فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      هذا هو دين الإخوان .. فاعتبروا!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      لقاء محمد مرسى بالفنانين. ثناؤه على إبداعهم. مطالبته لهم بالمزيد من العطاء. رغبته في التعلم منهم ما يقدمون. نصرته للساقطة إلهام شاهين، ومن اصطف معها من الداعرين والداعرات، سواء من وسطهم الفنيّ، أو من داعري المشايخ كهذا المَهين الذي يسمونه أحمد كريمة، وهو والله لا ينتمى للكرامة اسماً ولا رسما لا صفة، بل الأليق أن يكون لئيمة لا كريمة.

      هل هذا مستغربٌ؟ لا والله ما يستغربه إلا من لا يعرف دين الإخوان لا يزال، وإلا من تاهت عنه حقيقة منهجهم وتوجهاتهم وعقيدتهم، التي عرفناها وكشفنا عنها وفضحناها مئات المرات من قبل.

      إن العيب حين يصدُر ممن هو أهل له، ليس بعيب على الإطلاق. إنما العيب على من لا يميز أهل العيب من أهل الفضل، فيخلط بينهما، وهو لا يدرى أنّه بذلك يجعل الصحيح سقيماً، والسقيم صحيحاً، بغفلة وسذاجة.

      إن هذه النظرة الجزئية للأقوال أو للأفعال، والتى تقيّم القول بمفرده، دون ضمّ بقية الأقوال المنسوبة لشخص معين اليه، أو تزن فعلاً بحِدَتِه دون بقية الأفعال المتعلقة بتصرفاته، وتدعى أنها بذلك تنصف القائل أو الفاعل، هي دليل عدم نضجٍ لدى من يسير هذا السير. بل إنها تعكس عدم فهم لمنهج أهل السنة والجماعة الذي يقتضى الجمع بين أطراف الأدلة، ليصح النظر وتنضبط النتيجة.

      حين يتحدث محمد مرسى إلى الفنانين، فإن هذا يتلاءم كليّة مع المنهج الإخواني في تفسير دينهم، الذي لا يرى عيباً في هذه الأمور، بل يراها فناً رفيعاً. وأخطأ من قال بغير ذلك، إذ هذه أقوالهم وأفعالهم تنبئ به. أليس الإخوان هم من كرّموا عمار الشريعي وأهدوه عوداً في العام الماضى؟ وقد نشرنا هذا الخبر حينها حيث قلنا (خبر: الإخوان يقدمون عودا هدية للشريعي ويزورون، الموسيقارهاني شنودة بصحبة فرقة إنشاد ديني الشروق/القدس - "لكن الإخوان طمأنوا أهل الفن، مسلمين ومسيحيين فقد نشرت أوفدت الجماعة عددا من نوابها  " الناجحين في المرحلتين الأولى والثانية في الانتخابات البرلمانية لزيارة الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي أهدوه عودا، والملحن هاني شنودة، سعيا لطمأنة المتخوفين من صعود أسهمهم في الانتخابات البرلمانية والتأكيد على أن الجماعة تولى اهتماما للثقافة والفنون ودورهما في بناء اﻟﻤﺠتمعات، وأن الجماعة تنظر للفن الراقي والثقافة الحقيقية باعتبارهما عنصرين أساسيين في نهضة وبناء الحضارة الإنسانية. ورافق وفد الجماعة في زيارة شنودة فرقة الإنشاد من أبناء الجماعة بعد أن قام الأخير بتلحين أغنية في مدح الرسول، كما حضرت اللقاء فرقة موسيقية كنسية، إن الثنائي الشريعي وشنودة بحسب ما قاله مسؤولون بالجماعة قد أبديا سعادتهما بزيارة الوفد الإخواني والاستماع لوجهة نظر الإخوان حول تعاملها المرتقب مع الثقافة والفنون والمسرح"). ما شاء الله على جماعة الفن والرقص، الذين يتركون ساحات المجابهة مع العسكر الكافر، ويذهبون لطمأنة أعمى البصر والبصيرة الشريعي. هؤلاء هم الإخوان يا من لا تعرفونهم. بدلاً من أن يزوروا أهالى الشهداء، ويواسوا الفتيات المسحولات، يزوروا هاني شنودة، النصرانيّ الفاسق).

