فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      كيف ينتصر المسلمون وفيهم "بُرهامي"؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      النفاق، صنعة قديمة قدم الحياة ذاتها. فهناك دائما الضعف والخوف، الذي ينشأ عنهما الخيانة والغدر. ثم هناك الخسّة الطبعية التي هي انتكاس الفطرة السوية، تولد بها بعض النفوس، وتنشأ على منوالها أخلاقهم، وتنبع تصرفاتهم. ثم هناك الإنحطاط الإجتماعيّ، الذي يُعين في كثيرٍ من الأحيان على تلك العقد النفسية المتراكبة والفطر المنتكسة. ثم هناك الهوى الأشرّ الذي يتخفى بين طيات العقل، ليدفع بالمرء لطلب ما يهوى من شرٍ ورزيلة على أنه نفع وفضيلة. ثم هناك الغباء القدريّ الذي لا يمكن معه للغبيّ أن يرى مغبة ما يفعل، إلا ما كان تحت قدميه، أو أقرب!

      كلّ هذه العوامل التي ذكرنا، والتي غاب عنّا ذكرها، قد تجمّعت، في أعلى صورها وأتمها في شخص ذلك الخائن البرهاميّ. فقد نافق، ثم نافق ثم نافق، حتى كُتب بين الصالحين منافقاً. وبماذا يمكن أن تصف رجلاً والى أعداء الله الذين ليس في كفرهم شكّ، ممن يقتلون المسلمين المنادين بالشريعة، وبالحرية والكرامة، يشاركهم انقلابهم، ويصفهم بإخوانه، لعنة الله عليه وعليهم أجمعين.

      ثم من وراء هذا المنافق الأشرّ، شَعبٌ عجيب، هو جزءٌ من شعب السيسي، لعنه الله، تتوفر فيه كلّ الصفات الخسيسة التي ذكرنا. فشعب السيسي، كثيرٌ، منهم لا دين لهم ابتداءً، ومنهم من فُتنَ عن دينه، وخرج منه إلى دين السيسي وإلهام شاهين، ومنهم من تابع هذا البرهامي المنافق على دينه الذي ينسبه للإسلام زوراً وبهتاناً. وكلهم سواسية في الضلال، يوالون الكفار، ويقرّونهم على القهر والكبت، والقتل والسحل. فهم أولياء لليهود والنصارى، بولايتهم للسيسي الذي هو كلب اليهود والنصارى وخادمهم.

      تحت شعار حقن دماء "المسلمين"، أقرّ برهامي النفاق والكفر وسفك دماء الآلاف من المسلمين، وشجع عليها، وامتدح فاعليها، وانتقد معارضيها، طالما أنّ القتلى ليسوا من مسلميه من شعبه وخرافه. ولكن والله الذي لا إله إلا هو، لإن تحوّلت فوهة السلاح إلى مُسلميه وشَعبه وخرافه، فلن يرفع بنقدٍ رأساً، فهو أجبن وأذل من أن ينطق بحق في أيّ موضع كان، بل سيبرر ويبرر، ويصحح يصحح وينافق وينافق، فهي صنعته التي شبّ عليها وشَاب.

      كل هذا الذي ذكرنا، معروفٌ مسلمٌ به. فكيف يمكن للمسلمين أن ينتصروا وفيهم "برهاميّ وشعبه؟

      سؤالٌ صعبٌ أن تجد له إجابة. لكنّ الإجابة تكمن في عدم الإلتفات إلى هذا الشعب المنافق، وتوفير الجهد الضائع في الحديث اليهم، فهم ليسوا بأصحاب عقول يفقهون بها، بل هم أصحاب آذان يسمعون بها لصوت واحدٍ لا شريك له عندهم، صوت كبير أصنامهم، "برهامي".

      ثم إن في فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، مثالٌ واضح على كيفية التعامل مع هؤلاء المنافقين الموالين للكفر والعهر. فقد كان في المدينة شعبٌ موازٍ للمسلمين، ملئ بالنفاق كذلك، إذ من الثابت طبعاً وواقعاً أن بن سلول لم يكن وحده من في قلبه النفاق، فهذا أمرٌ ينافي العادة ويجافى السنن، وأيُّ رأسٍ في أمرٍ يتحتم أن يكون له أتباع فيه. ولا شكّ أن حلم المسلمين آنذاك كان أن يهدى الله هؤلاء للإسلام، ولكنّ الحلم والتمنى شئ، والتعامل مع الواقع شئ آخر. فأولئك المنافقون آنذاك، كهؤلاء المنافقين اليوم، كانوا شوكة في حلق الإسلام. وما كان التعامل معهم إلا بنبذهم، والسير قدماً إلى تقوية الصف المسلم، وتَخلِيته من أشكالهم، ومقاطعة من هم على نهجهم، بكل شكلٍ من أشكال المقاطعة، المادية والمعنوية. لم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أعار هؤلاء المنافقين، الذين كانوا يتّبِعون بن سلول أيّ انتباه. فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لهؤلاء شأناً في حديث أو سيرة. بل نبذهم نبذ البعير الأجرب، لعلمه صلى الله عليه وسلم أنه متى استقر الأمر للمسلمين، فسيَخْنِس هؤلاء في جحورهم كالجرزان.

      يوم أن تقوى شوكة المسلمين، يختفى هؤلاء بطبيعة الحال، فلا يظهر لهم أثر ولا يُسمع لهم ركز. وهذا من طبيعة النفاق، الذي يعود إلى الضعف والجبن والرياء والكذب والخداع، والتعامي عن الحقائق، وكأنها ليست موجودة ابتداءً.