فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الأحياء حقا.. والأموات حقا...

      صدق الشاعر حيث يقول

      الناس صنفان موتي في حياتهم     وأخرون ببطن الأرض أحياء

      أما الأحياء فهم من شهد لهم الله سبحانه بذلك حيث قال: " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ". الذين قدموا حيانهم فداء لقضيتهم، الألف شهيد ويزيد في غزة الصامدة، ومثلهم من ينتظر، يفاتل وهو يعلم ان يوم لقاء الله قريب، مهما بعد، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وما بدلوا تبديلا.

      أما الموتي حفاً، فهم الذين تمالؤا وتأمروا على هذه الفاجعة وأحكموا الحصار على المسلمين ومنعوا عنهم الغذاء والدواء، ولا عليك بالسلاح فهؤلاء الموتي لا يتضمن قاموسهم اللغوي هذه الكلمة إبتداءا، والذين صمتوا صمت القبور على هذه الفواجع الدامية التي رمت بها يد الصهيونية والصليبية أرض الإسلام عن قوس واحدة. هم الذين صرحوا بأنه لا مجال لإسلام يتاخم حدودهم، ويقض مضاجعهم، فهم ليسوا منه في شيء وهو ليس منهم في شيء، فقد كفر كلّ منهما بالأخر.

      الموتي حقا هم الذين تفرقوا شيعاً حتى في عقد لقاء يعرف الناس سلفاً أنه لن يتمخض عن شيء ولا حتى كلمات المواساة إذ قد تعكس تعاطفاً وتقارباً مع المسلمين مما قد يثير غضب السادة الصهاينة والصليبيين، وما أدراك ما غضب السادة الصهاينة والصليبيين، هو أكبر عندهم من غضب الله وأبعد أثراً، في دينهم الذي يدينون به، على دنياهم وكراسيّهم وعروشهم. الموتى حقا هم الذين عظمت في عيونهم الدنيا وصغرت أمامهم الأخرة حتى شروها بثمن بخس، رضا الغرب عنهم ومباركته لأنظمتهم.

      الموتي حقا هم الذين صدوا عن سبيل الله ومنعوا الناس أن يتصدوا للعدو، قال تعالي فيهم: "الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين"، وقال تعالى فيهم: "وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة"، فهم في مجالسهم وعلى كراسيّهم كما قال تعالى: "‏وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون"‏. قال القرطبي في شرح أية التوبة :"قوله تعالى‏{‏فصدوا عن سبيل الله‏}‏ أي أعرضوا، وهو من الصدود‏.‏ أو صرفوا المؤمنين عن إقامة حكم الله عليهم من القتل والسبي وأخذ الأموال، فهو من الصد، أو منعوا الناس عن الجهاد بأن يتخلفوا ويفتدي بهم غيرهم".‏

      وبيت القصيد هنا هو قول الله تعالى: "هم العدو فاحذرهم"، نعم هم العدو، فالذي يساند العدو ويعينه ويواليه ويظاهره ضد المسلمين، ويمنع الناس أن تعين إخوانهم وتنصرهم لهو العدو حقاً. وأمر اليهود والنصارى سهل قريب إن شاء الله، ولكن أمر هولاء الموتي الأحياء هو ما يجب أن يحذره المسلمون، كلّ الحذر.