فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      أكاذيب الرافضة في ميزان النقد

      (1)

      وصلتني رسالة الكترونية من أحد قراء الموقع ممن تعوّد أن يرسل لي هذه الأكاذيب الرافضية ويسألني بأدب جمّ أن أرد علي مثل تلك "الحقائق"! وكان آخرها وصلة "يو تيوب" تحمل إفكا وجهلا تحت اسم "ضريبة تجاهر أهل السنة بالحق" وقد جاء فيها مروجها بأربعة اسماء منهم من هو من غلاة الرفض ومنهم من هم من أهل السنة، وكعادة الرافضة في الكذب صوروا الأمور على غير حقيقتها بجهل وخبث. ولولا سؤال هذا القارئ لما أضعت لحظة في الرد على هذا الهراء

      قالوا: "نقدم في هذا الفصل حقيقة أهل السنة والجماعة وكيف يحاربون علماؤهم إذا نطقوا بالحق وصدحوا به بعد أن يتهموهم بالرفض وكيف حاربهم أهل زمانهم وهجروهم وكتبوا ولفقوا التهم ضدهم لأنهم قالوا كلمة حق وبينوها باللسان والبنان، فحرم "علماؤهم" المتعصبون مذهبهم وكتبهم ونسبوها إلى الضلال عن بغض وشنآن بل وحركوا ضدهم الجهلة من عوام الناس"! ووالله لم أرى كذبا ولا بهتانا صريحا مثل هذا! ولكن هؤلاء لا دين لهم ولا عقل ولا خلق.

      وأود أن أذكر أولا بأن تعريف الرافضي عند أهل السنة هو من سبّ الشيخين ورفض خلافتهما، فالعجب من المأفون صاحب الفيديو أن يقول : فتصور يا أخي أن كلّ من يذكر حقائق (هي عنده حقائق!) الشيخين يعتبرونه رافضيا!! عجيب، هذا هو عينه تعريف الرافضيّ.

      ذكروا أولا الحافظ محمد بن أحمد بن عباس المعروف بابن عقدة، وبن عقدة قد روى الحديث :" أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي ، والمؤمل بن محمد البالسي -كتابة- قالا : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الحافظ ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الطلحي ، حدثنا محمد بن الحسن ، حدثنا شريك ، عن أبي الوليد ، عن الشعبي ، عن علي ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا عنده ، وأقبل أبو بكر وعمر - : يا علي ، هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، إلا النبيين والمرسلين"، كما روى الحديث :" الحافظ أبي بكر : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ ، حدثنا أبو العباس بن عقدة إملاء في صفر سنة ثلاثين وثلاث مائة ، حدثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن بن الأشقر قال : سمعت عثام بن علي العامري ، قال : سمعت سفيان ، وهو يقول : لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال". وإما أنّ بن عقدة كاذب مخادع في حديثه الأول، فيكون ساقطا في كلّ أمر، وإما أن يكون صادقاً كما قال عنه علماء أهل السنة وأقر به الرافضيّ فهذا مما لا يمكن مخالفته إلا بمخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أن نتهمه بالغفلة – حاشاه – وأنه لم يعرف عن أصحابه كما عرف هؤلاء الضالين والمضلين، وهو الذي كان يأتيه خبر السماء بكرة وعشياًّ ألا لعنة الله على الضالين. ثم إن أهل السنة لم يحاربون ولم يحرموا كتبه بل – بنص قول هذا "المأفون" – كانوا يرونه صادقا وإن عرف عنه الحديث في الشيخين وهو ما ارتآه لا ما حدّث به، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدّم على رأيه الخاص، ولذلك قال الذهبي في ميزان الإعتدال:1-128 في معرض رده على بن عدي في تكذيبه أحمد بن الفرات في الكامل "ذكره بن عديّ فأساء، فإنه ما أبدى شيئا غير أن بن غقده روى عن بن خراش – وفيهما بدعة ورفض – قال إن بن الفرات يكذب عمدا وقال بن عدي: لا أعرف له رواية منكرة: قلت: فبطل قول بن خراش". كما قال الذهبي في السير :قلت: زمن الذي يصدق بن خراش ذاك الرافضي في قوله". 12-487.

      والواضح أنّ الذهبي لم يهاجم بن عقدة كما صرح برافضية بن خراش، لآن بن عقدة لم يُعرف عنه شدة في الرفض عكس الكاذب بن خراش.

