فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      'والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا'

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم<> صدق الله العظيم .. ليس الله بهادٍ كل أحد سُبلَه، وليس بواحدٍ مهتد إلى سبلِ الله، إن لم يَهدِيه الله سُبحانه اليها. أولئك الذين جاهدوا في الله هم وحدهم المُهتدون لسبل الله. <> والجهاد في الله أمرٌ لا يعرفه المنتكسون، من الإخوان وفريق من السلفيون وما يسمى الجماعة الإسلامية التراجعية. أولاهم، لم يكن الجهاد في الله من منهجهم ولا عقيدتهم إبتداءً، إلا تزويراً على الناس وتدليساً على الشعب، بما يتلونه من شعارات البنا. وثانيتهم، إلا من عصم الله منهم، لا يعرفون الجهاد في الله إلا حبراً على ورق، ثم هم يقدسون طاعة "ولي الأمر"، فمن يجاهدون في الله؟ وثالثتهم، أكثرهم خسارة، الذين أضاعوا عمراً قضوه في سجون الطاغوت، بتراجعات تلتها إنحدارات وتنازلات، سقطت بهم في قاع الحركة الإسلامية.<> المخلصون في أمرالله قليل، جِدُّ قليلٍ. هذا ما أثبتته الأحداث، وهذا ما بيّنته الفتنة وجَلته المِحنة. والإخلاص لا يظهر إلا في وقت المحن. وهو معنى أود أن أفصل فيه قليلاً، ليصح به منهجا في النظر إلى تلك الأمور، وتصلح به طريقة في الحكم على الأشخاص دون رفع قدرالوضيع أو وضع قدرالرفيع.<> ذلك أنّ المحن تأتى على نوعين، منها ما يكون فيه للمرء خيارٌ، ومنها ما لا يكون له خيار. فأما ما لا يكون له فيها خيار، فالصبر عليها أمرٌ باطنٌ لا يثبت بإدعاء، بل هو بين العبد وبين الله سبحانه، ومنها المرض واشباهه، ومنها الإعتقال دون التعرض له أو العمل عليه، كما في حالة بعض الجماعات التي تعودت رفع شعاراتٍ إسلامية، كالإخوان، والتي صار ديدن النظام ضربها لتخويف من عداها. وهذه كما قلنا، لا يمكن معرفة حال المرء فيها، إذ لا مصرف له عنها ولا محيد له عن احتمالها والصبر عليها، إذ لا يد له فيها. النظر ومن هنا فإن النظر في قدرها يكون بإعتبار مقدماتها، ويكون الحكم على صاحبها ظناً لا يقيناً <> والنوع الآخر هو ما للمرء فيها خيار، كما في حالة الإفتتان بالجاهأو الثروة، أو في الإبتلاء بالخروج من الإعتقال مقابل التعاون مع النظم الكفرية، ومنها،بل على رأسها، من وقف لسلطان جائر بالحق حتى قتله، وما سيد قطب رحمه الله منا ببعيد. وفي هذا اللون من المحن، يكون الخيار فيه قائماً، وهو الذي يُميّز المُمْتَحن به بنتائجها، خلاف الأخرى، ويكون الحكم على صاحبها بعلمٍ ويقين، إذ إن إختياره فيها عجم عود قدرته فبين قصده وأوضح قدره. <> ومثال هذا اللون من المحن، يسقط فيه من سقط، ممن باع وتخلى وآثر العاجلة، بإختياره وطوعه، كأولئك الذين كشف الله حقيقة صبرهم في محنٍ لمن يكن لهم فيها خيار، فإنخدع بهم أناس، ثم إذا بهم ينصرون الظالم، ويجورون على حقوق المظلوم، ويلعبون بدين الله تحيلاً وتأولاً، ببعض كراسٍ في مجلس إمّعاتٍ، إرتضوا أن يكونهم ليتمتعوا قليلاً بالقاب وصفقاتٍ ومصالح وأموال، أو من خرّج تراجُعات في صورة مراجعات، فهدم بها ما بنى وأقام، وأضاع بها ثواب صبر أعوام وأعوام. ويفوز فيه من فاز، ممن ثبت على الحق، فلم يداهن الظالم الفاسق الكافر، ولم يحيد عن بيان الحق، الذي أمَرَه الله أن يُبَيّن ولا يكتم، مع قدرته على التمَحُك والمُمالأة والمداهنة. مثل هؤلاء كالمشايخ عبد المجيد الشاذلي وحازم أبو اسماعيل، ومحمد حجازى وصفوت بركات ومحمد شاكر الشريف وهاني السباعي ووجدى غنبم ومحمد عباس، وكثير غير هذه الصفوة، التي استقرت على مفهوم التوحيد واستمرت على طريقه. <> الفرق إذن بين نوعي المحن، هو الذي يجرد القصد، ويُصحّح الطلب، ويعين على بيان أقدار الناس، دون غِشٍ أو مُخادعة.      والجهاد في الله هو الفوز في هذا اللون الأخير من المِحن. هو فيمن يستمسك بالحق وهو قادر على غيره، رغم ما يصيبه من أذى. فما بالك بمن لا يستمسك بالحق، لاهو قادر عليه، لا لدرء أذى، بل لجلب مصلحة دنيوية وضيعة من جاه وسطوة ومال، كما فعل الإخوان.<> لذلك فإن الله سبحانه لن يهدى إلى سبله أمثال هؤلاء اللاغطين المتزينين بما ليس فيهم، الخدّاعين للناسز فطريقهم غير طريق الحق، ووسائلهم غير وسائل الحق، وسبلهم حائدة عن الحق، فأينما توجهوا، ليس لهم من الحق نصيب.<> والعجيب أنّ هؤلاء يحسبون أنهم سيفوزون ببرلماناتهم في غفلة من الله والناس. لكنهم ذهلوا عن قول الحق تبارك وتعالى "وما يخدعون إلا أنفسهم وهم لا يشعرون". فالنصر لا يأتي إلا لمن إهتدى إلى سبل الله، وسار على سنن الله. لا يأتى خبط عشواء نتيجة تدبير عقول صفيرة سفسافة هزيلة التصور تدبر ثم تغير ثم تبدل وتحور، وهى على غير سبيل المؤمنين. بل من اتبع رضوان الله هداه الله سبل رضوانه.<> اللهم أدعوك من عند بيتك المحرم، أن تجعلنا ممن جاهد فيك وقتل فيك، وفإنك الهادى لا هادى غيرك، وأن تنصر عبدك حازماً على طريق شرعك، وان تنيل به المسلمين آمالهم آمين