فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      يا شباب الإسلام .. أقيموا دولة 'لا إله إلا الله'

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      لا والله لنْ نَملّ، ولن نهدأ، ولنْ يَقِرُ لنا قَرار، حتى يتحقق الهَدف الأسمى الذي يسعى له كلّ مخلص لدينه، صائب في نظره، مستوٍ على منهجه، متبع لرسوله صلى الله عليه وسلم، ألا وهو إقامة دولة "لا إله إلا الله". ذلك هو هدفنا، كمجتمعٍ يرى لله عليه حق واجب، لا يتميع فيه، ولا يتخاذل ويتخنث في الدعوة اليه.

      والله سبحانه لا يعنيه ما نفعل، فقد أمرنا ونهانا، وتركنا في معترك الإختبار، بعد أن بيّن في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إرادته الشرعية التي بموجبها يدخل الجنة الفائزون، ويدخل النار الخاسرون، فقد قال تعالى "قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًۭا ۗ" المائدة 17، وقال تعالى، مبيناً أنه إنما يأمرنا وينهانا لصالحنا في الدنيا والآخرة، "مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنتُمْ ۚ" النساء 147.

      فإقامة دولة "لا إله إلا الله" هي مقتضى التوحيد، الذي يعلن به مجتمع ما أنه دخل في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ليس المجتمع الذي ينتخب برلماناً، ولا المجتمع الذي يرشح رئيساً، ولو كانا إسلاميين. فإننا رأينا موقف "الإسلاميين" من دولة "لا إله إلا الله". رفضها الإخوان المتخاذلون، وجاؤوا بكل تسمية أخرى في قاموس المبتدعات ليلتفوا من حولها، وكأنها رجس أو إثم، اخزاهم الله. فقالوا "مدنية بمرجعية إسلامية" وقالوا "توافقية إئتلافية خنفشارية"! ولم يتجرأ واحد منهم أنْ يدعوها دولة "لا إله إلا الله"،  لفظ الشهادة، الذي يدعى أنه يقولها في صلاته يومياً أربعة وثلاثين مرة، قولا باللسان، ونقضاً بالأعمال. أما السلفيون، فوالله إن أمرهم لهو مضحكة مبكية، فإنك تره هؤلاء، لابسين بزاتهم، وأربطة عنقهم، تحسبهم متشبهين ببنى آدم، لا منهم! ولو أنهم ارتدوا البزات من أول أمرهم، ولم يتنطعوا في دين الله اصلا ما كانت هذه صورتهم، ولو أنهم استمروا على جلاليبهم البيضاء الناصعة، لما كانت هذه صورتهم، ولكنهم تنطعوا أولاً، ثم تصَنّعوا آخروا، فخسروا في الحالين، التنطّع والتصَنّع. ثم إنهم توغلوا في بدعة اتباع ولي الأمر الكافر الذي يجبر الناس على العلمانية الصريحة، بل إن منهم من أفرط في ذلك كذلك البهلوان المُسمى أحمد فريد، الذي أفتى (لعلها من الفتّة لا من الفتوى!) بأن الجيش محقّ في قتل الثوار، قاتله الله أنى أفك.

      دولة "لا إله إلا الله"، يا شباب الإسلام، لا تقوم على أمثال هؤلاء. إنما هؤلاء يدْعون إلى دولةٍ تتوافق فيها "القوى السياسية" باللفظ المدني، أو يتشارك فيها "أهل الشرك وأهل الإسلام" تحت راية علمانية للدولة، باللفظ الشرعيّ. وهذه الأخيرة لا تصلح للمسلم أن يعيش تحت ظلها إلا قهراً وإكراهاً. أمَا وقد لاحت الفرصة، وبانت الفرجَة، فلا والله ما يتركها إلا مُفرِّطٌ في دينه، مُبتدع فاسقٌ في عقيدته، جَبانٌ في خُلقه، مُؤثرٌ للدنيا، مُهملٌ للآخرة، مُقدِّم لمصالحه، مُؤخِّرٌ لمصلحة وطنه.

