فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مبادرة العوا .. أم مبادرة الإسلام؟

      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      الموقف الحاليّ في مصر خطرٌ أشدّ الخطورة من أية جهة نظرت فيه. خطرٌ على حياة الآلاف المؤلفة من المسلمين المجاهدين المعتصمين. خطرٌ على مستقبل الدعوة في مصر، بل والعالم العربيّ قاطبة. خطرٌ على الأبناء والأحفاد أنْ نتركهم من ورائنا نهباً لكفرة فجرة، لا دين ولا خُلُق.

      لكن كذلك، من أشد وجوه هذا الموقف خطورة هو التزييف والتحريف الذي قد يصاحب هذا الموقف، لثوابت عقدية لا تتبدل، ومواقف شرعية ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها هي الأقوم وسيلة والأصلح طريقة.

      مبادرة سليم العوا وصحبه، تأتي تحت هذا المنحى من الخطورة. إذ هي تُقدِّم، تحت ستارٍ من الرأفة والرغبة الحثيثة في حقن الدماء، تنازلاتٍ عرفنا أنها لا تؤدى إلى خيرٍ أبداً. وهي مجرد متابعة للفكر الإخوانيّ الي تحدثنا عنه في مقالنا السابق، وهو فكر المفاوضات والتنازلات والتراجعات. ولا يعنى أننا، مسلمي السُّنة الصحيحة، لا نفاوض أو نبادر على الإطلاق، بل تعنى أننا نفاوض ونبادر من موقع قوة. وموقع القوة لا يعنى كذلك أننا ظاهرون فقط، بل يعنى أننا إما ظاهرون على قوى الكفر، وإمّا ثابتون على إسلامنا وان لم نظهر عليهم، وكلاهما موضع قوة.

      أمّا أن نفاوض ونحن مهزومون مسحوقون، نتنازل عن ثوابتنا ومواقفنا التي يمليها علينا شرع الله سبحانه فهذا لا يكون. وهو ما أتت به مبادرة العوا وصحبه.

      نسأل العوا: أين شرع الله والإسلام في مبادرتك هذه؟ يأتي محمد مرسى، الرجل الذي، رغم إخوانيته وسقطاته، يمثل المسلمين في هذه المعادلة كلها، ثم يتنازل لرئيس وزراء مؤقت! من رئيس الوزراء هذا؟ على أيّ دينٍ هو؟ وكيف يختاره الناس؟ أم يختاره السيسيّ الخسيسيّ؟ ثمّ يريد العوا أن نعود مرة أخرى إلى مجلس نواب مختلطٍ، يتلاعب فيه الكفار بديننا، ويعترضون فيه صراحة على شرع ربِنا، أمراً ونهياً، بحجة الديموقراطية؟

      ماذا فعلنا إذن مِنْ تقَدُّم بعد هذه الآيات الدالة على الطريق، الكاشفة عن وجه الباطل، والتي ميَّزت فسطاطيّ الإسلام والكفر؟ وفيم ذهبت هذه الدماء؟ أذهبت هباء؟ أنعود لنقطة الصفر مع العدو المصريّ الداخليّ المُتَعَلمِنْ الكافر؟ لقد أسفر هذا العدو المصريّ الداخليّ عن وجهه صراحة، فكيف تريدنا يا عوّا أن نتعامل مع هؤلاء، إنْ قَبِلَ هم التعامل معك؟

      هذه مبادرة محمد سليم العوا ..  

      لكن رسولنا الأكرم، سيد الخلق وإمام الأنبياء وهادى البشرية قد أدّى لنا مبادرةَ لا يمكن أن تخيب أبداً. قدمها صلى الله عليه وسلم إلى العالم أجمع، بأمر ربه سبحانه، وبيّن بنودها ومهد أصولها وفرع فروعها في سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم. لا مبادرة غيرها.

      هذه المبادرة الشريفة تنصّ على أن يقف المسلمون صفّاً في وجه الكفر السافر، وفي وجه الظُلم البيّن والفُسوق الداعر. تنص مبادرة الإسلام أن يرفع المسلمون كلمة لا إله إلا الله، والله أكبر، لا يخفضونها أبداً. أن يعلم المسلمون أنّ مقتضى التوحيد هو رفع شرع الله تعالى وخفض شرع ما عداه. 

      تنص هذه المبادرة العلية ألآّ يقبل المسلمون بحكم العسكر الكافر، وحكم عصابة الشرك، البرادعيّ والسيسيّ والصباحي وأذيالهم من مرتشى القضاة مهرجى الإعلام وبهلوانات "الفن".

      يدعونا الإسلام إلى الصمود وإلى التضحية وإلى الشهادة، في سبيل إعلاء شرع الله، وحده، دون مشاركة.

      يدعونا الإسلام إلى أن نعلم أنّ المغالبة هي شرع الله وسنته الكونية الثابتة. لقد حاول الإخوان وغيرهم ممن ذاب في منهجهم كدعاة السلفية الخائنين، والجماعة الإسلامية، التي اعتادت على التراجعات، أن يتعاملوا بمنهجٍ مختلطٍ غير منهج الله، فأراهم الله عجائب قدرته ونفاذ سُننه في اثني عشر شهراً! سبحانك ربي ما أعظم شأنك.

      من نقبل منه إذن؟ مبادرة العوا أم إسلامنا الذي بادرنا بشرعه؟

      العدو الداخليّ المصرى العسكريّ والأمنيّ والسياسيّ العلمانيّ والإعلاميّ الوضيع الساقط، هذا العدو لم يقبل مبادرات، فلم نرضى نحن أن نقبل الدنية في ديننا؟

      يجب أن يسقط حكم العسكر بلا مفاوضات ولا مبادرات ولا تفاهمات وتوسطات. يجب أن يحاكم الخسيسيّ وعصبته، والبرادعي وعصبته، وعكاشة وعصبته، والهام شاهين وشلتها العاهرة، وأن يقام عليهم حدّ الله جميعاً، بلا هوادة ولا رحمة، فهؤلاء "مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوٓا۟ أُخِذُوا۟ وَقُتِّلُوا۟ تَقْتِيلًۭا".

      هذا هو حكم الله، وها هي مبادرة الإسلام التي لا تخيب.