فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      30 يونيو .. بين الإسلام والكفر

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      مرة أخرى .. أكتب عن 30 يونيو، يوم المفارقة، يوم التناد في الدنيا. أكتب لأبيّن لطوائف من المتطرفين في الجهتين، في جهة نصرة محمد مرسي رئيس الجمهورية المنتخب ديموقراطياً لا شرعياً، وفي جهة من يتخاذل ويتثابط ويخنس بعيدا عن المواجهة مع الكفر البيّن الواضح الصريح المُعلن.

      جهة، منهم من هم من إخواننا من الدعاة الطيبين الذين غابت عنهم حقائق شرعية، اعتبروا أن محمد مرسى حاكمٌ شَرعيّ، بل إمام مسلم، جاء ببيعة شرعية! وهؤلاء المساكين، نسوا أو تناسوا في موجة كراهيتهم للكفر وتعلّقهم بالإخوان، أنّ "انتخاب" محمد مرسى ليس شرعياً بل ديموقرطياً، مبنيّ على مبدأ أنّ الغَلَبة للغالبية، وأن حكم الشعب للشعب لا لله سبحانه. ونسوا أو تناسوا أنّ محمد مرسى أقرّ الديموقراطية الشركية، هو والإخوان المجرمون. أين الشرع إذن في هذا الحديث؟ أين الأدلة؟ أين الكتاب والسنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله! صحيح قول الشاعر "وعين الرضا عن كلّ عيبٍ كليلةٌ".

      محمد مرسى، رئيسٌ لمصر، جاء لسدّة الحكم بوسيلة علمانية ديموقراطية شركية لا شرعية فيها، فلا يصح فيه أحاديث منع الخروج على الحاكم المسلم، ولا يصح له طلب النصرة من المسلمين.

      لكنّ هذا مشروطٌ بأمر آخر، هو أن لا يكون من يخرج عليه كافرٌ ملحدٌ، علمانيّ، صليبيّ، بلطجيّ، فلوليّ، يكره الإسلام ويكره شرع الله، ولا يريد إلا الفساد في الأرض، مدفوعٌ بالفاسدين المرتشين من أصحاب الأعمال الملاحدة، والقضاة المرتشين والإعلام المخنس الملحد، وبقايا حزب الشيطان "الوطني"، يدافع عن مصالحه التي ذهبت وسرقاته التي امتنعت. في هذه الحالة، يكون صدّ المعتدى الصائل أولى من الخروج على محمد مرسى، مسلماّ كان أو غير مسلمٍ. هذه بديهية عقلية شرعية لا ينكرها إلا أحمق.

      والجهة الأخرى، مع الأسف، هي جهة الحمقى! الذين احترفوا التكفير، واختبؤوا وراء أسواره. يعلنون كفر محمد مرسى، ثم يقولون لا نخرج لمساندة الكفار! كيف بالخروج للوقوف في وجه الكفر إذن؟ أليس دفع ال2ائل واجب حتمٌ عليكم وعلى كلّ مسلم؟ أليس هؤلاء العلمانيون والصليبيون والمخنثون والفلوليون بصائلين في دياركم؟ ما لمحمد مرسى ولهذا؟

      والأعجب أنه يأتينا تعليقات أقل ما توصف به هو "العبط" أو "الجبن". يقول قائلٌ: "نترك المفار يقتتلون، ثم نواجه المنتصر منهم"! والله ما سمعت أعبط من هذا الحديث! أولا، إن كنتم تستطيعون الخروج في مواجهة كافر (على قول من يوقا بأن محمد مرسى كافرٌ، وهم غالباً رويبضات علم وأبطال كيبورد)، فلماذا لم تخرجوا يا أبطال الفلاة ونحارير الميادين في العام الماضى كله ضد محمد مرسى إذن؟ ماذا كنتم تنتظرون؟ لا والله أمثالكم لن يخرج يوما ضد أحد، بل أنتم أصحاب ألسنة بلا أيدي، وجعجعة بلا طحن.

      ثم هؤلاء الأشرار من أتباع حزب الزور! أيّ سلفية تتبعونها؟ أتتركون الكفار يعيثون في أرضكم الفساد، لآجل مقاعد انكرتها عليكم الإخوان في المجالس الكفرية التي كنتم تقولون بكفرها من قبل؟ على أي دينٍ أنتم؟ أعلى دين الإسلام، أم على دين المصلحة والرغبة في السلطة؟ لا والله بل أنتم نسخة مكرورة باردة من الحزب الشيطانيّ الوطنيّ، لا سامحكم الله. وهل تعتقدون يا مشايخ السوء في ذلك الحزب أن البرادعيّ أو الصباحي أو غيرهما من كفار مصر، سيولونكم أيّ منصب، مهما قلت قيمته؟ أنتم والله أقل فهما في السياسة من حمار الحكيم.

      ثم يأتي معلق من أصحاب التعليقات "العبيطة" فيقول "الظاهر أن الشيخ طارق له انتماءات إخوانية"! أرأيتم بالله عليكم أعبط من هذا حديثاً؟ لقد نقدت الإخوان عقيدة وعملاً، أكثر من أي كاتب آخر، إسلامي أو علمانيّ، طوال أكثر من العقود الثلاثة الماضية، في مقالات وكتب، قبل أي يولد صاحب القول العبيط هذا. لكن هكذا حال دنيا الرويبضات اليوم.

      الخلاصة أنّ التوجه الإسلاميّ السنيّ الصحيح في خطر ماحقٍ من هؤلاء الكفار الفلوليين العلمانيين المحاربين لله ورسوله، علناً، ليس من وراء حجاب. الأمر، كما قلنا مراتٍ ومراتٍ، ليس أمر مرسى أو الإخوان، فقد أخطأ خطأ فاحشاً من اعتقد نصرة محمد مرسى أو ولايته الشرعية أو حقه في النصرة، لكن الأمر أمر دين الله، وأمر التوجه الإسلامي السنيّ كله. إن هؤلاء الكفار الفلوليين العلمانيين المحاربين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم لن تأخذهم بنا رأفة ولا رحمة، بل سيعلقون المشانق أولاً للإخوان ثم للسلفيين المنزليين الديموقراطيين، ثم لكافة أهل التوجّه الإسلاميّ السنيّ الصحيح. ساعتها يُقتل من يُقتل ويُعتقل من يُعتقل دون ديّة في الدنيا ولا ثوابٍ في الآخرة، إذ لا ثواب لمتخاذلٍ مثبطٍ متخلف.

      لقد حذرت الإخوان من قبل، من مغبة تنازلاتهم وسياساتهم الخبيثة التخاذلية، واستسلامهم لأدوات الكفر وتبنّيهم وسائل الديموقراطية الشركية، لمنهم طنوا أنهم "أشطر" من سنن الله سبحانه، فإذا بوسائلهم تنقلب عليهم، وإذا بالديموقراطية تنقلب وحشاً ضارياً يلتهمهم قبل غيرهم، فهنيئاً لكم فقهكم في السياسة يا إخوان السوء، واحصدوا ما جنت أيديكم.

      إن حكم هؤلاء الخارجين لحرب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في 30 يونيو هو القتل، لا حرمة لدمائهم ولا أموالهم ولا أعراضهم. وحكم من تخلف في صدّ صائلهم أنه متخاذل جبانً متبطّ لن ينصره الله في دينا ولا آخرة، مهما تأول من أسباب.

      والأيام بيننا ..

      ألا هل بلغت، اللهم فاشهد