فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حتى أنت يا شيخ سَعيد عبد العظيم ...؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      أرسل إلى أحد الإخوة رابطاً لحديث للشيخ سعيد عبد العظيم، ما أن سمعته حتى ارتفع ضغط دمى إلى ما فوق المائتين، ، وأنا رجل أعاني من الضغط والسكر وغيره من أمراض من هم في مثل عمرى. فلم أجد بداً، لأستعيد توازني البدني الصحيّ، أن أُخرج السم الذي زَرعه في جسدى حديث هذا الرجل، الذي كنت، والله الذي لا إله إلا هو، أستثنيه من جماعة الأدعياء من زملائه، وأقصد بالذات محمد عبد المقصود وياسر برهامي، حتى نزلت نازلة هذا التسجيل، فألجأتني إلى أن أخرج عن السياق الذى كنت أسير فيه لمقالات الغد وبعد الغد، عن مواقف العسكر والإخوان، وعمر بن سليمان.  http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=lHxHoXeCQR0 فإن كان هذا الحديث مزورا عليه، فله منى كل إعتذار، وعليه أن ينكره علناً، وإلا ثبتت نسبته اليه.

      والحديث في هذا التسجيل، يدور حول موقف هيئتهم الشرعية، وموقف علمائها النحارير(!)، من المرشحين الرئاسيين، ومدى الحكمة التي تتفجر من قراراتهم، والتي تليق بعلماء مخضرمين، يجب على من يخالفهم أن يستخفِىَ بقوله، إذ كيف لأيّ شخص آخر في الأمة، عالماً كان أو غير عالمٍ، أن يقول إذا قالوا، وهو لم يَردُ مواردهم في عبّ العلم من مصادره؟ وهل يوجد عالم حقاً خرج نطاق دائرتهم؟

      هكذا تحدث الشيخ. ويا ليته ما تَحدّث، فقد زاد طِينَتهم بلّة. ولا أدرى كيف يصح هذا بعد أن خرج اسمه في قائمة المجلس الذي نصب نفسه مجلساً لشورى العلماء، ممن أيّد الشيخ حازم أبو اسماعيل.

      ولا أريد أن أقف عند اللهجة التي تحدث بها الرجل، وطريقة مَخارِجَ ألفاظه التي ذَكّرتني بطريقة ذلك الكواء الذي كنا نتعامل معه في صبانا بالعجوزة، إذ إن ذلك أمرٌ شكليّ، وإن كان الأفضل له أن يَضبِط هذه الطريقة التي تقلل من قيمة ما يقول، أيا كان ما يقول.

      لكن الأمر المبكيّ هو ما يقوله الرجلُ في موضوع الترشيح الرئاسيّ، وشخصيات المرشحين، ومعايير إختيارهم. وها نحن نتناول أمرين أو ثلاثة مما تناول، إذ لم يمكّننى مرضى من إكمال الشريط لنهايته. وهي تكشف عن ظاهرة عجيبة مريبة لدى هؤلاء الرجال المنتسبين إلى التيار السلفي، وهي تتمثل في العداء الشديد للرجل حازم أبو اسماعيل. ووالله لقد نسبتها إلى الحسد عند عبد المقصود، وللتعاون الأمني عند برهاميّ، لكن ما بال سعيد عبد العظيم؟ لا أدرى والله، ولكنها ظاهرة تستحق الدراسة، وإن كانت لا تزال محدودة بحدود عدد يُعَدّ على أصابع اليدّ، لا يتجاوزها، إذ تعكس خفايا النفس البشرية في أسوأ أحوال هبوطها حين تدفع بخبثها إلى الخارج، ثم تُصوّره بصورة اللبن والعسل المصفى، النقي من الخبائث.

      الرجل يتحدث أولاً عن أولئك النفر من طلبة العلم، الذين تجاوزوه وخرجوا عليه، وعلى النفر العجيب معه، ويوجههم أنه يجب عليهم الحذر حين يخرجون على مثل هؤلاء الجهابذة، الذين تعلموا على أيديهم يوماً، وأن لا يجعلون الأمر أمر إسلامٍ أو كفر، حين يتعلق بمرشح، يتمسح بالإسلام، ولو ظاهراً. وله في هذا القول بعض حقٌ إذ لا ينبغي أن يكفر الناس بعضها البعض في مسائل مثل هذه، إلا إن صاحبتها قرائن، تدل على حب الكفر وكراهة الإسلام، مثل مواقف العديد من أهل الإعلام. أما أنه لا يصح إلا أن يخرجوا عليهم "على استحياءٍ" كما قال، فإن في هذا الإدعاء غلوٌ في تقدير النفس وتعظيم الذات. فقد خرجت إمرأة على عمر في رأيه، علانية دون إستخفاء، فمن تظن في نفسك يا بن عبد العظيم إذن؟ ولماذا الإستخفاء والإستحياء من أمرٍ يراه المرء صواباً، إن لم يتجاوز فيه الحد؟

