الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
"وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَٱلْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلْقَتْلِ ۚ "
"يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قَـٰتِلُوا۟ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا۟ فِيكُمْ غِلْظَةًۭ ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ"
الصورة كما أراها في الساحة المصرية الآن، متجمدة، لا تميل كفتها إلى أيّ من الفريقين، فريق الحقّ وفريق الباطل. ولعل البعض أن يرى في هذا التصور نوعٌ من التشاؤم، لكن العوامل المحيطة بالصورة الحالية تفرض هذا التصور، رغما عنا.
أهل الباطل متمسكون بباطلهم، إذ يعلمون أنّ رقابهم على المحكّ. قيادات الجيوش الثلاثة، قيادات الأسلحة والمخابرات الحربية والحرس الجمهوري، كلها ضالعة في هذا الإنقلاب، من رتبة عميدٍ وفوقها، قبضوا ثمن خيانتهم دولارات خليجية. ولا يغرنكم ما يشيعونه عن خلافات بينهم. هذه إشاعات إعلامية لتهدئة المتظاهرين، وإيجاد أمل واهمٍ أن يمكن أن يكون هناك تغيير دون تظاهراتهم. بل كل هؤلاء الفسدة معا يد واحدة على الإسلام وعلى شعبه. ثم غالب من ينتسبون إلى القضاء المرتشى، والداخاية الفاسدة والإعلام الخسيس. كلّ هؤلاء متمسكون بباطلهم، لن يتزحزحوا عنه إلا بالقوة، قوة الحشد، أو قوة الحصار، أو قوة السلاح، أيها أقدر، بهذا الترتيب.
وأهل الحق، ثابتون على حقهم. يعلمون أنّ دينهم، إسلامهم، مستقبل أولادهم، على المحك. يعلم أهل الحق أنّ أمنهم في الدنيا، ونجاتهم في الآخرة يتوقفان على ثباتهم، وعزمهم في هذه المواجهة الحاسمة بين الكفر والإسلام.
أهل الحق يعلمون أنه إن تنازلوا أو تخاذلوا، فإن السنين القادمة ستكون وبالاً عليهم، وعلى الأمة كلها. ستكون السنين القادمة سنيناً عجافاً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان. مداهمات أمنية، اعتقالات، تكميم أفواه، إيغالٌ في إفقار الفقراء، فساد القضاء والنيابة، عهرٌ أخلاقيّ لا مثيل له في سابق تاريخنا، وكلّ ما يمكن لدولة فاسدة أن تلد لأبنائها من خرابٍ ودمار.
لقد كسب الباطل جولته الأولي في 3 يوليو، حين تمالأت قوى جيش الإحتلال السيسيّ المصريّ، مع خونة الداخلية وفسّاقها، مع إعلام أحطّ ما يكون الإعلام، مع قضاء ونيابة مرتشية فاسدة حتى النخاع، اجتمعت كل هذه القوى، وعاونتها أموال الخليج الفاسق الداعر، وأعلنت دولة العلمانية الصرفة الإلحادية، دولة السيسي والبرادعيّ، أحقر من حملت الأرض على ظهرها.
اليوم أصبح الحسم هو الحلّ. لم يعد ذلك الموقف الحاليّ يحمل أيّ احتمالٍ لتغيير المعادلة على الأرض.
إن قيادات معسكر الحق لا زالت ذاهلة عن طبيعة المرحلة الحالية. إنّ قوى الباطل لن تستسلم أبداً، مهما تجمعتم بالملايين، ولو لسنين قادمة.
لقد نبهنا إلى ذلك مرات عديدة من قبل، وها نحن نرى تصاعد وتيرة العنف ضد السلمية.
إن المبطلين يقتلونكم على أي حالٍ، سواءً كنتم حاملي سلاحٍ أم لا.
إنها حربٌ عليكم، لا مجال لمواجهتها بالسلمية، والغناء والأناشيد والحشود الجالسة محلها. إن مواجهة القتلة بالصدر العاري ضد الشريعة الإسلامية، بل هو قتلٌ للنفس لا يقبله الله سبحانه. إنكم تقتلون أنفسكم وهو محرّم عليكم أن تقتلوا أنفسكم.
إن السياسة اليوم هي سياسة القضاء على الآخر، فإما أنتم وإما هم، معادلة بسيطة واضحة.
الحلّ أن تقتلوهم أينما وجدتموهم. احملوا السلاح وردوا العدوان، بأقوى منه. فلم يعد لديكم خيار.
إن من يقنعونكم اليوم من "الإخوان" باستمرار السلمية هم في غيبوية ذاهلين عن الحقيقة، كما ذهلوا عنها في فترة حكمهم حتى وصلنا لما نحن فيه اليوم.
إن الحل اليوم يكمن في أمرين.
الأول، تكوين جماعات مسلحة تردّ العدوان، وتسير على أطراف التظاهرات، تحميها وتدفع عنها القتل.
والثاني، هو الزحف الهائل إلى ميادين حساسة في القاهرة، والتَمركز فيها وعدم مغادرتها ليلاّ ولا نهاراً.
إن تسيير مظاهرات لا تحمل أي سلاحٍ ليضربها المشركون ويعيدونها إلى حيث كانت لهو ضربٌ من ضروب الجنون.
لا وألف لا. والله لن ينتصر اليوم إلا من أخذ بالسبب الصحيح، وهو القوة والتسليح.