      وأعجب من المأفون صاحب الفيديو، اين وجد أهل السنة يحاربون بن عقدة ويمنعون كتبه ورواياته وهو مذكور بالحق وما يستحق في كافة كتب الرجال لروايته الحديث المذكور ولما عرف عنه من صدق.

      ثم ذكروا بن جرير الطبري: وهذه أعجوبة الأعاجيب أن يقول المأفون صاحب الفيديو أهل السنة "يحاربون الطبري ويمنعون كتبه ورواياته!! وهذا أوضح مثال على كذبهم الذي شهد به مالك وكافة أئمة المسلمين، فالطبري هو الإمام المقدم بين علماء أهل السنة والجماعة، لم يذكره أحد منهم إلا بالخير والعلم والتقديم، بلا خلاف بينهم، ونتحدى هذا المأفون أن ياتي بواحد من علماء أهل السنة رفض الطبري وتحدث عنه بشرّ، والأمر الذي موه به المأفون صاحب الفيديو، هو ما حدث من عدد من جهال العوام من أتباع الحنابلة الذين شوشروا على جنازة الطبريّ واضطروا اهله أن يدفنوه بليل، وهو الخبر الذي ذكره بن كثير في البداية والنهاية ج11 ص 145 قال فيه" روى الكثير عن الجم الغفير، ورحل إلى الآفاق لطلب الحديث وصنف التاريخ الحافل وله التفسير الكامل الذي لا يوجد له نظير، ..قال الخطيب البغدادي: وكان من أكابر العلماء يُحكم بقوله ويُرجع إلى معرفته وفضله. .. وروى الخطيب عن إمام الإئمة بن خزيمة: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة. قال بن كثير:"ودفن في داره لأن بعض عوام الحنابلة ورعاعهم منعوا من دفنه نهاراً ونسبوه إلى الرفض ومن الجهلة من رماه بالإلحاد، وحاشاه من ذلك كله بل كان أحد أئمة الإسلام علما وعملا بكتاب الله وسنة رسوله، بل تقلدوا في ذلك عن ابي داوود الفقيه الظاهري حيث كان يتكلم فيه ويرميه بالعظائم وبالرفض..." إلى آخر ما مدح به الطبريّ، وفيه بيان أن من رماه بذلك داوود الظاهري وهو ليس من علماء أهل السنة والجماعة، وأن من فعل ذلك في ليلة دفن الطبري هم عوام ورعاع، ولكن المأفون صاحب الفيديو يقول أن علماء السنة هم من حاربوه ومنعوا كتبه ورواياته! ألا لعنة الله على الكاذبين.

      والأعجب هو حديث المأفون صاحب الفيديو عن الإمام النسائي! ونفس التمويه الذي استخدمه المأفون صاحب الفيديو مع الإمام الطبري، والنسائي لم يذكر الشيخين بسوء وحاشاه، وإنما كان رأيه أن ما عليه أهل دمشق من سبّ عليّ هو بدعة وهو صحيح صادق في هذا، ولهذا دوّن كتاب مناقب عليّ رضى الله عنه، وليس كلّ من ذكر مناقب الإمام عليّ ناقم على الشيخين الأجلّين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى النسائي في صحيحه مناقب الشيخين ما يغنى عن الكلام، ولكن الأمر كما ذكره بن كثير والخطيب أنه دخل دمشق وعوامها متعصبون بجهل وظلم لمعاوية ورفض ذكر فضائله، فضربوه، وقال بن كثير "قال الدارقطني: فمات بمكة شهيدا" البداية والنهاية ج11 ص124. هكذا يراه علماء أهل السنة لا أنهم يحاربون كتبه ويمنعون رواياته! ألا لعنة الله على الكاذبين.

      ثم تحدث عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وقد قال فيه أبي زرعة: كان يخرّج مثالب الشيخين وكان رافضياً. وهذا بن عقدة الذي استشهد به المأفون صاحب الفيديو يقول "سمعت ابن عقدة يقول : كان ابن خراش عندنا إذا كتب شيئا في التشيع يقول : هذا لا ينفق إلا عندي وعندك" أما عن قول الذهبي عنه أنه شارب الأبوال، فهذا ما وصف به بن خراش نفسه، قال بكر بن محمد : سمعته (أي بن خراش) يقول : شربت بولي في هذا الشأن -يعني الحديث- خمس مرات! ثم ما رأيك فيمن سبّ صاحبيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهذا أهون من قول الذهبي عندك في هذا الرجل المطعون في عقيدته!

      وللحديث بقية...