فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      التيار السنيّ .. ونهضة مصر المسلمة

      الحمد لله الذي يُزهق الباطل، ويُحق الحق، ويُعلى الصواب والصدق، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

      حين أصدرنا بياننا الأول عن إنشاء التيار السنيّ لإنقاذ مصر، كانت الصورة أمام أعيننا غاية في الوضوح، لا غبش ولا ضبابية.

      الثورة قد وُئدت بيدِ العسكر ومَكرهم، بطريق سِلميّ. أسقوها سُمّا زُعافاً، هو سمّ "دولة القانون والديموقراطية". أوهموا الناس أنّ القانون فوق كلّ شئ، وأن القضاء يحكم بين الناس، وهو قضاؤهم وقانونهم، الذي فصّلوه على معيار دينهم وفساد أمرهم. ثم زعموا أنه لا مجال للخروج عليه، أليس هو مطلب الثورة، الحرية والديموقراطية ودولة القانون. مكرٌ خبيث شرير.

      وعاون العسكر عليه أصحاب المصالح، بُدلاء الحزب الوطنى، شُلة محمد بديع وأعوانه، ممن يشترى دنياه بآخرته، دون أن تطرف له عين. كان هذا واضحاً، وتمّت الصفقة، وتربّع إخوان السوء على كراسي البرلمان، وتحقق حلم الكتاتني أن يكون رجلاً له هيبة السلطة في يوم من الأيام. كما عاونهم أتباع بدعة طاعة ولي الأمر الكافر، الذين وقفوا ضِد الثورة على مبارك، أولاً، ثم تساقطوا في شرك الديموقراطية والأحزاب، كما يتساقط الذباب أمام شعلة النار، حين فُتحت لهم أبوابها، فخَرّوا وكأنهم عطشى للبَاطِل، فكونوا حزب السلفية الخرب، ونادى مناديهم أنّ البرلمان حلالٌ بلالٌ، وكأن المَرجعيّة الشّرعية قد تغيّرت، كانوا مُخالفين لما دعوا الناس اليه أولاً، منافقين عملاء آخراً.

      وقد علمنا والله، من منهج الله عزّ وجلّ، ومن مجريات الأحداث على أرض الواقع، والتي تؤكد صِدقه وعلوه، أن هذه الطرق لن يَثبُتَ بها حقٌ ولن يُرفع بها باطل. إذ كيف يُبنى حقٌ على باطل؟ هذه الطرق الديموقراطية الشّركية التي تتخذ الشعب مَصدراً لتشريعاتها، وتتلاعَب بالتوافقيات الشّركيات، لتضْمن عَلمنة العِقد الإجتماعيّ، الذي هو للمسلم، لا يتجاوز الكتاب والسّنة وما خرج منها بالنظر الشرعي. وعلمنا من وقتها، أنّ خروج الناس وزئيرهم في الشارع أجدى نفعاً من ألاعيب آليات ديمقراطيتهم! . وأنّ ذلك هو درس 25 يناير2011 ، بعد أن ظَلت جماعة إخوان السوء تحاول السّبل الديموقراطية سبعين عاماً، لخّصتها قوى الثورة في ثلاثة أسابيع! وسبحان الله لم يَع أحد من هؤلاء الماكرين درساً، أوعلى الأصح، وعوه ثم أنكروه، واستكبروا، جبناً، وضناً بالجهد.

      الضربة الأخيرة التي وجهتها قوى العمالة والخيانة، كانت للشيخ حازم أبي اسماعيل. ونصدقكم القول، لم تكن مفاجأة أبداً أن يخرجوا بألعوبة لإبطال ترشيحه، ولكن المفاجأة كانت في الألعوبة الشيطانية نفسها. وقد أثبتت هذه الحادثة أنّ الاعتماد على الطرق غير المشروعة لن يجدى نفعاً، وهو الخطأ الذي لم يلمحه حازم أبو اسماعيل، أن الوسيلة التي يريد بها الفوز هي أصلاً وسيلة مرفوضة شرعاً، ولا مجال لنجاحها، إذ هي ضد سنن الله تعالى. وهؤلاء الذين كانوا يروّجون لنجاحه، رغم إخلاصهم وصدقهم ووفائهم للشريعة، إلا إنهم كمن ظنّ أنّ هناك ثقبا في سنن الله سبحانه يمكن أن ينفذ منه أبو اسماعيل، فيفوز رغم مضادة هذه الوسائل الديموقراطية للسنن الإلهية. 

      قد آن أوان أن يبزَغ نجم أهل السّنة والجماعة على الطريق السنيّ الصحيح. وهم جَماعة الحقّ، وأهل الصدق. وهم من يرى أنّ التصالح مع العلمانية، والوقوف معها في منتصف الطريق، أمرٌ لا يرضاه الله ورسوله. آن أوان أن يبزغ نجم الحركة الثالثة، التي ترى الحق حقاً ، وترى الباطل باطلاً، ولا تتساهل أو تتهاون في سنن الله سبحانه، بل تصدقها وتتبعها، ولا ترى في غير منهج الله منهجاً، مهما زينته العقل، وروّجت له قوى الشرك.

      وهذه الحركة التي ندعو اليها، حركة تؤمن بالتعامل مع الواقع، الجانب الحقّ فيه. فالواقع أنّ البرلمانات، وآلية الإنتخابات الديموقراطية، لم تأت بتغيير في أي زمان، وتحت ظل أي حكم، في أي بلد. الواقع أن الثورات تحقق في أيام ما لا تحققه الديموقراطيات المزيفة في قرون. الواقع أن القوة لا يقف في طريقها إلا القوة، وأن لا عدوان إلا على الظالمين.

      تيارنا لا يدعو إلى تخريب أو هرجٍ أو تدمير. تيارنا يدعو إلى الله على بصيرة. ويدعو إلى إتباع سنن الله، والإيمان الجازم أنه لا يمكن تجاوزها أو الإلتفاف من حولها لتحقيق إرب دنيوية. فالهدف إن كان شرعياً، فالوسيلة يجب أن تكون شرعية كذلك، والله لا يصلح عمل المفسدين.

      تيارنا هو جزء من الفئة الناجية بإذن الله، التي تعمل على نشر منهج الله سبحانه دون أن يلفتها عن غايتها منصب أو كرسي أوسياسة أو أضواء. وهو تيارٌ يريد الإصلاح ما استطاع، بشريطة الإلتزام بمنهج الحق، لا تلك المناهج العقلية البراجماتية الليبرالية الإخوانية، ولا تلك المناهج التخاذلية المتواطئة المتخفية وراء اسم السلفية.

      نحن نؤمن بأن الثورة قائمة، ومستمرة، وممتدة. ثورة ضد الطغيان الذي يحكم قبضته على مصر، ويمسك بخناقها، لا يريد أن يدعها تتنفس نسيم الحق والعدل والمساواة وأن يحيا أبناؤها كراماً في ظلّ دولة لا إله إلا الله. ثورة ضد شياطين الحكم من العسكر، أو إخوان السوء، أو عملاء السلفية المنحرفة.

      نحن نؤمن بأن الدعوة إلى الله قائمة ما دامت السموات والأرض، لا تنتهى يإصدار دستورٍ أو ترشيح إسلاميّ أياً كان. عمادنا فيها الله سبحانه وتعالى ثم الشباب المؤمن المجاهد، الذي لا يألوا جهداً في سبيل الله، لا يريد من الناس جزاءً ولا شكوراً. ونحن ماضون فيها إلى أن يشاء ربنا شيئاً "قُلْ هَـٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى"يوسف108