فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مصر لا تتسع للإسلام والكفر معاً!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

      الإسلام والشرك لا يجتمعان، لا في قلب إنسان، ولا على أرضٍ معا يَحكُمان. هذه قاعدة الإيمان الأولى، ولبّ التوحيد، ينطق بها المسلم في شهادته مراتٍ عدداً كلّ يوم وليلة، في كل صلاة ودعاء.

      والكفر اليوم قد استعلن وتكبّر في مصر، كما لم يتكبّر من قبل. عباد الصليب هم المسيطرون. العلمانيون الملحدون هم الحاكمون. كفار جيش الإحتلال المصريّ وشرطة الفسق والمروق يقتلون ويروّعون دون محاسبة.

      هذا وضعٌ لا يمكن لإسلامٍ أن يظهر فيه. لا يمكن للإسلام إن يعلو وبجانبه كفر يعانده ويشاركه في حكم.

      إما الإسلام أو الكفر، على أرض مصر.

      نعم، حشدنا وهتفنا واعتصمنا، سلمياً، وقدمنا الشهيد تلو الشهيد، سلمياً. وأثبتنا الجدية المرابطة والحزم سلمياً.

      لكن قوى الكفر تعرف ما نعرف، أن لا حياة لهم بجوارنا، ولا حياة لنا بجوارهم. وهم مصمّمون أن يجلوكم عن ميادينكم بقوة السلاح والقتل. وهو ما يعلنون عنه دون مواربة، إرهاباً لكم بدءاً، ثم تنفيذاً للقضاء عليكم تالياً.

      ترى هل هناك خطة موضوعة للتصدى لهذا الهجوم المرتقب، الذي يبدو أنه سيكون بعد أيام العيد مباشرة؟

      ماذا ستفعلون في وقت الحصار؟ وماذا ستفعلون إن بدأ ضرب الرصاص الحيّ بالفعل، يحصد العشرات دفعة واحدة؟

      أتراكم ستقفون كالشاة تنتظر الذبح، لا تحركون ساكناً، ولا تردّون عدواناً؟

      أما أنا، فأرى هذا مُحرّم عليكم شرعاً، ومرفوضٌ طبعاً.

      أيعتقد أحدٌ أن هناك في العالم من سيتحرك لإيقاف ماكينة سفك الدماء، حين تدور تروسها عليكم؟ لا والله لن يحرك أحدٌ ساكناً إلا الشجب والرفض.

      إن رؤية حقيقة الواقع اليوم، ونحن نقترب من المواجهة الحقيقية، هي أمرٌ لابد منه، وإلا فنحن نسير في طريق الإبادة النوعية للمسلمين في مصر، وإن كانوا بالملايين، فقد حدث هذا في العديد من الدول من قبل. وهؤلاء الحاكمون اليوم أكفر من الصربيين قاتِلوا أهل البوسنة، وألعن من الروس قاتِلوا أهل الشيشان.

      لا أدرى أهناك عدة يعدها قادة الميدان، قبل أن يضحوا بكم دون دية؟ إن موضوع السلمية له حدٌ محدود لا يجب أن يتجاوزه، إذ لن يرقب فيكم هؤلاء إلاّ ولا ذمة.

      يجب أن تعدوا العدة لحرب شوارع حقيقية. ويجب أن تصرفوا النساء والأطفال إلى البيوت، فلا يحق لكم أن تعرضوهم للقتل. الأمر اليوم، أو غدا، لن يكون أمر أعداد وحشد، فهؤلاء الكفرة يدافعون عن وجودهم، فلا أدرى على ماذا تراهنون؟ نعم إن الله ينصر أولياءه، لكن، الأخذ بالأسباب هو من مشيئة الله الكونية.

      أدعو ربي أن يكون منكم من يرى ما هو قادمٌ، وأن يكون هناك من يعُد له العُدة.

      يجب أن تعرفوا أنّ السلمية ستنهى مدتها بعد أيام معدودة، فلن تصلح إلا أن تكون أداة لمجزرة بشعة، لم يعرف عن مثلها العالم إلا في زمن التتار، كما روى ابن الأثير في الكامل، حين كان الغزاة يَصُفُّون الناس للقتل، ثم يأمرونهم بالإنتظار إلى أن يُحِدّوا سلاحهم، ثم يرجعوا اليهم فيذبحونهم! فعل نكرر هذا اليوم تحت اسم السلمية؟

       لا تتركونهم يقتلونكم قتل الشاه، فالصراع المسلح مفروض عليكم، لم تسعوا اليه، ولكنه ساعٍ اليكم سعياً حثيثاً.

      يقول الله تعالى "إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَ‌ٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ" التوبة 111، فهو شراء من الله مشروط بأنْ "فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ"، نعم، إن هذا الوعد ليس لمن يقف ساكناً يقتله عدو الله دون أن يرد عليه، بل لكن إما أن يَقتل عدوه أو أن يُقتل. هذا وصف المؤمنين الموعودين بالجنة.

      لقد أدّت السلمية دورها، وأثبتم أنكم لستم البادئون بالعدوان. لكن لمن تقدمون هذا الإثبات؟ العالم لا يناصر إلا القاتل ولا يأبه للمقتول. فمن يأبه لموقفكم هذا؟

      أدعو قومي ألا يتركوا أنفسهم يُقتلون قتل الشياة. انظروا إلى ما بعد العيد، وزحمة العيد، ورخم العيد. لا تغرّنكم الأعداد، فهي قوة هائلة، إلى أن تواجِه قوة مسلحة لا دين لها ولا ذمة.

      ها أنتم لم تُغِيروا على عدوكم كما أغار رسول الله صلى الله عليه سلم في بدر، فهل حفرتم خندقاً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أم وَضعتم رُماة على الجبل يَحمون ظُهوركم، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد؟  

      أن الوقت وقت التخطيط والتنظيم والإعداد، أنصحكم وأشدِّد في نصحى لكم، لعلكم تدركون ما أنتم مقدمون عليه، أو ما هو مُقدِمٌ عليكم.

      حفظكم الله من كلّ سوء.