فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حزب الأمة المصرية .. ما الجديد؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      جاءني الآن خبر إنشاء حزب دعا اليه الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، ونصره الشيخ الدكتور محمد عباس بالأمس على قناة الحكمة https://www.facebook.com/AlOmmahParty?ref=nf، ويحمل دعوة الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل.

      ووالله ما أدرى ما الذي يمكن أن يدركه هذا الحزب، مما لم يدركه حزب النور، أو حزب الحرية والعدالة؟

      والله لا أدرى إن كان هذا فيه إجهاضٌ للحركة الميدانية، والخروج في مواجهة الطاغوت، بعد أن أسفر الطاغوت عن وجهه.

      يا مشايخنا، لو جمعتم مليون عضو، فما الهدف؟ هل تتوقعون أن تحصلوا على أغلبية برلمانية أكبر مما حصل عليه حزبي الإخوان والسلفيين؟

      يا مشايخنا، هل لا زلتم تعتقدون في صحة هذه الطرق لإدراك أيّ تغيير في مصر، عن طريق البرلمانات والأحزاب، بعد أن أصابتكم سمومها أكثر من غيركم، في قضية ترشيح حازم أبو اسماعيل؟

      يا مشايخنا، ألا ترون أنّ تشتيت هذه الجهود سيصرِف الأنظار عن الواجب العينيّ الآن، الذي يُلزمنا بالخروج في وجه الظلم والوقوف في الميادين وقفة رجلٍ واحدٍ لإنهاء حُكم العَسكر؟

      يا مشايخنا، لا شكّ في حسن نيتكم، وصدق عقيدتكم، وصحة توجهكم، لكن أليس الأولى أنْ نعتبر بالدروس التي لا زلنا نعيش في توابعها؟ أين حزب الحرية والعدالة؟ أين حزب النور؟ أين البرلمان كله؟

      لا والله يا مشايخ الخير، لن تصلح هذه الوسائل، بل هي، فيما أرى، تشتيت للجهود، وإضعاف لقوى المواجهة وإيهان للعزائم، وتقويضٌ لفرصة النصر الوحيدة الباقية على موائد المقاومة.

      كيف يصلح أن ندعو، في وقتٍ واحد، بل وفي برنامج واحد، إلى النزول للميادين، والإعتصام حتى النصر، ثم ندعو في الوقت ذاته إلى إنشاء حزبٍ رسميّ يعمل في ظل القوانين، والحكم العسكريّ الذي ندعو إلى الخروج عليه آنياً؟ هذا خلفٌ وإخلافٌ ومخالفة. هو خلفٌ في المنطق، وإخلاف لوعد الله ووعدنا بالخروج، ومخالفة لمنهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

      كنت أرى، يا مشايخنا أن تركزوا جهد الشباب إلى الخروج والمقاومة، فإذا بكم تضيعون جهدهم، وتوجهونهم إلى ما لا فائدة فيه، شرعا وعقلاً.

      يا مشايخنا، والله، قد أصابنا إحباطٌ من هذا الخبر، فلعلكم تراجعوا أنفسكم وتتريثوا في هذا الأمر، وكفانا تشتيت، وكفانا إغفال للدروس التي اقام الله بها علينا حججاً ملزمة، وآيات بينة.