فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الإخوان .. وما أدراك ما الإخوان!

      كما عوّدتنا جَماعة الإخوان، أن تضطرب خطواتها وتتضارب قراراتها وتتلعثم بياناتها. قالوا أولا أنهم لن يتفاوضوا مع النظام، ورفضوا الإنضمام إلى لجنة اللاحكماء وبعض الأحزاب للتفاوض مع ممثل النظام عمر سليمان، إلا بعد تنحى مبارك عن الحكم. ثمّ إذ هم يعلنون أنهم سيشاركون في مفاوضات فورية! ثمّ يصدر المتحدث الرسمي بياناً بأنها ستكون جولة واحدة ستقتصر على معرفة إن كان المطلب الرئيسي سيُستجاب، وإلا الإنسحاب. ثم إذا رشاد بيومي ينفى هذا ويقول أنها مفاوضات لا يستبعد ان تكون هناك جولات عدة وإن رفض النظام تنحية مبارك!

      مرة اخرى يكون قرار الإخوان صادراً عن خدمة لمَصَالِحِهم وسَعياً براجماتياً لإكتساب شرعية رسمية يستعملها، في نظرهم، يوماً ما، بطريقة ما!

      قرارٌ خاطئٌ، ونظر قصير، وتكتيك بَراجماتيّ منفعيّ لا يخدم إلا النظام. فعلى ماذا يتفاوضُ هؤلاء؟ أيعتقدون أنّ عمر سليمان لم يَسمع بمطلبِ الشعب الرئيس والأول، تنحِية مباركٍ ومحاكمته، فهم يقيمون عليه الحجة!  

      الشبابُ لن يقبل نتائج هذه المُفاوضَات الخائبة التي لا معنى لها. ولن ينتج هذه المفاوضات إلا تقليص ثقة الشعب في الإخوان وهيأتهم وسياساتهم، ولن يستفيد منها إلا النظام، الذي ستكسبه هذه الإتصالات شرعية يتبجح بها، تماماً كما فعل الإخوان في محاولاتهم على مدى خمسين سنة صمموا خلالها على الإشتراك في أجهزة النظام السياسية، وفشلوا فيها فشلاً تاماً مشيناً، بعد طرده النظام طرداً مهيناً.

      لكن يظهر أنّ صانعى القرار في دوائر الإخوان هم من الطاعنين في السنّ، مما يغيّب عن ذاكرتهم حتى تجربة الأمس القريب، وهو ما يجعل العقلاء يشكّ في قدرة هذه الجماعة، بتركيبها الحاليّ ان تكون ممثلة لأي مسلم، إخوانيّ أو غير إخوانيّ.