فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      غزة.. وأزمة النظم العربية

      لا يسعنا في المحنة الحالية التي تمر بها غزة إلا أن نردد قول الله تعالى "حسبنا الله ونعم الوكيل"، حسبنا الله في الأنظمة التي باعت قضيتنا في فلسطين للصهاينة بلا ثمن، حسبنا الله في الحكومات الذي تتآمر للقضاء على الحكومة الوحيدة في العالم العربي التي انتخبها شعبها بشكل حرّ ديموقراطي لا لسبب إلا لأنهم يعلنون انتماءهم لله ورسوله، حسبنا الله في قادة الجيوش العربية التي لم يعد لها أثر في تحقيق التوازن في المنطقة، حسبنا الله في قوات الأمن التي لا غرض منها إلا القمع والتصدى للشرفاء الذين يريدون الدفاع عن إخوانهم ودينهم.

      وقد كان من الأشرف لهذه الحكومات أن تقنع بالصمت الرهيب المخزى دون أن تلجأ إلى تلك اللعبة السياسية التي تسميها "مؤتمرات القمة"، حيث لا تثبت إلا السقوط في أوحال المهانة السياسية ومهانة الضعف والخيبة.

      وما عليهم لو رفعوا عوار المهانة واستردوا بعضا من الكرامة المفقودة ولوحوا بالتدخل العسكري مع أهل غزة؟ وما عليهم لو فتحوا المعابر أمام المجاهدين، يقاتلون في سبيل الله مع إخوانهم في ميدان القتال؟ ما كان هذا لينقصهم شيئا إذ ليسوا مطالبين بالمساهمة بأنفسهم في مثل هذاالقتال، حاشا لله . ونحن إن كنا نفهم موقف الحكام من هذا العدوان، إذ هم يمارسون أبشع منه في بلادهم وعلى أبناء شعوبهم، فأين "حزب الله" وأين إيران وقوتها؟ لم لم يسارع أحدهما بالرد والتصدى على العدوان والوقوف مع أهل غزة في وجه الصهاينة، ووجه النظام الذي أغلق عليهم معابر الحياة وشريان الغذاء والوقود والدواء؟ أيكمن الدور الإيرانيّ في استغلال المزايدة على القضية الفلسطينية كأصدقاء للفلسطينيين، ولكن حين يحين الجدّ لا ترى لهم أثراً ولا تسمع لهم ركزاً؟

      الموقف الحاليّ يمثل حدّا فاصلا بين حياة الأمة وموتها، فالأمة قد غرقت في سبات عميق طال مدة تزيد على خمسين عاماً، وسلّمت أمرها، حين منامها، لمن لا يؤتمن على حياة أو مال أو شرف. وهو الآن أوان المحاسبة على هذه الوكالة المغصوبة واسترجاع حق تقرير المصير، تقرير مصيرنا الذي تقرره قوى غير أمينة على شعوبها على مدى نصف القرن الماضى، فباعوا الغالي والرخيص، وخذلوا المؤمنين ، وشردوا وشتتوا، وسرقوا ونهبوا، دون مساءلة ولا مراجعة، ثم إذ أراذل أهل الأرض من الصهاينة يغتالون أطفالنا ويدمرون أرضنا في غزة دون محاسبة أو مراجعة. حسبنا الله ونعم الوكيل.