فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      هل يُقرّ الشعب المصريّ بعلمانيته؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      سَبّبَ لي فيديو يوتيوب[1]، أرسله لي أحد الأبناء الأحباء أمس، إزعاجاً، بل مرضاً وهلعاً شديداً، مما يجرى في مصر اليوم. في هذا  الفيديو يقدم أحد ملاحدة حركة "تمرد" رؤيته لحقيقة الصراع اليوم، وتصورات هذه المجموعة الملحدة عن الإسلام وأهله ونبيّه صلى الله عليه وسلم ، هي بإختصار أنّ الإسلام فاشية مقيتة، وأنّ رسوله صلى الله عليه وسلم مُخادعٌ فاشيّ سلب حرية القريشيين في عبادة الأصنام، أو في فِعل ما يريدون من فواحش أخلاقية أو غير ذلك.

      تلك هي الرسالة التي يحملها التيار الملحد العلمانيّ لشعب مصر. واضحة صريحة لا عوج فيها، أنّ الإسلام مرفوضٌ جملة وتفصيلاً، وأنّ الصراعَ ليس صراعاً على ديموقراطية كما يصوّره بلهاء الإخوان، بل هو فاشية علمانية يريدونها بدلاً عن الإسلام، ولا محل لديموقراطية فيها.

      التمرد ضد الإسلام، لا ضد الإخوان. وها هم في طريق النجاح لتحقيق ذلك، وليس أدلّ على نجاحهم من أنّ مثل هذا العربيد لم يكن له، ولا في أيام مبارك، أن يعقد مؤتمراً يقول فيه علناً ما قال، ثم يعود لبيته قطعة واحدة.

      لقد وقف نصف الشعب في صفّ العلمانية، وهو النصف الذين يُسيّرُ دولاب الدولة اليوم، رغم خروج النصف الآخر في الشوارع، متظاهرين ومعتصمين. وهذا النصف العلمانيّ-الصليبيّ، هم من انتصر بهم السّيسي الفاجر. ومنهم عشيرة خونة الجيش والشرطة، والبلطجية، وأنصار حزب مبارك ورجال أعماله. هؤلاء هم الذين يتحكمون في بقية الشعب المُسلم المُسالِم "الديموقراطيّ".

      الصورة التي يرسمها الواقع الحاليّ ليست أجمل ما يمكن أن يتصوّر المرء، بإعتبار مُعطيات ذلك الواقع. الإتفاق الثلاثيّ بين الصهيونية (اسرائيل) والصليبية (أمريكا) وكفار مصر (عصابة السيسي والبرادعي)، يسير في طريقه الشيطانيّ المرسوم، فيهيؤن حكومة، ووزراء، وجهاز تنفيذيّ كاملٌ، يباركه قضاءٌ خسيسٌ ويدعمه إعلام منحطٌ وينصره جيشٌ عميلٌ وشرطة فاسقة.

      هذا الواقع الأليم، يتشَكّل اليوم، ويضع قواعدَه ويُمهّد طُرُقَه بسرعة وكفاءة، رغم محاولات النصف المسلم من الشعب المصريّ في إيقاف هذا الزحف، بتلك التظاهرات السلمية. وهي المحاولات التي تقف مجردة عن السلاح أو التخطيط والنظام، أمام جيش احتلال عاتٍ مَرِيدٍ مُلحدٍ، وشرطة مسلحة ليس لله في حسابها قدر خردلة.

      إنّ فرض النصر، في ضوء هذا الواقع لتتضاءل كثيراً، لا لقوة الخصوم، بل لأنّ صورة الصراع وحقيقته غائبة عن هؤلاء الذين يضعون أنفسهم في صدارة الموقف. الإخوان. هؤلاء لا يتصورون الصراع على أنه صراع إسلامٍ وكفر، بل على أنه صراع بين ديموقراطية وبين ديكتاتورية عسكرية، أو صراع بين شرعية وبين لاشرعية. أمّا أن يكون أمر إسلامٍ وكفر، فهو ما لا يريدون أنْ يعلنوه على الملأ، لضعف عقيدة أو اضطراب فهم أو كليهما.

      إن أعلنت الحشود المتواجدة في ميادين مصر أنّ صراعها صراع بين الإسلام والكفر، فسيكون نصر الله قريب. وإن ظلت على نهج إخوان السوء، يتميّعون في تصوراتهم، ويعلنون قبولهم للمشاركة لا المغالبة، وهي ما رفضه الملحدون ابتداءً، وما قرّره الكلب الملحد في ذاك الشريط، فلن يكون نصر ولا غلبة، بل سَيُمَنّى نصف الشعب المسلم بخرابٍ وسحقٍ ودمارٍ، هو من غضب الله، لا من قوة الإلحاد.

      إن الأمر اليوم، وأكرّرها، هو أمر إسلام وكفر، لا غير ذلك، واستمع أيها القارئ الكريم إلى هذا التسجيل لتعرف ما أعنى.

      إن إدارة الصراع على هذا التصور الحق، يختلف تمام الإختلاف عن إدارته بتصورات مريضة مخنثة، تتضرع لأعدائها أن يَقبَلوا يدها الممدودة بالسلام والديموقراطية! يا بلهاء القوم، طالما أنتم تقولون كلمة التوحيد فأنتم أعداء هؤلاء حتى الموت، وإن لم تحققوا معناها أوتعرفوا مقاصدها، أوتحققوا مقتضاها، بل وأبدلتم مفاهيمها وعَطلتم تطبيقاتها.

      نقول لنصف الشعب المسلم، فوّضوا من يعقلون عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويقيمون مفهوم التوحيد قولاً وعملاً، فَوّضوهم في إدارة الصراع، فهو بالنسبة للكفار صراع أيديولوجية، لا مادية سياسية. ولإن استمرت سياستكم في المقاومة على ما هي عليه، فلا فرصة لكم في نجاح أو انتصار.


      [1] 1https://www.youtube.com/watch?v=nvHCacbtg9Ee0c9d66f-e546-4438-80db-15fbd20972be