       

      ألم ينشر الإخوان خبر لقائهم بالفنانين في حوار نظمته مجلة الكواكب في العام الماضى تحت عنوان: حوار بين الفنانين والإخوان حول المستقبل لحساب تلك المجلة الساقطة، جاء فيه (وطرح بعض الفنانين مطالبهم وهواجسهم أمام عدد من المعنيِّين بالملف الفني الإخواني خلال ندوة "مستقبل الفن المصري بين التقدم والتراجع" التي نظَّمتها مجلة "الكواكب")  وعلقنا عليه في موقعنا هذا وقتها. http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=98193&SecID=290،

      نكرّرها هنا يا مشايخنا، هذا هو دين الإخوان، فلا تشغلوا أنفسكم بالنصح لهؤلاء ولا تشغلوا قُراءكم ومحبيكم بالتعجّب لما يفعلون. إن البدعة متى ما تمكنت من قلب أحدٍ فإنه في غاية لصعوبة انتزاعها منه، كما صرح بذلك علماء السنة، إذ هم يرونه ديناً يدينون به، يتقربون به إلى الله، لا بدعة مغلظة، أو كفراً بواحاً يبعدهم عن دين الله ما توغلوا فيه، واقرأ إن شئت كتاب الإعتصام للشاطبيّ ليثلج صدرك في هذا الشأن.

      إن من واجب أهل السنة الصحيحة الحقة اليوم، أن يميّزوا من هم على الحق، ممن هم على الباطل "لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ"الأنفال 37. يجب عليهم أن يعرفوا المناهج الخبيثة الزائفة للضالين، ليتمّ لهم فهم مناهج المؤمنين الراسخين. هكذا تعلمنا في دين الله، ووعينا من فقه العلماء الأجلاء، فلن تغرّنا في مناهج هؤلاء دموع في الصلوات، أو استشهادٌ بأحاديث وآيات، فقد والله كان فيمن قبلهم عمرو بن عبيد آية في الطاعة والتبتل، وواصل بن عطاء عملاقٌ في الخطابة والإستشهاد، وكان بن الفارض وبن عربي وغيرهم مثالاً في الوَرع الظاهر، لكنهم كانوا كلهم أهل بدعة أو كفرٍ بلا خلاف.

      إن إلهام شاهين ومحمود ياسين، وبقية تلك السلسلة الداعرة التي ما زالت تنشر الفاحشة بين أبناء الأمة، وتستحلُ أجسادها ولحومها في إرضاء شياطين الإنس وشهوات بنى آدم، سعياً لشهرة وابتغاءً لمالٍ حرام، لا يستحقون إلا الجلد والتعزير، لكن محمد مرسى، الرئيس الإخوانيّ المؤمن، يكرمهم ويطمئنهم، بل ويسألهم الثبات على ما هم عليه، بل يسألهم المزيد منه، من الإبداع الفاحش، ونسأل هذا الرئيس: أترضى لابنتك أن يقبلها رجل غريبٌ أمام الملايين، باسم الإبداع؟ أترضى لزوجتك أن يرقد فوقعها غريبٌ يتححك بها، ويلمس كل أجزاء جسدها باسم الإبداع؟ أأنت ممن يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا يا مرسى، وقد قال تعالى "إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ "النور19 "، أفأنت من قال الله تعالى هذا فيهم؟ أتحسب أن ادعاء السياسة في ا الإجرام الذي صرحت به تنجيك من مسؤليتك يا ولى أمر المسلمين؟ إن كانت إجابتك بنعم، فالويل لهذه الأمة منك، وإن كانت بلا، فأنت إذن منافق عتيد، لا مبدأ لك ولا خلقٌ، ثصرح جهاراً بما لا تعتقده باطناً، أمران تختار بينهما يا مرسى، أحلاهما مرُ. لكن، وياللأسف، أنت إخوانيّ فالإجابة معروفة سلفاً.

      لا والله لا فائدة ترجَى في إخوانيّ، مهما قال أو فعل، فقد تشرّبت البدعة في قلوب هؤلاء بما لم يدع لهم مجالاً لفهم أو استقامة. وهذا ليس تقولاً منا عليهم، بل هو ما قررته أهل السنة في أهل البدعة، فإنها مما يُشْرَبه القلب، ويتشبع به حتى لا يدع مجالاً لإصلاح أو منفذا لنور، إلى ذاك القلب المرباد.

      اللهم ثبتنا على دينك ما حيينا يا أرحم الراحمين.