فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      أزمة أبو اسماعيل .. وثورة الإسلام

      لو أن هناك درس مستفاد من تلك الدوامة التي تدور حلقاتها الآن، منذ عدة أيام، بشأن جنسية والدة الشيخ حازم أبو اسماعيل، والتي فجرتها قوى الفساد والكفر في مصر، لمّا رأت القوة الهائلة الكامنة في المشروع الإسلاميّ السُنيّ الصّحيح، فهو أنّ للكفر رؤوساً عديدة، لا يمكن أن يقضى عليه إلا باجتثاثها كلها، دون الإبقاء على واحدة منها.

      لقد اغترّ بعض الناس بزوال رأس الكفر، حسنى مبارك، من على كرسيّ الرئاسة، واعتقدوا أنّ ذلك يفسح الطريق لدولة الإسلام، ولم يعلموا أن الكفر متشعبٌ في كافة مؤسّسات الدولة، وأن الفسادَ اللاحق به والمكملّ له، له أيدى تُحبط كلّ محاولة للتقدم نحو دولة لا إله إلا الله.

      المجلس العسكري، مروّج الكفر في مصر، فكر وقدر، فقتل كيف قدر. رتب القوانين، وأقام قضاة الفساد المرتشين، وأعان الداخلية على استخدام البلطجية، وحمى المجرم الأكبر وعائلته، وتلاعب بالمواد الدستورية، ليضمن أنّ قرارات لجنة الرئاسة الشركية نهائية. فعل هذا المجلس كلّ ما يمكن أن يفعل اليهود بمصر، وأكثر، ليبعد حكم الإسلام عن الساحة، وليبقى حكم الفاسدين الكافرين قائماً يحميهم ويغنيهم، لعنة الله عليهم أجمعين.

      ثم جماعة إخوان السوء، أغبى من على الساحة السياسية فكراً، وأبعدهم عن معنى الإسلام منهجاً، راحت تتآمر على الشعب لصالح جماعتهم التعيسة، وظنوا أنّ للعسكر أمان، فأعانوه على مشروعه لقاء كراس يعرفون أنه المسيطر عليها، وأنه يمكنه سحبها من تحت مؤخراتهم البليدة أي وقت شاء. والعجب أنّ هناك من يروّج أن تصرفاتهم وقراراتهم حكمة، وما هي إلا تخبط وتضارب ونقمة.

      ثم حُسّاد السّلفية الذين انحصروا اليوم فيما يسمى "الدعوة السلفية"، والتي انشقّ عنها كلّ سلفيّ مخلص. وهؤلاء هم أيدى الأمن وذراعه، سواءً عبد المقصود أو ياسر برهامي، وأذنابهم نادر بكار ويسرى حماد، وهذه الأشكال المتطفلة على موائد السلفية، خيّبهم الله.

      ثم، الجماعة الإسلامية، التي انبطحت كما لم ينبطح أحداً من قبل، فصاروا كالتائه الضال، لا يعرف حقاً من باطل، ولا يميّز صحيحا من فاسد. وهاهم اليوم يرشحون صفوت حجازى، الذي لا يُعرف له إتجاه ولا يؤمن له جانب، فهو يوم مع العسكر ويوم عليهم، يوم مع القذافي ويوم مع الثورة! لا أمان له، مثله مثل أولئك الذين اصطفوا مع القذافي في الصورة التذكارية المعروفة.

      هؤلاء هم من رفض حازم أبو اسماعيل، ظلماً أو عمالة أو حسداً.

      والحمد لله رب العالمين، فقد أفرزت هذه المحنة، شباباً ناضجاً واعياً، عرف زيف جماعة إخوان السوء، وخسارة أدعياء السلفية، وهم يعرفون، ويوقنون، أنّ الحلّ لن يكون أبداً من خلال ما وضع العسكر من قوانين، ورتب من دساتير. بل الحلّ في ثورة إسلامية عارمة، تتخذ من جريمة استثناء حازم أبو اسماعيل، منطلقاً لإجتزاز الكفر، وتطهير البلاد من الفساد التابع له، كإخوان السوء وعملاء السلفيين.

      إن الثورة الإسلامية هي الحلّ الوحيد الذي يتمشى مع سنن الله في خلقه. وكلما تركنا النظر والإعتبار بسنن الله، وتابعنا طريق الديموقراطيات والأساليب والآليات التي شرعتها قوى الكفر، فإن النصر لن يأتي من عند الله. بل سنظل ندور مع هؤلاء الكافرين حيث داروا.

      أعاد هناك شكّ، في أنّ العسكر قد وضعوا قوانينهم لتكون كقضبان السكك الحديدية، تسير بمن يجرى عليها إلى هدفٍ مرسومٍ معلوم؟ كيف يمكن أن يودى الإلتزام بهذه القوانين إلى أيّ نتيجة خلاف ما يريدون؟ هذا ضربٌ من الخبل. إلا أن تنتزع هذه القضبان من أساسها، وأن يعاد بناؤها موجهة إلى مقاصد الإسلام، وعلى طريقه وشريعته.

      فليخرج المسلمون الصادقون إلى الميادين، لا يبرحونها حتى يفصل الله بينهم وبين القوم المجرمين. وإلا فعلينا أن نجلس لنرى عمر سليمان رئيس مصر القادم، ولات حين ماص.