فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      'كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ'

      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      المُشركون في كلّ عَصر سِماتُهم واحدة، وتصرفاتُهم واحدة، ومواقفُهم واحدة. فهم يخرُجون من ظُلماتٍ متماثلة، ويَحمِلون توجّهاً متماثِلاً. وأصحاب الحق إنما يدعون هؤلاء المشركين إلى أمرٍ واحدٍ، فيه صلاح دنياهم ودينهم.

      ما الذي ندعو اليه المجلس العسكريّ؟ ندعوهم إلى أن يختاورا المعسكر الذي ينتمون اليه بوضوحٍ وصراحة، إمّا أن يتبنوا ما يؤمن به الشعب، ويراه طريقاً للإصلاح، على المنهج النبويّ، أو أن يختاروا معسكر الخِيانة والعِمالة، التي عاشوا فيه، وبه، عقودا، قد انفرطت أمام أعينهم. والأمر الذي لا ينتبه له هؤلاء، أننا لا ندعوهم إلى صلاة أو صيام، هذا أمرٌ بينهم وبين خالقهم، لا ندعوهم لتدين فرديّ، فهذا شأنهم مع مليكهم. بل ندعوهم إلى أن يتبعوا ما رضيه الشعب ديناً في تحاكمهم وإدارة شؤونهم. أن لا يستعبدوا الناس ويخضعونهم لدينهم الذي يحيون به، وهو مثلث القوة والسلطة والمال. أن يَدَعوا الشعب ودينه، أن لا يخضعوه لأبناء صهيون من أجل مال مهما كثر، أو سلطة مهما عَلَت، أو قوة مهما تَضَخّمت. ثمانين مليوناً يظلمون ويهانون، يصربون ويسجنون، يستذلون ويحتقرون، يفقدون مالهم وعيالهم، من أجل حفنة من كفار العسكر يتقاضى أحدهم مائة ألف جنيه شهرياً عن كلّ قطعة صفيحٍ يُعلّقها على صَدره، دون خَجلٍ أو حَياءٍ.

      ما الذي نَدعو اليه العلمانيين والليبراليين؟ ما الذي ندعو اليه إبراهام عيسى ومحمد البرادعي ومجدى الجلاد وأمثالهم؟ ندعوهم إلى كفً الأذى عن الناس، فوالله لا يَهمنا ما يدينون به بينهم وبين ربهم، وإن كنا نعلمه مما يصرحون، لكنّ في النفاق متسعٌ لهم، فلا يصحٌ أن يُظهروا كفراً بواحاً لنا فيه من الله برهان. أن ما يصرح به هؤلاء هو كفرٌ بواحٌ لا خلاف عليه. هذا ليس بنفاقٍ كما يظن البعض، إذ النفاق هو إظهار الإسلام، وإبطان الكفر. وهؤلاء يظهرون الكفر ويصرحون به، ويدعون أنه ليس كفراً! وأين وجدنا في الكفار من يقر على نفسه بالكفر؟ أيقرُ نظير جيد (رئيس الكنيسة القبطية) بأنه من كفار أهل الكتاب؟ أيقر بابا روما (رئيس الكنيسة الكاثوليكية) بأنه من كفار أهل الكتاب؟ أأقر فرعون بكفره، أم قال لقومه "مَآ أُرِيكُمْ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ" غافر 29؟ إن أحداً لا يقر أحدٌ بكفره، إنما الإيضاح يقع على عاتق العلماء، حين تشتد الصبابية، ويختلط الحابل بالنابل، ويُشَوّه دين الأمة، ولا يصبح الأمر أمر تكفير وأسلمة، لكنه أمرُ دينٍ تُحفظ ثوابته، وتُشدُ دعائمه، وتُحرس حدوده. أين أنتم ممن زعم أن أصحاب التثليث من القبط، هم من أهل الجنة؟ أليس هذا بكفرٍ أكبرٍ ناقلٍ عن الملة؟ أيتُرك قائل مثل هذا القول دون أن يُعَرّف به وبِرِدتِّه، حتى لا ينتشر مثل هذا الكفر بين العامة الأغرار، تحت غطاء الوحدة الوطنية!؟

      لكن هؤلاء، من العسكر أصحاب القوة والسلطة والمال، أو من هواة الكفر وعشاق الخروج عن دين الله كمن ذكرنا وأضعافهم من أرباب الإعلام اليوم، لهم دينهم الذي يدينون به، وهم يرون أن استماعهم لمن يدعوهم هذه الدعوات، سيفقدهم خصوصياتهم ومخصصاتهم، وهو حقٌ، إلا إنهم نسوا إنها خُصوصياتٍ فاحشة ومُخصّصاتٍ مغتصبة. ظنّوا أنهم أكبر من أن يوجّههم أحدٌ كائنا من كان. أليسوا هم المُتحكمون، والمُتنفذون، وهم أصحاب الأقوال والمقالات والمواقع والفضائيات؟ كيف يستمعون إلى أصواتٍ تأتي من صفوف العامة، وإن حملت حقاً، ودعت إليه؟

      هو الكِبرُ عن إتباع الحق، كان وسيظل دين المشركين، وصدق الله العظيم.