فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      عقيدة دولة العراق والشام

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      أما بعد، فقد كثر الحديث عن عقيدة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما بين محب ومبغض، وبين مناصر وشانئ. ولمذا كنا قد كتبنا على موقفنا من الجبهة الإسلامية"، وحذرنا من انتماءات بعضها، ، وتمويلها من جهات سلولية، أردنا في هذا المقال أنْ ننظر في عقيدة تلك الجماعة المجاهدة، من خلال ما قالوا. ونحن على رأينا في أنّ القول، شفاهة أو كتابة، لابد أن يصدّقه العمل، وإلا كان غثاءً لا قيمة له. وقد رأينا ميثاق الجبهة، الذي اعتمد بعض الغافلين من صغار الدعاة على مجرد كلماته لتصحيح اتجاهه، مع العلم بالاتصالات الجارية والتمويلات المتدفقة من أعداء الإسلام لها، وقلنا أنّ الكلام حلوٌ خلاب إن لم يشفع له عمل،أو ناقضه عمل.

      وقد رأيت أن أنبه على أنّ ما جاء في هذا التسجيل، صحيح لا غبار عليه، إلا في البند الثالث عشر، ونصه "نرى أنّ أبناء الجماعات الجهادية العاملين في الساحة إخوان لنا في الدين ولا نرميهم بكفرٍ ولا فجور، لكنهم عصاة لتخلفهم عن واجب العصر وهو الاجتماع تحت راية واحدة".

      والمشكلة في هذا البند هو الحُكم بالمعصية على من لم يبايع الدولة، وهذا مُشكلٌ على أرض الواقع العمليّ، كما أنه غير صحيح على المستوى الشرعيّ.

      أمّا عن الحكم الشرعيّ بالمعصية، فلا يصح في هذا الموضع بلا ريب. فأين الدليل على أنّ الدولة هي صاحبة الراية الوحيدة المرفوعة، إلا عند من تبعها؟ فهذه الجماعات كلها بدأت حركاتها الجهادية، وتطورت إمكاناتها وعدد جنودها، زيادة ونقصاً. وحتى تظهر إحداها على جلّ أراضى العراق، بله الشام، فإنه لا يصح أنْ تبادر أحدها بعصيان أخرى لعدم اتباعها.

      أمّا عن الواقع، فحتى بفرض أنّ الحكم الشرعيّ يوجب الإجتماع، فإنه لا يصح مصلحة، في هذا الوقت، أن يُفتى بالمعصية ضد مجاهدين يحملون نفس العقيدة ويسعون لنفس الهدف، فإن هذا يؤدي إلى الإفتراق الذي هو عكس مقصود الشارع. وهذا باطلٌ لا ريب فيه. واعتبار المآلات ضروريّ لإصدار الفتوى، وقد كان من الحصافة وبُعد النظر الإشارة إلى وجوب الإتباع دون إعلان الفتوى بالمعصية. كما أنّ أقل ما يقال في نتيجة ذلك أنّ سوء الفهم لما يعينه من أفتى بها سيؤدى إلى تقاتلٍ وتصارع وانشقاقٍ على مستوى الجند، وهو، مرة أخرى، ضررٌ لا مبرر له.

      وننصح إخواننا في الدولة أن يتراجعوا عن هذه الفتوى التي تنص بعصيان من لم ينضم اليهم، فضررها أكثر من نفعها بكثير في هذا الوقت، إلى أن يحين الحين، ووقتها يكون لكل حادثٍ حديث.

      وقد وصلنا على الموقع عدة تسجيلات، يراد بها إثبات أنّ جماعة دولة العراق والشام غلاة في أصل عقيدتهم، ولكنّ مع الإسف أنّ من نشر هذه التسجيلات، وضع لها عناوين مضللة، كما في تسجيل عنوانه "قتل مدنيين من اهل الذمة من العلويين لأنهم لا يعرفون عدد الركعات"[1]، وهذا كذبٌ محضٌ، إذ إن الثلاثة نفر أقرّوا أنهم نصيرية، وما كان سؤالهم عن عدد الركعات إلا لكشف هويتهم. ثم ماذا يعنى قول الناشر "من اهل الذمة من العلويين"، إلا ما أجهل من قال هذا، فأيّ ذمة للنصيرية في بلاد الشام الذي يُقتل أهله ليل نهارٍ على أيدي النصيرية الكفرة الأنجاس. ثم تسجيلٌ آخر إدعى النّاشر أنّ الجماعة ستقتل أو تقطع أصابع من يدخّن، لكنّ المنشور[2] ينصّ بوضوحٍ أنه يجب على المحال التجارية التخلص من الدخان، لا غير.

      ثم، في تسجيل يتعلق بحرق كنيسة وكسر صلبانها، فقد أضاف الناشر على البنود العشرة سطراً من عنده أنه "تمنع الفتاة من الجلوس على الكرسيّ"، وهو سخفٌ واضح التزييف، فإن صورة المنشور ذاته ليس فيها هذا البند، لكن تسجيلاً ورد عن قناة علمانية تتبع السلكة الرافضية، وتقرأه امراة ساقطة، عرض قطعة ورق مكتوب عليها "تمنع الفتاة من الجلوس على الكراسيّ"، وواضح لذي عينين ممن ليس له هوى أنّ هذه الورقة تختص بمحلٍ لا يصح أن يجلس فيه الفتيات، لا أنه منشورٌ عام كما أراد طفرة الإعلام أن يروّجوا!

      ثم، عن تسجيل يدعى بعض من يعادى الجماعة أنهم غلاة في التكفير[3]، فهو تسجيل تسمع فيه مساجلة تكفير بين جنود من الجيش الحرّ التابع لسليم إدريس العلماني، وبين أحد جنود جماعة الدولة، يكفر كلاهما الآخر، فَلِمَ يعتبر الناشر أنّ جنود الدولة تكفيريون وليس غيرهم ممن يحدثهم؟ لا يقول بهذا إلا صاحب هوى.

      هكذا تجد أصحاب الهوى يروجون لبلائهم، وترى السذج المخدوعين من أهل العراق، من أمثال شعب السيسيّ في مصر، يصدقون ويروجون لهذه الأكاذيب.

      وفق الله المجاهدين في كلِ مكانٍ، وجمع كلمتهم، ولمّ شملهم، وهزم عدوهم، ووفقهم للصواب في القول والعمل.


      [1] http://www.youtube.com/watch?v=H6nPvpplk8s

      [2]

      [3] http://m.youtube.com/watch?v=f2ZOOgZHbfM&desktop_uri=%2Fwatch%3Fv%3Df2ZOOgZHbfM