فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      افتتاحية الموقع

      قال تعالى في كتابه الكريم : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (فصلت 33) وقال عز من قائل: " قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (يوسف 108).

      أما بعد ،

      فقد مرت العقود الأربعة الماضية كأنها أيام معدودات، منذ وعينا، وصحبة لنا، أمرَ هذه الدعوة المباركة، وما تمر به من محن، وشاء الله سبحانه أن تتزامن صحوتنا مع محنة الشهيد سيد قطب رحمة الله عليه ، في منتصف الستينيات ، يوم أن كنا طلابا بالجامعة ، ثم ما أصابنا إبان هذه الأزمة من ذهول وحيرة واضطراب ، وتساءلنا : ما هذا التباين الشديد بين ما نقول وما نفعل ، بين ما نعلن اعتناقه بألسنتنا وما تشهد به أفعالنا ، أفراداً ومجتمعات ، والشباب لا يعرف الوسطية بطبعه ، ولا يقنع بحلول الوسط ، فما كان إلا أن شمّرنا عن سواعد الجدّ وأخذنا في دراسة العقيدة والشريعة ما يسّر الله لنا ذلك ، وبتوفيق منه وحده اهتدينا إلى سبيل الله القويم ، وإلى منهج السنة المباركة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ، ثم كان ما كان من أحداث متتابعات لا محل لذكرها في هذا المقام ، إلا كما أنبأ عن مثلها قول الشاعر : فكان ما كان مما لستُ أذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبرِ وقد والله آليـنا على أنفسنا منذ ذلك العهد أن ننصر السنة ما استطعنا وأن نقمع البدعة ما استطعنا وأن تكون الدعوة إلى الله هي سبيلنا الذي لا نحيد عنه وأن يكون مذهب أهل السنة والجماعة ، والطائفة المنصورة والفرقة الناجية هو معتقدنا ومنهاجنا.

      واستكمالاً لهذا النهج ، ومتابعة لهذا الطريق ، فقد أنشأنا هذا الموقع نعقد فيه لواءاً للسنة في أيام كشّر الشر فيها عن أنيابه وتعاونت قوى الجاهلية السافرة والمقنعة ، المتخفية تحت أسماء موهمة تخدع بها العوام البسطاء ، أو المعلنة بمكرها وخططها ، للقضاء على هذا الدين وسحق هوية أهله واسئصال شأفته في عقر داره وفي تجمعات أقلياته. نبين على هذا المنبر طريق المهتدين الصالحين ، ونفضح طرق الغاوين المفسدين من أهل الكفر والإلحاد أو أهل البدعة والفساد ، حتى يحي من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.

      ونحن نرى أن هذا أقل ما نتقدم به بين يدي الله سبحانه ، يوم يأتيه كل منّا فردا ، لا صاحبة معه ولا ولدا ، يوم يقوم الأشهاد فيقدم العمل ويؤخر القول. وهذه شمس العمر قد أوشكت على المغيب ، فهذا أوان المراجعة ثم المتابعة ، مراجعة ما كان من عمل وقول ثم متابعة ما صحّ منه وما صلح.

      ونحن ندعو إخواننا في الله من أهل السنة أن يعتبروا هذا المنبر منبرهم ، فلا يبخلوا علينا برأي ناصح أو ترشيدٍ هادٍ ، وندعو من ابتلاهم الله ببدعة تخلّوا بها عن سنة من سنن رسول الله أن يراجعوا أنفسهم فلا يتركوها للشيطان ملعباً ، " فإن الحق قديم لا يبطله شيئ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل" كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه. فوحدة المسلمين على الحق والسنة هي شرع الله تعالى ، وأولئك المبتدعة هم الذين يفرّقون هذه الوحدة كما قال تعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيئ" قال الطبري: "هم أهل الأهواء والبدع" (الإنعام 159).

      اللهم إني أتوب اليك من ذنب مرصود ، وأستغفرك من خطأ مقصود وألوذ بحماك من بدعة مردية وأحتمى بحماك من أهواء مهلكة فإنه لا ملجأ منك إلا اليك.

      والصلاة والسلام على هادي البشر وخاتم النبيين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

      د. طارق عبد الحليم