فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      .. ليسوا لأهل السنة إخواناً !

      رغم أنني لم أكن أتمنى أن يأتي اليوم الذي أكتب فيه ما سأكتب عن الإخوان في هذا المقال، إلا إنني كنت أشعر في قرار نفسي أن هذا اليوم سيأتي لا محالة! وما ذلك إلا لما أعرف عن منهج الإخوان عقيدة وعملا، وهو أمر ليس بخافٍ على أحد ممن له علم بعقائد أهل السنة ومناهجهم، وبعقائد الإخوان ومناهجهم.

      أصبح الإخوان عبئاً على الحركة الإسلامية بل، مع الأسف، عاراً عليها، بعد أن اتضحت معالم مناهجهم للعالم والجاهل، إثر موقفهم من الرافضة وولائهم لهم ضدّ أهل السنة عامة، بل ضد موجههم الروحيّ وفقيههم الأكبر الشيخ القرضاوى. ولكن العجب يزول حين نرى أن هؤلاء المنتسبين إلى الحركة الإسلامية زوراً يتولون من سبّ وكفّر الصحابة ونسب إلى أم المؤمنين عائشة الزنا، ورمي عمر بأنه من الشواذ! ثم اعتقد هذه الخزعبلات عن الغائب المنتظر ودخوله الكهف ومثل تلك الترهات التي لو حكاها أحدنا لصغيره قبل النوم لرماه الصغير بالخبل!

      هؤلاء "الإخوان" إلا من رحم ربك، لا يرون من الإسلام إلا أداة للسياسة والوصول إلى الحكم أو على أقل تقدير إلى مناصب سموها هم وآباءهم وجعلوا لها مرتبات ومخصّصات، والأمر ليس أمر مال ورواتب، فهو أحقر الأمور وأقلها خطراً، بل هو تلك النظرة البرجماتية الدنيوية إلى أمر الدين والحكم والسياسة، فإنهم قد أخطؤا في تقدير كلّ شيئ، من وهم الإشتراك في مجالس الشعب الذي لم يحقق للشعب أي فائدة على أي مستوى، إلى تعلقهم بوهم الثورة الصفوية الرافضية، وتلاعبهم بعقائد تابعيهم وتمهيد القبول بالبدع الشركية لدى أولئك الذين يتبعونهم اتباعاً أعمى على خلفية ما كان! كلّ هذا لأنهم أعرضوا عن المنهج الربانيّ السوي في المفاصلة على الحق وخلطوا بين مراعاة المصالح التي لا تصادم نصّاً، وبين التميّع والتخبط وإتباع اللعبة السياسية القذرة ولو على حساب العقيدة الصافية، ويا حسرة على أتباعهم ممن فقد القدرة على التمييز وأصابته عدوى "الجماعة الأم"!

      ولا شك أن من الإخوان من هم على الجادة، إلا أن هؤلاء قد ضعفوا عن كلمة الحق وجعلوا ما أسموه إلتزاماً قيد على رقابهم وحاكما على عقائدهم وموقفهم أمام الديان، وهو خطأ لا تبرره بيعة ولا التزام.

      ولا اشك في أن كثيرا من العاملين في الحقل الإسلاميّ يرون ما أري ويعتقدون ما أعتقد، ويريدون أن يكتبوا ما كتبت، ولكنهم، على ما أرى، يعملون حساباً للشكل العام، والعلاقات الخاصة، وكان من المحتّم أن يقدم أحد من الناس على إظهار العوار الخافي وتسمية الشياء بأسمائها، وهو ما عاهدت الله عليه منذ أن اتخذت هذا الدين ديناً.

      ما فعله الإخوان هو خيانة لله ورسوله، وللمؤمنين عامتهم وخاصتهم ولمنهج أهل السنة والجماعة الذي عجزوا عن فهمه فضلا عن إتّباعه.