الاستشاري"أعضاء البرلمان لن يمثلوا في الهيئة التأسيسية"
"فجر محمد عبد المجيد برغش، عضو المجلس الاستشاري المعاون للمجلس العسكري مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه أن أعضاء البرلمان القادم لن يكونوا ممثلين في الهيئة التأسيسية المعنية بصياغة الدُستور الجديد للبلاد وإنما سيكون دورهم مقتصرا على اختيار الشخصيات أعضاء الهيئة وفقاً لنصّ الإعلان الدستوري" جريدة الدستور
أول قرارات طرطرة برلمان الضرار!
ذكرنا في مقال بتاريخ 23 يونيو 2011، بعنوان "الجيش والدستور"، ما نصه "وأمام الجيش طريقان لتحقيق تزييف الدستور، إن أراد أن ينتهج هذا النهج، لخدمة الأقلية من العلمانيين اللادينيين، التي تنتمى لها قياداته. أولهما، أن يفعل ما فعل في أمر التعديلات الدستورية، حيث تغاضَى عن الإستفتاء كليّة، وقام بإعلان دستورىّ، وأعلن أنّ الإستفتاء كان مجرد استكشاف لرأي الشعب!! والحق أن الغَرض من هذا التصرّف كان التمهيد لعملية وضع الدستور، وفرض أمر واقعٍ أن الدستور سيكون منحة من الجيش، وبالطريق الذي يراه ... والطريق الثاني، هو أن يقوم الجيش، بدعوى الحفاظ على وِحدة البلاد ومَنع الإنشِقاق، بتشكيل لجنة وضع الدستور بنفسه، بدلا من البرلمان، ويختارها من الشَخصيات العلمانية اللادينية بنسبة أكثر من 40%، ليضْمَن عَدم تمرير ما يَفرِضُ التحاكم إلى الشريعة"http://www.tariqabdelhaleem.com/new/Artical-18183.
وها هو ما يحدث الآن، شكّل مجلس الكفر العسكريّ مجلساً سماه استشارياّـ ليقوم بتعيين اللجنة الدستوريةـ ويطبخ الدستور خارج مجال مجلس الطراطير. سبحان الله، أكان هذا التصرف خافياً على جهابذة الإخوان الذين يدعون، ويدعى لهم البعض انهم رموز السياسة في مصر ,اعلام الحنكة فيها، وتتكشف لضعيفٍ عديم الخبرة من أمثالي؟!
الظاهر أن الصفقة البغيضة لم يحبكها متمرسوا الإخوان، ففرحوا بالقدر الذي وصلوا اليه من تأمين للإنتخابات، وأخذوا بالقدر الذي ألقاه اليه مجلس الكفر على أنه مكسبٌ كبير! لكنهم لم يدخلوا في تفصيلاتٍ أبعد من ذلك، وقد رأينا مدى حرفيتهم السياسية في إجتماع محمد مرسى مع عنان، حيث لعب به عنان، وبمن معه، البيضة والحجر، وأخرجه ذاهلاً عما وقّع عليه...
ها هم يشربون من الكأس التي ملؤوها بأيديهم، وغفلوا عن السم الذي دسّه لهم الشيطان العسكرى فيها ..
الحل الوحيد هو في المواجهة التي يسعى هؤلاء الإخوان والسلفيون على تفاديها، ويضعون الثقة في شيطانٍ مريد. ألا إما أشد سذاجتهم السّياسية، وما أبعد من يراهم على أية حنكة عن الحق.