      ثم الأخرى، ماذا يقول فيمن خالفه من العلماء، أو ممن لم يجلس بين يديه، يغترف من علمه الفيّاض، يوماً؟ أهؤلاء كذلك يجب أن يقولوا رأيهم على إستحياء؟ وهم أكثر عدداً وأفضل علماً وأفهم واقعاً من هذه العصبة العجيبة المحدودة التي كانت تتخفى بدعوتها، وتعيش في صوامعها مدى ثلاثين عاماً؟ ماذا عن رأسهم ومقدمهم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق؟ وماذا عن الفاضل وجدى غنيم؟ ماذا عن مصطفى العدوى؟ وحسن أبو الأشبال؟ ماذا عن أعضاء مجلس شورى علمائهم، الحوينى ويعقوب وغيرهم؟ دع عنك مئات من غيرهم، ممن لهم قول في العلم، ممن وقفوا في صفّ الرجل؟

      يقول الرجل، وعجباً ما يقول، أنه كانت من حكمته، وحكمة بقية قرنائه، أن استمعوا إلى أقوال الشائعات، فوجب أن يتريثوا، حتى لا يقال إنهم ناصروا باطلاً، فهم، أولا وأخيراً صفوة العلماء، وخيرة الدعاة! لكن، سبحان الله، حين بلغه ما قيل عن الحكم القضائي في حق خيرت الشاطر، بادر إلى المصدر، فهاتفه شخصياً، ولما قال له الشاطر أنّ هذا أمر غير صحيح، سلّم واستمع. ما أبشع هذا الكلام من رجل يقول قال الله ورسوله. أتكيل بمكيالين يا رجل؟ لماذا لم ترجع إلى المصدر، وتهاتف حازماً، فتصدقه إن جزم لك بكذب إدعاء القوم الكافرين؟ ثم يقول البعض أنني أقسو في حديثى على أمثال من يقوم بهذا المنطق المعوج! ألا إن الهوى لقاتل لصاحبه.

      ثم، يقول إنّ الهئية الشرعية قابلت المرشحين الإسلاميين، العوا، وابو الفتوح وحازم أبو اسماعيل، فوجدت أن لهم وعليهم، كبشر من البشر، لكن حين قابلت الشاطر، بهرتها شخصيته، بهرتهم بما جعل أعينهم لا ترى له عيباً، ولا في منهجه ثغرة، كما بهر سحر سحرة فرعون أبصار الناس. سبحان الله العظيم، أنسيت يا عبد العظيم، أنّ الرجل هو مرشح الإخوان؟ أنسيت ما هو منهج الإخوان؟ ألا تعرف موقفهم من كافة القضايا الشرعية، بدءاً بالتوافقية، والمواطنة، والحداثة، والديموقراطية التي كنت أنت تكفر القائل بها؟ ألم يقابل الوفد الأمريكيّ مباشرة بعد ترشحه ليطمئن أسياده وأسياد الإخوان أن لا تفزعوا فنحن معكم. أيخيل اليكم كلام الشاطر، حتى تنسوا ثوابتكم وتتغافلوا عن مبادئكم؟ أوعدكم بالإستثمار وبإغداق المال على مصر وعليكم، فسال لها لعابكم؟ كيف نفهم هذا الموقف يا رجل؟ لقد سمعنا، نحن العوام من الناس، الشاطر يتحدث مرة ومرات، فوالله لم نجد فيه ما يشد النظر أو يأسر القلب، بل وجدنا فيه محاورة الإخوان، وتدليسهم، خلافاً لما رأيناه من صدق لهجة الشيخ حازم ومسّه لشغاف قلوب الناس. ألا أسهل ما تنبهروا يا أصحاب الذقون واللحى، في عصرنا هذا! ولم لا، وقد كنتَ على شفا دعم باسم خفاجي، لولا مكننا الله من إظهار خطيئته، غفر الله له، وعفا عنه، فلم يعد بيننا وبينه إحنة بعد أن أبعدناه عن هذا المنصب الشريف، وإن كنا لا نزال مصمّمين على نَشر بقية المُستندات الخاصة بمُحاكمته في الأسبوع القابل فور تسلمها.

      يا شيخ عبد العظيم، راجع نفسك، واستمع إلى ما ملأت به هذا الشريط، من كلام لا يساوى ثمن الشريط نفسه، يشهد الله. فوالله قد نزلت منزلتك في عينى درجات بعد أن رأيت منك هذا الإنحراف في المنطق والتمييز في المواقف، دون مراعاة لقواعد علم أو مبادئ شرع.