فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      اجعلوها معركة .. ولا تجعلوها مجزرة!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      مصر اليوم تحكمها عصابة. هذا أمرٌ مفروغٌ منه. وهو أمرٌ شاذٌ غير مسبوقٍ، إذ لم نرى من قبل حفنة من العسكر تقف في وجه شعبٍ بأكمله، بقوة السلاح، إلا ما يحدث في سوريا من عصابة العلويين الكفرة، التي تحارب الغالبية من المسلمين السّنة.

      هذه العصابة المُشركة تسيطر على القوة المسلحة في البلاد، أو ما نسميه جيش الإحتلال المصريّ، تعاونها عصابة من القضاة والإعلاميين وبلطجية الداخلية التي يسمونها الشرطة، وتدعمها أموال شعب الخليج المنهوبة من شعوبهن بحكامهم اللواطيين. وقوام هذه العصابة لا يزيد على عشراتٍ من الأخسّاء. عشرات يسيطرون على مصير أمة بأكملها يقودون مليوناً من جنود فرعون وخمسة ملايين من عباد الصليب.

      هذه هي الصورة الحقيقية لما يجرى في البلاد.

      تُرى أتجدى أية محادثاتٍ أو تفاوضاتٍ مع هؤلاء؟ لا والله لن تجدى، إلا التثبيط والإحباط وخسارة الدنيا والآخرة.

      في مقابل هذه العصابة، تقف عصبة مؤمنة بالله، معتزة بدينها، محبة لرسولها، لا تهاب الموت، ولا تحرص على الحياة. وهي عصبة تعرف ما تريد، أو أغلبها. تريد شرع الله وحكمه أن يسود ويقود، بلا مشاركة ولا ديموقراطية شركية ولا شرعية دستورية، فإننا والله ما وصلنا إلى ما نحن فيه، ولا استلب اللهُ منّا نعمة الحرية التي استنشقنا عبيرها شهورا قليلة، إلا بسبب منهج الإخوان الديموقراطيّ البارد الغث.

      عصابة الكفر تُحرّض وتُهدّد، وتعُد العدة لمحاولة القضاء على عزيمة هذه العصبة، بمهاجمتها وقتل أعداد منها، وإن َكَثرت، لتُرهب البقية منهم، فيستسلموا للنظام العسكريّ الفاجر الكافر.

      وعصبة الإيمان تقف صامدة، وإن تجرّدت من السلاح، في وجه تلك العصابة.

      الواجب اليوم أن تُدرك عصبة الإيمان أن لا نصر إلا بالمغالبة. عصابة الشرك تمتَهِنُ الغدر وتستهين بالأرواح، ولن يردَعها رادعٌ أن تفعل كل ما في مُكنتِها لتسحق مقاومتها، وإن قتلتهم عن بكرة أبيهم.

      الواجب اليوم أن تدرك العُصبة المؤمنة أنّ جنود فرعون هم على دينه، وجنود السيسي الخسيسيّ هم على دينه، كفر بكفر. ليس في هذا الجمع من العسكر أو في الداخلية البلطجية شرفاء، إلا أنذالاً جبناء، فلا يتوهم من في رأسه بقية عقل أن خطابهم يمكن أن يكون له جدوى، فهؤلاء قد ترَبّوا على الذلة والخضوع وطاعة الأسياد، لن يرتدعوا عن قتلكم حين يأتيهم الأمر دون تردد. هؤلاء أعداء الأمة، بل هم يد العدو الضاربة، التي يستخدمها الخسيسيّ، وبدونها لا قيمة له ولا وجود.

      أكرر بلا ملل، يجب على قادة عصبة الإيمان أن يعدوا العدة للقاء الكفر المدجج بالسلاح. فالمواجهة قادمة لا محالة.

      لا تجعلوها مجزرة، واجعلوها معركة. هذا حتمٌ مقضيّ علينا، أن نقاتل جهراً، لا أن نُقتل صبراً.

       نعم استمروا في السلمية، فلا يزال عند البعض الأمل أن يتنازل السيسيّ، أو يصحو ضمير أحد ملحدى قادة الجيش، أو أن يفعل "المجتمع الدوليّ" ما لم يفعل في تاريخه الظالم المُظلم، أو غير ذلك من أسباب خارج عالم الأسباب، والله قادر على ذلك. وهذا أمرٌ، بحسابات الدنيا، يكاد يلحق بالعدم. لكن حين تنطلق الطلقة الأولي من عسكر الكفر، فستكون بداية لطلقاتٍ لن تتوقف هذه المرة حتى تحُصدكم.

      هذه المرة لن تكون كسابقاتها، قتل محدود ثم فرّ. لا والله، إن أخذوا الطلقة الأولى فلن تكون الأخيرة حتى يحكم الله بينكما. إذ هذا صراع حياة أوموت، بقاء أو فناء.

      أعدوا ليوم اللقاء عدته التي تناسبه، ولا تجعلا التهيّئات والخيالات تبعدكم عن عالم الأسباب.

      ولا أدعو لبدء بعدوانٍ اليوم، رغم أن قتلانا قد سقطوا بالفعل. لكن أدعوا للإستعداد. فنحن نتحرك بغاية من عدم التخطيط، من مرحلة إلى تاليتها، ونعمل بطريق ردة الفعل، التي لا تتناسب وما نحن مقدمون عليه اليوم أو غدا من أحداثٍ جليلة ووقعاتٌ جسيمة، لا يحتمل مثل هذا التخبط.

      أعِدوا واستعدوا وترقبوا، ولا تبادئوهم حتى يبدؤوكم. هذه نصيحتى التي سأكررها حتى تعيها أذن واعية ..