فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ردود على تعليقات .. من بعض القراء

      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      أبدأ بتوجيه تقديرى لكل من يتابع موقعنا هذ، فإننا، يشهد الله، لا نسعى إلا إلى نصرة دين الله، وبيان ما نرى من أفضل الوسائل التي تؤدى إلى هذه النصرة، بناءً على قراءة الواقع، دون تمحكٍ أو تنطع، وبناءً على دراسة للشريعة استفاضت وامتدت أكثر من أربعين عاماً، من الله فيها بالتوفيق في البحث والتدوين.

      ثم، إننى أود هنا أن أناقش على عجالة، بعض ما أثاره بعض القراء، منهم من اشتد في بغض ما نُدوّن لشدته وحدته، ومنهم من رأي تهاوننا وتقاعسنا في الرد على مخالفينا! ومنهم من لم يزل يرى أننا خالفنا الحق، وإن عدنا اليه لاحقاً. وهذا الأخير، وإن كان لا ضير فيه، بل هو موقف كل عالمٍ مخلصٍ ، إلا إنه لا نصيب له من الصحة في موقفنا هذا.

      التعليق الأول: قال صاحب التعليق أكرمه الله "أفتيت في أول الثورة بجواز المشاركة في اللعبة السياسية بزعم أن الدستور قد سقط وكذلك جميع المؤسسات الطاغوتية وأن هذه المرحلة تأسيس لوضع جديد قائم على الإسلام وكنا وقتها نرى الأمور على حقيقتها وذكرنا لفضيلتكم في هذا الموقع أنه رغم سقوط الطاغوت فقد خلفة المجلس العسكري ورغم سقوط الدستور فقد خلفه الإعلان الدستوري بكل ما يحويه من شرك وادعاء حق الربوبية للشعب وكذلك بين لك الشيخ أبو منذر هذا الأمر ولم تقبل هذه الرؤية واتهمتنا بضيق الأفق وقلة العلم وها أنت ترجع مرة أخرى لما كنا نراه نحن من أول الثورة" بنصه.

      مرة ثالثة، أود أن أبين امراً لا أعتقد أن هؤلاء المعلقين قد استوعبوه، ولا أحسب أن سيكون لهم نصيبٌ من علم شرعيّ إن لم يفهموه، وهو ما ذكرته مرتين من قبل، أنّ الفتوى تتغير بتغير الواقع المحيط بها، ولو أدى ذلك إلى تغيّرها عشر مرات في اليوم الواحد. إن الرؤية التي اعتمدتها في إباحتى للمشاركة في العملية السياسية، وكانت وقتها لا تتعدى الإستفتاء، لا الإنتخابات -  وقد قلت بوضوح وقتها أننى لن أبدى في موضوع الإنتخابات أو تكوين الأحزاب رأياً حتى تتبين الصورة واضحة - قد قامت على أن العسكر قد فقدوا توازنهم في أول ايام الثورة، وأن انتهاز هذه الفرصة، على كلّ الجبهات، قبل أن يعودوا إلى توازنهم، مع الإستمرار في الخروج والوقوف ضدهم بالقوة، هو ما تمليه أدلة الشريعة، التي لا تترك مَدخلاً، هو أيسر على الناس للوصول إلى الحق، إلا استعملته، وهاك نص ما دَوّنت"ولماذا لم يقرأ الأخ ما ذكرنا من إننا لا نقول بحل المشاركة في المجالس النيابية، القائمة على دستور علمانيّ، بل قلنا، بغاية البساطة والوضوح، أن "إبداء الرأي بالقلم،، هو هو "إبداء الرأي بالقدم"، فيستوى من تظاهر لتحكيم الشريعة ومن دوّن ذلك على ورقة إستفتاء على تحكيم الشريعة، والمُفرق بينهما مُفرِقٌ بين متماثلين بتحَكم وهوى، خاصة، وأكرر خاصة، أن البديل هو سيطرة العِلمانية المُلحدة، ونجاح مؤامرة محو الدين من عقول الناس كما محوه من حياتهم". وقد كتبت في الفترة ذاتها عشرات المقالات التي تدفع إلى الخروج وإلى الوقوف ضد العسكر في الشوارع والميادين، وعلي القارئ أن يرجع اليها كلها. إلا أن "كامب سليمان" كانت قد أبْرِمت في فبراير أو مارس 2011، وهو ما أدى إلى أن أخرج الإخوان، ثم السلفيون بتأويلهم الباطل، قُوى الشَباب المُسلم من المُواجهة، مما أعاد للعسكر توازنهم، وجعلهم يزيدون على الإعلان الدستوري، الذي كان يتناول تِسعة مواد فقط لإدارة شؤون الإنتخابات. وهو ما أعاد المَسألة مَرة أخرى إلى نقطة الصّفر، وحَصَر المُواجَهة في الصناديق بعد أن أسقط الإخوان والسلفيون البناديق بالكامل. فعاد الإجتهاد إلى ضَرورة المواجهة وترك الصناديق، إذ لن تأتي بخيرٍ في هذه المَنظومة ابتداءً، التي استعاد النظام فيها سطوته كما تبين. ولا زلت أقرر أن الإستفتاء وقتها كان مباحاً، بل ضرورة لرفع شبهة أن الشعب لا يريد الإسلام.

