الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
تنحصر الخطة التي يتبعها عسكر السوء المصري الملحد، لمقاومة الموقف الحاليّ، في ثلاثة محاور، هي، حسب ترتيبها في الأهمية:
محور الوقت
محور الإرهاب
محور التجاهل والتغافل.
والمحور الأول، الوقت، وهو الذي يعوّل عليه عسكر الكفر أكثر من غيره.إذ هم يحسبون أنّ أمر الناس لن يطول، وعزائمهم لن تقوى لأكثر من شهرٍ أو شهرين. فما عليهم إن انتظروا، ولو شهوراً عدة، طالما أن منشآتهم محفوظة، والمباني الحساسة محروسة، فلا بأس بالناس في الشوارع إذن، وأذاهم محدود.
ثم الثاني، وهو الإرهاب، بضرب أو قتل المتظاهرين المُصلين والعامة، ولو على أهون سبب، ليردع ذلك غيرهم ممن تُسَوّل له نفسه إتخاذ خطوات جدية في طريق التصعيد لإنهاء الموقف الحاليّ.
ثم المحور الثالث، وهو تجاهل الشارع والسير في طريق إقامة دعائم دولتهم وتنظيماتها كأن شيئا لا يحدث في شوارع مصر، وبين أهلها، وهو ما له فائدتين بالنسبة لهم، الأولى، أحكام قبضتهم على المشهد السياسيّ داخلياً وخارجياً، والثانية إيقاع اليأس في قلوب الناس، من حيث أنها ترسل رسالة أنّ القافلة تسير دونكم.
والواجب على المقاومين لهذا الكفر البواح أن يسدّوا هذه المحاور الثلاثة عليهم. ففي عامل الوقت، يجب يجب أن يستمر المجاهدون في سبيل الله على ثباتهم، وأن يعلموا أنّ هذه الجولة هي الأخيرة، من خسرها خسر الأمن والرحمة والسعادة، ومن مات فيها شهيداً ظفر بالجنة، وياله من ظفر، ومن ثبت لحين النصر أصاب سعادة الدارين.
وفي عامل الإرهاب، فإنه من العار أن يسمح البشر المتراكم هذا بأن يَحاصر عشرات من البلطجية مساجد الله دون مقاومة على الإطلاق؟ مسجد المصطفى، ثم الفتح .. أين المقاومة؟ أهذه هي السلمية؟ لعنها الله من سلمية إن وصلت الدرجة إلى هذا الحدّ. فَهِمنا أن لا يبدأ الناس عُدواناً، لكن أن يُحاصر النّساء والشيوخ والأطفال في مساجد الله، دون أن يرد أحد عدوانهم، فهذا جبنٌ ومذلة وهوان. الواجب أن تكون هناك جماعات مسلحة محددة من المسلمين، تحيط بمساجد الله لحمايتها من البلطجية، لا أن يسكتوا على هذا الإجرام، تحت مظلة السلمية. هذا خراب في العقيدة والسياسة وإهدار للحقوق وإضاعة للإسلام.
الواجب أن تكون هناك جماعات مسلحة تسليحاّ متكافئاً، لحماية المساجد خاصة، لا تتحرك إلا حين يحاصر مسجداً، فتفك حصاره، وتوقع الرعب في قلوب الكفار البلطجية، الذين أحسبهم من قوات الجند الكافر في زيٍّ مدنيّ، فيعملون ألف حساب قبل محاصرة المساجد. وتطلق هذه الجماعات على نفسها اسمٍ يناسب غرضها، مثل "حماة بيوت الله"، حتى لا تعطى فرصة للكفار أن يجعلوها مقاومة مسلحة عامة، وإن كانوا لا يحتاجون تبريراً إذ يقتلون الناس ابتداءً.
مثال على ذلك، لماذا لا يتم محاصرة مسجد الفتح في دائرة أوسع من دائرة البلطجية، واصطياده واحداً تلو الآخر؟
وفي عامل التغافل والتجاهل، فالواجب على المسلمين أن يوالوا في التصعيد، وأن لا يكون سقف مواقفهم هو الإعتصام ، مجرد الإعتصام. هذا لن يؤدى إلى نتيجة، ولو بعد حين. الواجب أن يكون التصعيد موازياً ومقابلاً لذلك التجاهل. يجب أن يبدأ عمل المحاصرة الشاملة العامة، بشكلٍ واسعٍ لمباني محافظات الدولة الرسمية بشكلٍ يمنع أي عمل فيها أن يتم.
الصبر والجدية والحسم، هي العوامل التي تجلب النصر، بعد التوكل على الله، والدعاء اليه، والإعتماد عليه سبحانه.