فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ماذا أقول بعد .. وقد قلنا ما يُحرّك جبالاً صُماً!

      لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

      ماذا أقول بعد... فوالله لم أعد استطيع أن القى بالقلم، الذي بات لي كالسلاح في يد الجنديّ، يطلقه بلا توقّف، وقد أطبق عليه الأعداء من كل ناحية، وإن كنت أعلم أن أثره ليس كأثر الوقوف في الميدانِ ولو ساعة، ولكنه جهد المقل.

      ماذا أقول، وقد تحدثنا منذ 8 فبراير 2011، من قبل أن يُخلع المَخلوع، بالتحذير من مجلس العسكر، الذي خَدَع الشعب كله، إلا نفر منه، ساروا على منهجية سُنّة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وقرؤوا الواقع قراءة رشيدة واعية، تنظُر إلى الماضى بعين العِبرة، وإلى الحاضر بعين الفَحص والدّربة.

      لا والله لا أجد عُذراً لمن وقف إلى جانب المَجلس العَسكري يوماً، تحت أيّ عُذر أو تَعِلّة أو نظرٍ، حتى ولو عادوا للحق. فإنّ أمر هؤلاء ينبئ أنه يمكن أن يكون لهم خطأ أو أخطاء قادمة، فالعِبرة بالمَنهجية لا بالقرار الوقتيّ، وكثير من هؤلاء قد فاتهم إدراك المنهج بشموليته بما يحيط بجوانب عقله ومناحي نظره كاملة.

      لقد فَعَلَتْ ما يسمى بالتيارات الإسلامية آثاماً وأخطاءً لن ينساها لهم التاريخ، ولن ينساها لهم المسلمون في عصرنا، جيلنا ومن بعده.

      لقد أجرم الإخوان لمّا سلّموا كرامتهم وثورة شعبهم مقابل كراسى البرلمان، ومجلس الشورى، بعد أن ثَبُت عدم جدواهما، في أي مجال. ولو جادل مجادل أنهم كانوا يحسنون الظن بالعسكر، والتزامهم بصفقة كامب سليمان، إذ هذا عُذرٌ أقبح من ذنب.

      لقد أجرم بعض مَشايخ السلفية، حين سبّحوا بحمد المجلس العسكريّ يوماً، وأجهضوا الغليان الثوريّ الشبابيّ، ولا يزالون يسيرون على نفس النهج، عمالة وحسداً وغباءً، عدا حبّ الدنيا وكراهة الموت التي هي مدْعاة الجُبن ومصالحة أهل الباطل.

      لكننا اليوم، في مواجهة صريحة واضحة مع قوى الشر والكفر. لم يعد للعمالة بيننا مكان، وعلى العميل أن ينهزم ويخسأ. وعلى القوى المسلمة المخلصة أن تصحو لما يكاد لها منذ 25 يناير 2011.

      على القوى الإسلامية يجب أن تلتف حول قيادة ميدانية واحدة، لا أرى غير أبو إسماعيل اليوم يمكن أن تلتف حوله الجماهير. فإن لم يقم بها الشيخ، وأدعو الله أن يكون لها، فلابد من أن تتكون هيئة ميدانية، من شباب الثورة المخلصين، تكون كهيئة قيادة تصدر التوجيهات لأبناء الشعب.

      هذه الحرائق التي بدأ العسكر وأعوانهم من الفلول، إيقادها في أنحاء مصر، لا تعنى إلا أنّ العَسكر قد بدأ شنّ الحرب على الشعب بالفعل. ولا نعرف أين سينتهى بهم الأمر؟ إلى حَرق القاهرة مرة أخرى؟ لا أستبعد هذا. ولكن السؤال اليوم، هل يمكن أن يكون في هذا الإرهاب العسكريّ مُخذّلاً للثورة؟ هل سيتمكن هؤلاء الأنجاس المناكيد - على حد تعبير المتنبى - من إيقاف الثورة الثانية، بمثل هذه الوسائل التي تتبعها الأنظمة العسكرية في العالم كله؟

      الكرامة هي روح البشر. الحرية هي هواء البشر. العدل هو بناء البشر. وهى كلها لن تتحقق لمصر ولشعبها المسلم إلا بالقضاء على حكم العسكر وإزاحتهم من مكان السيادة، بأي صورة من الصور، وبأي طريقة من الطرق، وبأي كمّ من التضحياتن وكلها رخيصة في سبيل الله والحق والشرع. فالموتُ آت لا ريب فيه "كل نفس ذائقة الموت"

      من لم يمتْ بالسّيف مات بغيره       تَعدّدت الأسبابُ والموتُ واحد

      فإلى الميدان، بل إلى ميادين مصر كلها في كل مكانٍ

      لا تتردّدوا ولا تتفرّقوا ولا تنتظروا فلم يَعد هناك ما ترجونَه من التأخير إلا الخسارة