الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتبت مقالاً منذ يومين وضعته تحت عنوان " .. بل الدم الدم والهدم الهدم"، أبيّن فيه أنّ الوقت ليس وقت تعاتب وتلاوم، بل وقت تناصح وتناصر. وأحثّ فيه على الخروج نصرة للإسلام، والوقوف جنباً إلى جنبٍ مع الإخوان. وما هذا، يعلم الله، برجوعٍ إلى صفوف الإخوان، أو تصحيحاً لمواقفهم وعقائدهم. بل، هو، يعلم الله، انتصاراً للحكم الذي يمليه الشرع على من فَقُه في دين الله، وعرف مقاصد شريعته.
ونحن هنا، في هذا المقال، نعود لنؤكد على أنّ الحصيفَ من اعتَبر، والفَطِنْ من فَهِمَ وانتَهر. وقد والله اكتوينا بنار الإخوان، وتنازلاتهم وتفاوضاتهم وتلاعباتهم ومساوماتهم، بدءاً بمحاولات التفاوض مع نظام مبارك قبل سقوطه، ثم بواقعة كامب سليمان الغادرة، ثم بالتمسك بمسار الديموقراطية الشركية ، ووضعها فوق التحاكم للشرع، والإصرار على مبدأ "المشاركة لا المغالبة"، وهو ما ثبت غباؤه وخطله وشركيته، ثم ذلك الضعف و التهاون وإغفال سنن الله في الثورات في التعامل مع أعداء الله من صليبيين وعلمانيين وكفار الإعلاميين.
نعم، قد والله اكتوينا بنار الإخوان، لكننا قومٌ لا نستبدل ظلماً بعدلٍ، ولا نرد شرعاً بهوى. كما إننا قومٌ نعرف واجباتنا التي جعلها الله طوقاً في أعناقنا. ومن هنا قلنا بقولة رسولنا الأعظم عليه صلوات الله وسلامه "بل الدم الدم والهدم الهدم".
واليوم نُحَذّر من أن يعود الإخوان إلى طبيعتهم، وأن يهيأ لهم شيطان الديموقراطية أنهم فقهاء السياسة الأشاوس، وهو ما ثبت خطؤه بلا شك. نُحَذّر من أن يعرض العسكر على أجهزة الإخوان مبادراتٍ لا تفى بالغرض الشرعيّ، فيقبلوها حسب مبدئهم في إمساك العصا من النصف. ساعتها تكون القاضية. والإخوان، وللأسف الشديد، ليسوا أهل ثقة.
الذي ننبه له أنْ ليس هناك، حتى هذه اللحظة، جملة مطالب ثابتة واضحة معلنة، خرجت بها قيادات الحشد، التي هي من الإخوان كالعادة، لتكون دستوراً نواجه به تآمرات العسكر ومحاولات إحباط ثورة المسلمين ضد العلمانية والصليبية.
هذا ما أخشاه. أين لائحة المطالب؟ لماذا لم تُعلن هذه المطالب إلى اليوم؟ أيعنى عدم إعلانها واضحة ثابتة أنها متغيرة تخضع للظروف والعروض؟ أيكون سقف المطالب الإخوانية هو إطلاق سراح د محمد مرسى وانتصار ما يسمونه "الشرعية الديموقراطية"؟
نحن هنا نقول بشكلٍ واضح، أن مطالب المسلمين هي:
- إعلان الإسلام دين ودولة بلا تلاعب ولا تمحك، والإلتزام الصريح بطاعة الله وإنفاذ شرعه.
- محاكمة المسؤولين عن الجرائم العسكرية الأخيرة بما يمليه الشرع، المتواطئين معها من أعضاء الحكومة الإنقلابية العميلة، وسواء في الجيش أو الشرطة أو الإعلام النجس أو القضاء المرتشى أو أمن الدولة أو الفلول.
- تطهير أجهزة الدولة، سواءً الجيش أو الشرطة أو الإعلام النجس أو أمن الدولة أو القضاء أو غيرها من المؤسسات في الدولة.
- إنجاز العدالة في محاكمات مبارك وعصابته، وتنفيذ حكم المفسدين في الأرض فيهم بلا تباطؤ.
- فك أسرى المسلمين جميعاً بما فيهم الدكتور محمد مرسى.
لا نتنازل عن مطلبٍ واحدٍ منها، حسب ترتيبها الذي عرضناه. أقل من هذا، يكون خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، ولأولياء الدم المسفوك.
فاحذروا إخواننا .. من الإخوان .. لكن لا تتركوهم، فإن أمر مصر اليوم أمر أمة الإسلام كلها .. وهي أمة أكبر من الإخوان ومن غيرهم ..