يتحير الكاتب فيما يكتب في ايام البلاء هذه، فأينما وجّه فثمّ مشكلات ومآسى وحروب وقتل وسفك لدماء المسلمين ونهب لثرواتهم والإعتداء على دينهم وقيمهم وأبضاعهم وأبشارهم، وتحكم في مصائرهم لم تسبق له سابقة.
فإذا نظرت إلى فلسطين، وجدت الخزي العربيّ متجسد بأحط درجاته، حيث الحكومات العربية العلمانية أحكمت الحصار على الفلسطينيين أسوة باليهود بل اشد وطأة منهم، ثم إذا بالمحادثات عما يسمى "المصالحة" تتعثر لا لشي إلا لأن الغرب يجب أن يأخذ الموافقة من واشنطن على شكل الحكومة المقترحة، ويسافر وزير الخارجية المصريّ ليستجدى حلا ترضى عنه اليهود والنصارى! وأبناءنا في فلسطين تحت الحصار، ورفح مغلقة بأيدى كفار النظام، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وإذا وجهنا النظر إلى العراق، وجدنا النظام الصفوى المجوسي صاحب اليد العليا في تلك البلد، وهو لا يأبه للتغلغل الصهيونيّ، بل هو يباركه ويساعده ويغض الطرف عنه، وما سمعنا أحد في حكومة المالكيّ يحذر أو حتي يشير إلى هذا التغلغل، ولكن الأهم لهم هو السيطرة على أهل السنة والقضاء على وجودهم تدريجيا، إن استطاعوا. والأمريكان يتخبطون في الورطة التي أوقعهم فيها بوش المجرم، كيف السبيل إلى الخلاص منها. وهم يعلمون أن السبيل الوحيد لذلك هو ترك الأمر كله تحت سيطرة الفرس الإيرانيين، وهو ما لا يريدونه حتى لا تنفرد إيران بالتحكم في بترول العراق والسعودية والإمارات جميعا. وأهل السنة في هذا الخضم ليس لهم معين إلا الله سبحانه بعد أن رفعت الحكومات العربية العلمانية يدها عن مساعدتهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم إلى الصومال، حيث الفتنة قائمة بين إخوة الأمس، يعلم الله ما وراء شيخ شريف وما هي حدود "إتفاقاته" مع الغرب، ولكن شباب المجاهدين لم يتيحوا فرصة للرجل ليبين خططه ونواياه، وكان أن إستمرت بحور الدم تماما كأيام الإحتلال الأثيوبيّ. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم باكستان، وما أدراك ما باكستان! فالخطة الصليبية الأمريكية تهدف عامة إلى هدم هذا االبلد وتمزيقه، والقضاء على قوته النووية التي ترعب الصهاينة ولا شك، ويساندها في ذلك قادتها العلمانيون ممن لا دين لهم، مشرف من قبل، وزرداري من بعد، وما احدهما بأفضل من صاحبه. وتتربص بهم الهند بإيعاز من الأمريكان. وتتكالب قوى العلمانية الداخلية لتزيد النار أجيجاً ولتعمل على استئصال شأفة الإسلام من هذا البلد الذي ولد باسم الإسلام، ولا يستمد شرعية بقائة وإنفصاله عن الهند إلا بإسلامه. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم إن عدنا إلى منطقتنا العربية، فحدث ولا حرج عن البلاء! فمصر قد استسلمت لمصيرها تحت الأسرة المباركية وتنتظر تعيين مبارك الثاني، بمباركة أمريكا، والأسرة المباركية هم طغمة من العلمانيين أعداء الإسلام والدين، وأعداء الحرية والتقدم، لا ولاء لهم إلا لحساباتهم الخاصة واستثماراتهم، ومن ثم لمن يسمون "رجال الأعمال" من منافقين ونصابين قد إمتلأت بأخبارهم الصحف، ولكن المصري العاميّ لا يوجد على خريطة إهتمام هذه الطغمة بأي حال من الأحوال، ومن هذا المنطلق يمكن أن تفسر ما يحدث في نقابة المحامين، والقضاة، وفضيحة رفح التي كشفت ما كان قد بقي من قناع يتلفحون به تحت ستار أسماء مسلمة، وبان كفرهم بالله ورسوله وولائهم المطلق لليهود والنصارى.
ومثل ذلك في بقية ما يسمى بالحكومات العربية، التي لا يفرقها عن الحكومات الغربية إلا "نقطة" فوق العين! نحسبها دمعة مظلوم ألحقتهم باليهود والنصارى. وحسبنا الله ونعم الوكيل