فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      وبدأت مرحلة جديدة من المواجهة مع الكيان الصهيوني

      أتصور أن حادث رفح الذي راح ضحيته الكثير هو حادث يحمل بصمات إسرائيلية بامتياز، بل وقد ترك هذه البصمات عامدا لينظر في ردة الفعل المصرية بعد اكتشاف الأدلة. واليوم حدث تطور خطير باستهداف طائرة إسرائيلية لقائد دراجة نارية داخل الحدود المصرية، وسينتظرون ردة الفعل فإن لم يروا ما يردعهم سيتشجعون لاستباحة التدخل العسكري المباشر شيئا فشيئا.

       فما هو الهدف من وراء هذه المناورات؟ هل هو نوع من استعراض العضلات لترويض الشعب المصري، أم هو إهانة الحكومة المصرية المنتخبة، أم تراهم يسعون للإبقاء على سيناريو الحرب الخاطفة السريعة قائما كنوع من التهديد، أم إحراج الجيش المصري أمام أهل سيناء بعد قيامه بحملة أمنية هناك فيبدو بصورة غير مرغوب فيها، أم هو خليط من كل ما سبق مع الإبقاء على كل السيناريوهات مفتوحة، أم هو شيء آخر غير كل هذا.

       عندما تتعدد الخيارات هكذا يجب ألا نرتبك ونبدأ من الثوابت التي لا تحتمل التأويل:

      - إسرائيل عدو دائم وحقيقي: إسرائيل كيان سرطاني تم إيجاده في المنطقة لفصل مصر عن الشام حتى لا تتكرر تجربة محمد على في توحيدهما، وهو ما قد يفتح الباب أمام نهضة إسلامية حقيقية. لك أن تتخيل ما يتكلفه حلف الناتو من مساعدات لإسرائيل في مقابل ما أنفقته الولايات المتحدة في حربها في العراق مع مقارنة النتائج. العدو المستوطن أوفر تكلفة.

       - احتمال الحرب كان وسيظل قائما: إحتمال اشتعال حرب مع الكيان الصهيوني قائم وبقوة، ولكنهم لا يريدون حربا طويلة الأمد يسقطون معها في مستنقع ولكنهم يريدون حربا خاطفة سريعة يقسمون بها ظهور الشعوب الضعيفة قبل رحلة البناء. نعم، قد يكون هذا خيارا متأخرا أمام أعدائنا،ولكنه سيبقى خيارا متاحا.

       - الحشد الجماهيري ووضع مشروع مواجهة للأطماع الصهيونية هي نقطة حمراء بالنسبة إليهم. فلو أحسن استغلال الحدث لتوجيه الجماهير لأهداف مرحلية سليمة، قد تكون نقطة رادعة للكيان الصهيوني عن المضي قدما في هذا المضمار. فلو شعر بأن خطأه يجر عليه وبالا شعبيا وجهودا بناءه حتما سيطرح خيار التراجع.

       - لابد من تطوير استراتيجية ردع واضحة وخطة متكاملة للتعامل مع العدوان المحتمل من خلال آليات سياسية وعسكرية واقتصادية يتم تطويرها. هنا يجب التفكير خارج الحيز الضيق الذي تفرضه منظومة التسليح في المنطقة. استراتيجية قوية للردع هي الضامن الحقيقي لأمن البلاد.

       - سيناء بهذا الفراغ السكاني مهددة بشدة. ينصح بمراجعة مقالين قديمين هنا "هل تصمد سيناء أمام الأطماع الصهيونية"، "جهود تنمية سيناء في الميزان".

       - تنمية سيناء وتعبئتها بأجيال مؤمنة مستعدة لتحمل المسئولية يعد بحق واجب المرحلة. برأيي لابد من اختيار وزير لتنمية سيناء يكون قادرا على حمل هذا العبء. أرشح "خيرت الشاطر" لهذا المنصب، فترشيح مثل هذا الرجل كفيل بزلزلة قلوب قادة إسرائيل.

       - سيسقط الكيان الصهيوني كما سقط حكم مبارك والعسكر فلديهم بعض نقاط الضعف القاتلة التي إن أذن الله لنا، لنجحنا في شل مفاصله وإسقاطه بشكل أهون مما يظن البعض. تماما كما ظن البعض في نظام مبارك والعسكر أنهما لا يقهران ثم كانت هزيمتهم من أيسر ما يكون.

       - النصر من عند الله، وما نحن إلا عمال نأخذ الأجرة على أعمالنا بإذن الله.

       محمد نصر

      الأحد 8/شوال/1433 هـ - الموافق 26/أغسطس/2012 م