا نرى دول الغرب أعلى وأقوى وأمثل طريقة في هذه الحياة الدنيا. فالعدل أساسُ المُلكِ كما قيل.

      الأمرُ اليوم، ليس في شرح الظلم الواقع أو بيان مساوئ السيسي وحكم العلمانية وكفر البُرهامي، ومهزلة الأحكام القضائية وقتل المتظاهرين، وسجن الحرائر، بل في الخطوات العملية التي يجب على شريحة الشعب المسلم في مصر أن تبدأ في اتخاذها لإزالة الظلم الواقع أولاً، ثم بناء دولة الإسلام الغائبة.

      ليس لي أن أُحدد أو أخطط للإخوة المسلمين في مصر، ممن يقدمون أرواحهم يومياً ويقفون في وجه الرصاص دون حماية، لكن اضرب لهم مثلاً بتلك الكلمات التي تقيأها ساويرس الصليبيّ، يهدد مسلمي مصر بأنه وصليبيّ مصر سيحملون السلاح ضد المسلمين المتظاهرين. هذا قولٌ مقبولٌ من الصليبيين في مصر، الذين يعيشون أزهى فترات حياتهم أمناً ورغداً، لكنه إرهاب وخروج إن صدر من مسلمي مصر الذين يُقتلون ويُحرقون ويُعتقلون.

      الواجب اليوم، بلا حرجٍ ولا استثناء، أن يقوم المسلمون بعملٍ جادٍ لإعادة الأمور غلى نصابها. ومن العار أن يكون لساويرس ميليشيات مسلحة، يهدد بها جيش الإحتلال وشرطة العواهر أنه إن لم تؤدوا المهمة في قتل المسلمين، فسنتولاها عنكم، ثم لا يكون للمسلمين المصريين ردٌّ على ذلك إلا تويتات وتعليقات على فيسبوك!

      أفيقوا يرحمكم الله