فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      بعد أن انقشع الغبار ..! 2

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      الجزء الثاني

      وقفنا في حلقتنا الأولى إلى أن قد "تزاحمت على عقول زَرارى المسلمين في بلادنا تلك الغواشى كلها، فصارت أجيالهم، جيلاً بعد جيل، تنشأ في ظلماتٍ شرعية لا تمت للإسلام وتصوراته ومفاهيمه إلا ببقايا شكلية وقشور خارجية. لا تمنع عنهم عدوانا فكرياً أو اغتصاباً ثقافياً".

      ثلاثة أمور يجب أن نفصّل فيها القول، بعض التفصيل، لنصل إلى غرضنا من هذا المقال، وهو رسم خارطة عمل للحركة الإسلامية في المستقبل القريب والبعيد. أول هذه الأمور، هو وصف الواقع المرير والحاضر الأسيف، والثاني هو تحديد عوامل الفشل في المرحلة السابقة، والثالث هو أن نضع خطة للعمل، تتفاعل مع الواقع، وتعلو على الجزئيات والأحداث، إلا بما يقوّيها ويعدّل من مسارها، بعد تحديد الهدف ومعرفة وسائل تحقيقه.

      (3)

      يمكن توصيف الواقع المرير والحاضر الأسيف، في النقاط التالية:

      يحكم الجيش البلاد، بمعاونة الشرطة والإعلام والقضاء الفاسد، ويتحكم بشكلٍ كاملٍ في الإقتصاد والسياسة وكافة مرافق الحياة.

      هذا الحكم يتم بقوة السلاح المُجرد والقوة الشرسة المجرمة، التي لا تقف عند حدٍ في القتل والسحل والتعذيب والإعتقال، وتتجاوز، بانحطاطها، كافة الشرائع والقوانين والأعراف الخلقية، بما فيها أعراف بني صهيون، وما وقعة رابعة والنهضة ببعيد.

      تقوم هذه السلطة الغاشمة بالسير قدماً في طريقها غير آبهة لمظاهرات أو اعتصامات أو سلاسل بشرية أو معارضات قانونية، بل تتعامل كأنّ الشعب كله قد رضى بها وأقرّها، ومن يتفوه بغير ذلك فمصيره القتل أو الإعتقال.

      وتعاون هذا القوة العسكرية البوليسية الغاشمة حكومة صورية ورئيسٌ، لزوم الديكور، يعيثان في الأرض الفساد والاضطراب، ويهدمان ما تبقى من اقتصاد ويسيران بمصر إلى الإفلاس قُدُماً.

      وتستخدم هذه الحكومة الباطلة قضاء الرشوة والخزي، وإعلام الكفر والإلحاد لتسويق أكاذيبها وإسباغ الشرعية على قراراتها.

      تعتمد هذه السلطة على تلك القاعدة الشعبية المؤيدة لها، إما نفاقاً كأعضاء الأحزاب السياسية الكرتونية مثل الوفد وغيره، وعلى رأس هؤلاء المنافقين أمثال الصباحي والبدوي وسائر كفار مصر، وإما جهلاً واتّباعاً أعمى للباطل، وهم غالبية تلك القاعدة وأساسها، ممن خالَ عليهم سحر الإعلام الملحد، لضعف عقولهم ابتداءً. وإما سكوتاً واستسلاماً ورضوخاً بالواقع، على مذهب "يعنى نعمل ايه؟ هو ماشى كده " وهؤلاء مثلهم مثل التابعين الراضين الموافقين.

      ثم تلك الكتلتين اللابشريتين من الصليبيين، ومن عناصر القوات الشرطية والعسكرية وأهليهم وذويهم.

      وفي مواجهة هذه القوى الغاشمة اللعينة، التي لا خلق لها ولا ضمير ولا ذمة، تقف جموع شعبية محبة، لدين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، في غالبها، بفطرة الإسلام. تقف هذه الكتلة، الي أغلبها من النساء، دون سلاح تواجه به مهاجميها، وبلا إرادة في التصدي لهؤلاء المهاجمين ابتداءً، عملاً بمبدأ "سلميتنا أوقى من رصاصهم"!

      تخرج هذه الكتلة البشرية في مظاهرات متفرقة وسلاسل بشرية، بشكل يوميّ، وبحشد هائل بشكل أسبوعي، دون اعتصام، بعدما حدث في في رابعة والنهضة مما لا نحتاج لتكرار تفاصيله.

      هذه، باختصار، ولتلافي التكرار، صورة الواقع المرير والحاضر الأسيف.

      لم تصل الأمور إلى ما هي عليه هكذا في عشية أو ضحاها. بل هي نتيجة عوامل عدة، تعاونت وتكاتفت لتصل بنا إلى هذا الواقع الحال والحاضر الأسيف. من تلك العوامل التي أودت إلى فشل الجولات المتعاقبة في مواجهة الباطل ما هو من صنع "الإسلاميين" أنفسهم، ومنها ما هو من مكر أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما سنبين فيما يأتي من قول إن شاء الله.