      الأمر إذا، هو أن القائلين بفحوى هذا التعليق يرون أن النظام لم يهتز على الإطلاق، ولم تكن هناك فُرجَه فيه، ولم تكن هناك نافذة لإستلاب السلطة على الجبهتين على الإطلاق. بينما أرى أن هذا غير صحيح في نظر أي عاقلٍ، إذ لاحت فرصة ثم أهْدرت، على الجبهتين. ولا أدرى لأي غرضٍ يثار هذا الحديث مرة أخرى؟ ومن فهم عنى خطأ أننى أبَحتُ الإنتخاب البرلمانيّ، فهو لم يقرأ ما كتبت بعناية، أو قرأ بعضاً وترك الآخر، فعليه يقع وِزر ما ارتكب، وكم من قارئ للقرآن، مبتدعٌ فيه.

      التعليق الثاني: وهو ممن يرى أننى قد قصرت في نقد الشيخ عبد المجيد الشاذليّ، ولم أعلن أنه أخطأ في إجتهاده بدعم الإخوان. يقول صاحب التعليق "يحزنني أن نجعل الشيخ عبد المجيد معياراً على التوحيد في كل العصور سواء وافق الحق أو خالفه هل نجعل القول وعكسه من لب التوحيد ومن مقتضيات الولاء والبراء؟ هل نجعل قوله القديم باجتناب المجالس الكفرية وعدم المشايعة على الكفر وقوله الجديد بوجوب المشاركة في المجالس الكفرية ومساندة الإخوان على وجه الخصوص دون التيارات السلفية، كلاهما من دعوة التوحيد وأن صاحب هاتين الدعوتين المتناقضتين هو إمام التوحيد في عصره .أظن أن هذا أمر عجيب ينقصه التجرد والإنصاف .وما الضير أن نعلن أن الشيخ قد أخطأ خطأ عظيما وقد حاد عما كان يؤصل له قديما وأن اختياره للدخول في هذه المجالس الشركية كما تطلق أنت عليها هو انحراف عن منهج التوحيد .لما تجعل اختيار الشيخ لمساندة الإخوان أمرا يستوجب أن تعيد أنت النظر في رؤيتك، هل لأن عندك نصّ بأن الشيخ لا يمكن أن يخطئ أو يخالف التوحيد ومقتضياته" بنصه

      وهذا القول إسرافاً علىّ وعلى الشيخ عبد المجيد، لا يقول به إلا شابٌ له أقل الحظ من العلم الشرعيّ، كمن عَرفناهم من قبل فمن أصحاب التكفير والهجرة أو الجهادية المُنحرفة، وهو دين أهل الغُلو في كل وقت. ولولا أننى لا أريد أن ينخدع أحدٌ بمثل هذا الحديث لَمَا عانيت الرد عليه ابتداءً.

      فإننى لم أزعم، ولم يزعم الشيخ الشاذليّ أنه ممن لا يقع منهم خطأ، وهذا بهتانٌ عظيمٌ من القائل. ثم، إن حقيقة أننى كتبت مقالين في الرد على الشيخ عبد المجيد تتحدث بنفسها أننى أرى أنه على خطئ في إجتهاده هذا، بل صَرّحت بأن قوله هذا خَطأ لا شك فيه. لكن الأمر الذي لا يعلمه أمثال هذا الشّاب المُتهوّر في أقواله، أن ليس كلً مخطئ يعامل نفس المعاملة، إذ هناك من هم أصلاً على بدعة عقدية، كالإخوان، وبين من تأول موقفاً عملياً بطريق الخطأ، وهو ثابتٌ على عقيدته، كما كان من الشيخ عبد المجيد الشاذلي. وقد جاء في الحديث "اقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم" مرسل عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، والمعنى صحيح وارد عن السلف. والحديث إلى معاملة كل صاحب خطإ تتفاوت حسب هذا الخطأ، وحسب تاريخ القائل.

      الصّحيح أننا نرى أنّ الشيخ عبد المجيد، أطال الله عمره، كبقية أهل العلم، ممن يَصح عليه الخطأ والصواب، لكن خطأه لا يعنى أن يعامل معاملة مجرمى الإخوان، وتائهى السلفيين. فأين يا صاحب هذا القول محمد حسان من عبد المجيد الشاذليّ؟ وبعقل من يسوى بين الإثنين، ولإن تساويا عندك، فقد اختل ميزانك واعوج منهاجك وانحرفت أفكارم، ولم يعد يُعَوّل على كلامك ولا آرائك

      وما أحسب صاحب هذا التعليق إلا سائراً في طَريق تكفير كافة من خالفه فيما يرى، ولا أعلم عن الرجل إجتهاداً أو علماً، فليحذر مما قد يذهب به إلى ما لا نحب له. والطريق ملئٌ بالأشواك والمحاذير، ولو كان الإجتهاد بهذه السهولة لفاض الزمن بالمجتهدين، وإنما كلّ يظن بنفسه ما ليس فيه.

      التعليق الثالث: وهو خلاف السابق بالتمام، إذ اقتصر صاحبه على إعلاء شأن الشيخ الشاذليّ والحط من شأننا! قال "سيبقى امام اهل السنة عبد المجيد الشاذلى هامة علمية وإن أخطأ غيره وضل فى دياجير الاوهام" بنصّه.

      ولا أدرى ماذا أقول، هلك في الشيخِ رجلان، رجلٌ رأي أنه ضَلّ ويجب شنقه على عتبات التوحيد، وآخر رآه لا يخطأ ولا يجوز التعديل على قوله، إذ غيره في ضلال مبين! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

      والبقية تأتي....