فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الصراع الدائر بين الإسلام والكفر ..

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      لا يَغرَّنك ما يقال عن أسباب الصراع الدائر اليوم في كافة أنحاء عالمنا "الإسلاميّ"، الذي حُكمت أرضه أكثر من أربعة عشر قرنا بالإسلام، من أنها أسبابٌ سياسية أو طبقية أو اقتصادية، أو حربٌ من أجل السلطة والسيطرة، أو غير ذلك من الأسباب. بل الحرب الدائرة اليوم في مصر والشام والعراق وليبيا وتونس وأفغانستان، هي حربٌ على دين الإسلام، وعلى القرآن، وعلى الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى المؤمنين بهذا الدين. هكذا بكلّ بساطة ووضوح.

      والعجب من بعض العقول "المفكرة" أو "القانونية"، من أمثال المستشار طارق البشري أو محمد سليم العورة (آسف أقصد العوا)، اللذين يتحدثون عن الصراع السلطويّ، وسيادة القانون، وخطر الخروج على الدستور، ومثل هذه الأمور التي لا تخرج إلا عن عقولٍ أنهكها الفكر القانونيّ، وأبعدها بشكلٍ فجٍ عن الصواب، وألهاها عن حقيقة الصراع[1] الدائر.

      حقيقة الصراع هي أنه حملةٌ غير مسبوقة لسيطرة العلمانية الغربية على بقايا الأمة الإسلامية، بعد أن كانت السيطرة محدودة في نطاقات إقليمية متمايزة، لتصبح وجهاً عاما للمنطقة، يُصالح الكيان الصهيوني للأبد، ويمنع ظهور حكم الشرع للأبد، ويُخضع للسيطرة الغربية التامة للأبد، ويحوّل أبناء الأمة إلى عبيدٍ أذلاء لأسيادهم الأصليين في الغرب، ولأسيادهم الفرعيين في سُدّات الحكم، للأبد.

      على زيدان في ليبيا، ومحمد المرزوقي في تونس، وبشار الأسد في سوريا، وعبد الفتاح السيسي في مصر .. وجوه، مع اختلاف طبيعتها الكفرية بين عسكرية وديموقراطية، تشبعت بالعلمانية والكفر وإلإحاد في الله، وكره الشرع الحنيف، مهما لوّنت وسائل السحر الإعلاميّ أوجههم.

      وهذه الحملة، قادتها عناصر الطابور الخامس العلمانيّ في كافة ، أنحاء تلك البلاد، بعد أن ظهرت إمكانية حدوث تغيير حقيقيّ تجاه الدين، عقب ثورات الشعوب في تلك الدول.

      وسبب نجاح الطابور الخامس هذا في السيطرة على أمور تلك الدول كلها، هو استعداده المُسْبَق وخُبثه ومَكره السيئ، في مقابل سذاجة وخفة عقل بعض "الإسلاميين"، وانحراف بعضهم إلى الكفريات الصريحة كحزب النهضة التونسيّ بقيادة محمد الغنوشيّ.

      وهؤلاء "الإسلاميون"، بطبيعة معتقداتهم الملتوية الباطلة، ينحرفون بطبيعة الصراع، من دينيّ إلى سياسيّ، كي يتجنبوا ما كتب الله عليهم من جهاد مرتدي بلادهم، ويتمحكون في ديموقراطيات عبثية لا نتيجة لها إلا انتشار الفوضى والقتل والفقر والذّلة والخُضوع للغرب الصَليبيّ، الذي يُصَدّر هذه الأيديولوجيات الخائبة ظاهراً ويحاربها باطناً، كما ترى في موقف الشيطان الأمريكيّ من الإنقلاب العسكريّ المصريّ، والذي احتار فقهاؤه السياسيون في تعريف الإنقلاب العسكريّ بمصر!!

      إن المواجهة مع أيّ نظام فاسد تبدأ بتحديد طبيعته، وتمييز هويته. من هنا نرى أنّ طبيعة المواجهة مع القوى العلمانية في كلّ تلك البلاد يجبُ أن تكون جِهاداً ضدّ السّيطرة العلمانية من قِبَلِ خونة الطابور الخامس العامل ضد الإسلام. ثم أن تكون مواجهة جادة صارة حقيقية، لا تُنَازِل النظم الشركية في ساحات الديموقراطية، بل تجرّها إلى ساحات القتال، تماما كما تُفَضّل فرق الرياضة منازلة خصومها على ساحات ملاعبها.


      [1]  وترى ذلك في المقال الأخير لطارق البشري المنشور في جريدة الشروق، حيث لم يذكر الصراع الدينيّ بكلمة واحدة!