فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مؤامرة على أبو اسماعيل .. أم مؤامرة على الدين

      ما يحدث اليوم على الساحة السياسة، بشأن ترشيح الشيخ حازم أبو اسماعيل، سواءً ظاهراً في موضوع جنسية والدته، والإلقاء بالشاطر عقبة في مسار حملته، أو خفياً، من خلال أولئك النفر من خائبى السلفية الذين يدعونه للتنحى، بغضاً وحسداً، هو مؤامرة متكاملة الأطراف، تلعبها القوى الثلاث التي تعيث في الواقع المصري فساداً، وهم العسكر، الإخوان، فاسدى السلفييين.

      لكن الأمر أنّ حقيقة هذه المؤامرة أنها ليست ضد الشيخ حازم أبو اسماعيل شخصياً، إلا في حالة فاسدى السلفية عبد المقصود وبرهامي، من باب الحقد والحسد، لكنها مؤامرة ضد تطبيق الإسلام السنيّ الصحيح، من قبل رجل يخشى الله، ولا يعمل لحساب جماعة أو تنظيم، يوجهه حيثما أراد، كأنه نعجة تسير وراء راعيها.

      إسلام الإخوان، وإسلام الشاطر تبعاً لهم إسلامٌ خداجٌ، قاصرٌ، إرجائي، عميل للسلطة. حين يتحدث الإخوان عن الشريعة، فهم لا يعنون بها ما نعنيه نحن من أهل السنة والجماعة السنيين. إنما هم يعنون مفاهيما محدثة، مركبة من بعض ما شرعوه لأنفسهم من عقولهم، وبعض ما اجتهد لهم به بعض المُحرفين لدين الله، كما يفعل سليم العوا ومحمد عمارة وغيرهما في أبواب الأصول والفقه. وهو ظاهر في ردود قادتهم كمحمد مرسى والمشير محمد بديع، عن معنى تطبيق الشريعة، مبادئاً أم أحكاماً. وهم قد صرحوا أنهم يقصدون تطبيق مبادئ الشريعة وروحها لا أحكامها، وهي لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة كما عبر مرسى في حلقة تليفزيونية! وكما زعموا تطبيقاً لذلك، وتطميناً لأمريكا والغرب، أن حدّ الردة وحد الزنا ليسا في الشريعةّ، وأن أحكام الشريعة واجب خلقيّ لا يجب على الحاكم إنفاذه. هذا هو دين الإخوان. دينٌ أعرجٌ مفصلٌ على واقع الغرب المسيطر على أرواحهم وعقولهم، فهم كانوا وسيظلوا عبيد أمريكا، وماسحى أحذيتها. وما يتحدث عنه الشاطر اليوم من أنه يقصد إلى تطبيق الشريعة، ليس إلا كذباً واضحاً، وخداعاً ظاهراً، ملّ الشعب المصريّ من تحمله من هذه الجماعة الآبقة عن دين الله.

      المؤامرة أكبر من حازم أبو اسماعيل. المؤامرة هي على تطبيق الشريعة في مصر، تطبيقاً حقيقياً والرجوع بمصر إلى دينها، لا أقصد صلاة وصياماً، بل أقصد عزة وكرامة وعلواً وتقدماً وخروجا عن السيطرة الغربية، الذي يسعى المتآمرون أن نظل نرسف تحت أغلالها ما جرى نيل بمائه، وما طلعت شمس في سمائه.

      هؤلاء المتآمرون يريدون شعباً ذليلاً خاضعاً خانعاً فقيراً حقيراً، لا يد له في مستقبله، ولا قول له في مصيره. وهم لا يأبهون لأيّ من الكوارث التي ستحيق بمستقبلنا. هم يعيشون وهم التسلط على الحكم، وينسون أن دولتهم، بلا شك، لن تدوم أكثر من عدة شهور، أو بضع سنين، لو أحسنا الظن بالعسكر. لكن هؤلاء تمرسوا على الخيانة، ورضعوا من لبن ابن آوى، مكراً وخسة.

      هذه هي مؤامرة العصر على دين الإسلام، يقودها عملاء الإخوان، ويسير في ركبها مشايخ السوء السلفيين، ويحركها من وراء الستار، المجلس العسكريّ الخائن. ببساطة وبدون تعقيد.