      إن هذا الإنتخابات آلية تنفيذية، تأتى بجمعٍ ممن وثق بهم الشعب، يطبّقون ما شَرع الله، تحت لواءٍ واحدٍ لا لواء غيره، لواء "لا إله إلا الله"، كرامة الأمة هي من كرامة هذا اللواء، لا كرامة لها دونه. لا تلك الكرامة المزعومة لهؤلاء الغاصبين الدّاعرين من مجلس التسعة عشر، ولا الصفوف المحشودة من الجند المسلح بأموال الشعب وعتاده، يصنعون لهم كرامة أعلى من كرامة "لا إله إلا الله"، إذ يُحاكمون من "يُهين" هؤلاء السّفلة الأخسّاء، ويتركون من يَسُب الله علناً، ومن يستهزئ بالدين كعدو الله الجمل الأجرب، ومن يخطف النساء المسلمات المهاجرات إلى الله، يطلقون سراح العلمانيين كعلاء عبد الفتاح، ويكبلون أغلال اللمسلمين، كالشيخ يحي، ألا خذلهم الله وأسكنهم جهنم وساءت مصيرا.

      الحرية والعدالة ، يا شباب الإسلام، هي في إعلان التوحيد شعاراً للأمة، ومَصدراً أوحداً لتوجّهِها، لا في حزبِ "التوافقية والمَهانة"، الذي يروّجون له بين المَساكين من العوام، يلفِتوهم عن واجِبهم الأصيل، في استرجاع دينهم وسيادتهم وحقهم وكرامتهم. وها هي بشائر البرلمان تحت رعاية حزب "التوافقية والمَهانة"، قتل الناس، وسَحل النساء، وتكبيل الأسرى في المستشفيات، وتعذيب المعتقلين في المباني الحكومية، والبقية تأتى.

      النور، يا إخوة النور، هو في تلك الشعلة التي أضاءها لنا سيدنا، وسيد البشر، رسولنا صلى الله عليه وسلم، منذ أربعة عشر قرناً، لا تخفُتُ ولا تتوارى، والتي يريد كفار العسكر أن يطفئوها بأفواههم، لا حزب "الزور" من الببغاءات السّلفية التي تساعدهم، وتعاضدهم، وتدعو إلى عدم الخروج على طاعتهم. النور، هو ما يرفضه هؤلاءالعسكر، صراحة وبجاحة. والآخرون، من بهلوانات السلفية، يعتقدون أنهم الآن من أرباب السياسة، وما هم إلا أذنابٌ من أذناب الإخوان، وقعوا في نفس مصيدتهم، لمّا كان أمرهم من قبل، كله محصورٌ في الهدى الظاهر، لا علاقة له بفهمٍ شرعيٍّ أصيلٍ، يعصم عند القواصم.

      تجمعوا يا شباب الإسلام، وانبذوا هذه التحالفات الباطلة، فهى والله مجرد تحالفات ضد افسلام، وضد الشهادة، سواءً شهادة لا إله إلا الله قولاً، أو الشهادة في سبيله عملاً. لا علينا من هؤلاء، فقد اشبعناهم فضحاً ةتفنيدا، ولكن صدق القائل

      لقد ناديت إذ اسمعت حيا       ولكن لا حياة لمن تنادى

      نحن نحملُ مِشعل الحياة، ونحن نَحمل مِشعل النور، ونحن نتوجّه به إلى الحُرية والعَدالة، لا غيرنا.

      القرآن نُورنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مَثَلنا، وأصحاب القرون الثلاثة الأولى هُداتنا، وإعلاءُ راية التوحيد غَايتنا، حقّاً وصِدقاً، لا غيرنا.

      نحن، معكم وبكم، سنقود هذه الثورة إلى غايتها المَحتومة، إلى نصر الله المؤزّر، إلى وعد الله الذي لا يَخلِف وعده، إلى حيث الحرية والعدالة والمساواة، التي يأتي بها القرآن، لا التي يأتي بها هذا البرلمان، وشتان بينهما.