فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      يا إسلاميين إتحدوا .. الثورة المُضادة قادمة!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      رغم إيماني العميق بحجم الخلاف العقدي والحركيّ بين التيارات "الإسلامية"، وعلمى بالموانع التى تمنع بعضها عن بعض، والتي هي فى غالبها موانع نفسية بشرية تتعلق بالأنا الذاتية للرموز من كلّ اتجاه، فإننى أدعو اليوم كل تلك التيارات أن تنظر أبعد من قدميها، وأن ترى ما يحاك حولها من مؤامراتٍ، تدار من داخل البلاد ومن خارجها، بمساعدة دول الخليج أساساً، مادياً ومعنوياً.

      المتآمرون في هذه المؤامرة هم أولئك القضاة الفاسدون، وعلى رأسهم أعضاء العليا للتزوير، والنائب المجرم العام بالأساس، يتعاون معهما أولئك العلوج من أتباع الإشتراكية والقومية والليبرالية، من أمثال حمدين صباحي والسادات وعمرو حمزاوى، والهيئة الإعلامية الفاسقة بجملتها، صحف ساقطة كدستور ابراهام عيسى، ووفد البدوى، وفجر ابراهيم حمودة، وكافة بلطجية مصر، وبقايا أمن الدولة، ومن ورائهم أموال الفلول، بمعاونة وحماية قطر وسائر دول الخليج، الذين يعملون على إعادة نظام مبارك في مصر، لجبنهم وخشيتهم من ثورة رعاياهم على عروشهم الهشة البغيضة العميلة.

      هذه الثورة المضادة تقصد إلى إزالة كلّ ما يمت للإسلام بصلة، مرجئة وخوارج وسُنّة، سلفية منزلية وسلفية جهادية، إخوان وغير إخوان. هدف هذه الثورة المضادة هو أي شئ يمكن أن يردد ولو صدى بالإسلام، ولو خافتاً هامساً على استحياء، على الساحة المصرية، إلا ما كان من صوفية أو رؤوس مؤسسات الدولة النفاقية كالمفتى وشيخ الأزهر.

      الثورة المضادة لا تقصِد إلى إزالة مرسى وإعادة شفيق، بل إلى القضاء على الحركة الإسلامية كَكل، وإعادة نظام مبارك كما كان. ورغم التنازلات الرهيبة التي قدمها الإخوان كعادتهم، بالتنازل عن شعارهم المعروف "الإسلام هو الحل" فجعلوه "الليبرالية الديموقراطية هي الحلّ" عملياً، ورغم استقالة مرسى من حزبه ومن جماعته، وهو ما لا يحدث في أية ديموقراطية في العالم إلا ديموقراطية مصر، أم الغرائب! ورغم تنازلهم عن تفصيل المادة الثانية والنص على أحكام الشريعة بدلاً من تلك التلاعبات في المادة 221، ورغم إعلانهم مباركة الفنّ الساقط والعهر والفسوق، والحفاظ على السياحة العارية، والإبقاء على النظام الربويّ، وكلّ ما يسرّ العلمانية الليبرالية الملحدة، إلا أنّ ذلك لم، ولن يجلب عليهم قبول تلك القوى الإلحادية. رغم هذا الحجم من التنازل عن ثوابت الإسلام في حكمهم، إلا أنّهم لم يستوعبوا قول الله تعالى "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"البقرة 120، وهؤلاء والله أشد كفراً وفساداً من اليهود والنصارى.

       هؤلاء الأوغاد لن يقتصروا على القضاء على الإخوان، بصفتهم القوة الحاكمة، بل سيذهبون وراء كلّ إسلاميّ، مهما تخفى وراء قناع الديموقراطية، وأعلن رضاه عن مفاهيمها وممارساتها، من جماعة إسلامية مخذولة، أو برهامية متلونة، أو ماشئت من صور التنازلات والتراجعات. سيستوى ساعتها من تنازل عن مبادئه، ومن تمسك بهدى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. سيستوى لديهم الزّمر والعريان، والبرهامي والشاذليّ، والسباعيّ والظواهريّ، وغير هؤلاء من رموز العمل الإسلاميّ، منهم بحقٍ ومنهم بباطل، فإن هؤلاء لا دين لهم ولا ذمة.

      قد خاب الإخوان حين اعتقدوا أنهم بتنازلاتهم هذه سيكسبون ودّ الكفرة العلمانيين والليبراليين، وحين أعتقدوا، هم وغيرهم ممن لا يثقون بالله وسُننه، أنهم بقبولهم الديموقراطية سيخدعون أهلها عنها، ويسيطرون على الساحة. غفلة في تغفّل في تغفيل! فهؤلاء يمهلونهم، ويسبرون غور تصميمهم وقوتهم، ليروا أين تقف بهم شجاعتهم، فلما تبيّن لهم مدى ذلك الضعف، في التقهقر المزرى الذي وقع من رئيس الجمهورية بجلالة قدره، أمام قاضٍ ونائبٍ عامٍ مجرم، لمجرد أن رَعدت له أنوف فسقة القضاة وحثالتهم، عرفوا أنّ الطريق مُمهدٌ، وأنّ الخصمَ جبانٌ رِعديد.

      والجيش، وما أدراك ما الجيش، الجيش لمن غلب، قولٌ واحد. فإن غلب شفيق انقلب السيسى وصحبه على حلفاء الأمس من الإخوان، ونصبوا من ألقت به موجات الظلام على ساحل السياسة، أياّ كان. فإن الجند بطبيعتهم عصبة، عرفنا على مدى التاريخ أن ولاءها لمن يدفع لها أقواتها، بلا دينٍ ولا خلق ولا التزام.

      الأمر يحتاج اليوم لترتيب ثورة تضرب على أيدى هؤلاء القضاة لتقتلعهم من مناصبهم اقتلاعاً لا هوادة فيه، وتزيل ذلك المجرم العام، الذي كان ولا يزال هو رأس الحربة في النظام القضائي الفاسد الذي يعيث في مصر فساداً وكفراً، وتقوض صرح الفضائيات الفاسدة المفسدة التي هي سلاح الكفر في البلاد.

      إن تلك المليونيات المتهافتة التي تخرج ظهراً وتعود إلى محاضنها عصراً، لن تنجح في إخماد نار الفتنة التي يًضرمها العلمانيون والليبراليون والشفيقيون والقضاة والإشتراكيون والصباحيون والبرادعيون، وسائر كفار مصر، وما حولها في الخليج. إن الثورة الإسلامية يجب أن تكون هي المحطة التالية لكافة التيارات الإسلامية.

      لن ينجيك تناجيك مع شفيق يا برهامي

      لن يعصمك تشدقك باساليب الديموقراطية يا عاصم عبد المجيد

      لن تدرأ عنك البلاء تراجعاتكم يا آل الزمر

      كفاكم تغفيلاً يا إسلاميون.

      كفاكم تنازلاً في دين الله وانحرافاً عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم

      كفاكم تأويلاً وتبديلاً وتحريفاً.

      كفاكم أخذ دينكم بالضعف والتهافت بدلاً من أن تأخذوه "بقوة" كما أمركم ربكم.

      والله لتحملنّ وزر هذه الأمة أمام الله سبحانه يوم يقوم الأشهاد. وستحملون وزر السقوط الذي صارت بشائره على الأبواب، يراها من عنده ذرة من عقل، إلا من عميت بصيرته وانتكست فطرته.