الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد والله انقطع اللسان، وعجز البيان، إلا عن قولة حسبنا الله ونعم الوكيل ..
هل يجدى اليوم أنْ نذكّر الإخوان ما كنّا نردّده أعوام وأعوام؟ هل يجدى اليوم أن نذكّرهم بما قلنا من أن الله لا يصلح عمل المفسدين، وأن الديموقراطية لا حقيقة لها ولا معنى؟ أيجدى أن نذكّرهم ما تعبت منه الحلوق وشّلت في تدوينه الأصابع، من أنّ الله قد قال "خذوا ما آتيناكم بقوة"؟
تركتم كفار مصر يعيثون فيها فساداً غفلة منكم، باسم شركاء الوطن.
تركتم الفضائحيات الملحدة، ومدينة الإعلام النجسة، تتحدث وتخرب وتهدم باسم حرية الرأي، وكأنكم صدقتم أنكم تعيشون في السويد أو انجلترا.
تركتم كلب الأزهر في مكانه وهو من فلول الفلول، بل أعطيتموه حصانة دائمة.
تركتم كلب الصليبية يسب الإسلام ونبيه ولا يهتز لقوله أحدٌ. وأسميتموهم إخوة الوطن، بل وتجرأ محمد مرسى بأن يقول أنه لا فرق بين الإسلام والمسيحية في العقيدة! لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا والله جزاء الله له على ما قال، وإن أوّله بعد.
تركتم جهاز الشرطة الخائن الفاسد دون تعديل جذري جرئ، وماذا كان عليكم لو أنشأتم حرساً ثورياً يحمى الدين والإسلام، بل يحميكم في مثل هذا اليوم؟ لكنكم ارتعبتم من أن يقال إنكم إرهابيون .. فقد قيل، بعد أن شلحوكم، وشلحوا معكم المسلمين كافة.
تركتم غالب الوزارات والمحافظات لأيدى الفلولية والعلمانية بدعوى عدم "الأخونة"، فأسقطوكم كالثمرة الفاسدة.
ماذا كانت النتيجة؟ أن بات المسلم يُضرب على اللحية، والمحجّبة تستباح على العلن، والإسلام ونبيه يُسَبّون في كل حلقة وركن. بات أرباب المشهد الآن هم عبد المجيد محمود، والهام شاهين وتوفيق عكاشة ومحمد أبو حامد وحمزاوى .. والرئيس المقبل البرادعيّ.
أرأيتم أول ما فعل هؤلاء الملاحدة. أغلقوا القنوات التي تعلن الإسلام وترفع الآذان. أليس هذا ما ذكرنا لكم من قبل أنّ سنة الله في الثورات لا تتبدل. تبطش بأعدائها وتنكل بهم عام أو عامين. لكنم جهلتم أصول السياسة وفلسفة التاريخ، وأوحيتم لأتباعكم أنكم حصفاء حكماء، دهاة عتاة، وأنتم والله، من كبيركم إلى صغيركم، لا تفقهون في سياسة ولا دين.
والطامة الكبرى أن يخرج الحويني النكِد، ومثله حسان الكلب، يفتون للناس ان استسلموا واقعدوا وتخاذلوا. ألا ما أنجس ما تفوهت به أفواههم. إن كنتم أنتم أجبن من نسائكم، فلا تخذلوا من حولكم. اتقوا الله يا أشباه الرجال في الإسلام والدين.
ثم ترى كلاب حزب الزور يجلسون مع زبانية جهنم، ويوالون أعداء الله ورسوله، خلف السيسي الكلب، وهو يتقيؤ كلمته. والله لقد كفر هؤلاء كفر ولاءٍ لا شك فيه.
لكن، هذا اليوم تاريخٌ مضى، وليس للحديث في ماضٍ أثرٌ إلا اتخاذ العِبَر.
إنّ ما حدث يكشف بوضوح وجلاء أنّ الديموقراطية شبحٌ يتلاعب به أصحابها، يقلبونها على كل وجه أنّي وجدوا مصالحهم. ولهذا فإنها مما حرّم الله، وليس في انتهاج ما حرّم الله إلا الخزي والعار والشنار.
الأمل اليوم هو أن يثبت الشباب والرجال والشيوخ، في ميادينهم وأماكن تجمعاتهم، لا يغادرونها أبداً. وأن يحذر شباب الحركة الإسلامية، فإن كفارَ الجيش والشرطة متربصون بهم. وليكن الأمن والخفاء حاديهم في تحركاتهم.
ولعل شباب الإخوان يستفيقوا لما كانوا فيه من بهتانٍ وشرك ديموقراطي، ولعل الجمع أن يعلنها ثورة إسلامية صافية نقية، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.