فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      العلامة القرضاوى ... والرافضة

      نشرنا منذ أشهر مضت مقالا بعنوان "شيخنا القرضاوى.. أنصف السنة من الرافضة"، فحواها أنّ الرافضة لا أيمان لهم ولا عهد ولا ذمة، وأنهم يسعون إلى إفساد عقائد أهل السنة، وماذا ننتظر ممن كفر الصحابة وابتدع بدعة التقية واستحلّ الكذب والمتعة واعتقد تبديل كتاب الله تعالى! وقد تلقينا رسائل نصرت ما قررنا ورسائل من محبي الشيخ ومريديه تنصُر الشيخ في موقفه من الرافضة وتبذل كل ثمين ورخيص لتخرج بأدلة على مذهب التقريب المزعوم الذي نصره شيخنا من قبل، ونعوا علينا هذا الحديث ورمونا بالرغبة في التفريق بين المسلمين!

      ثم خرج علينا شيخنا القرضاوى أخيراً بما أثلج صدورنا إذ إن الرجوع إلى الحق فضيلة، فبين أهداف الرافضة في إختراق العالم السنيّ وتمزيق وحدته ونشر البدع الإعتقادية والعملية التي أشار إلى بعضها الشيخ القرضاوى في حديثه في "المصري اليوم" بعد أن هاجمته وكالة مهر الإيرانية رغم تقربه من الرافضه وإعلانه مرات ومرات عن ضرورة التعاون معهم، رغماً عن أنوفهم!

      ولأن الرجوع إلى الحق فضيلة، فإننا نتوجه بالشكر إلى شيخنا القرضاوى لهذا البيان التاريخيّ، إذ إن الكثير من الشباب المُضَلل المقلد للقرضاوى سوف يعرف حقيقة ما عليه الرافضة بعد أن أعلنها الشيخ، عقب مهاجمة الرافضة له.

      ولكن لنا على هذا الحدث ملاحظتان، أولهما: ماذا الذي دفع القرضاوي لإصدار هذا البيان الآن، بعد أن كان شهر العسل بينه وبين الرافضة دائم مديد؟ ونسأل العلامة القرضاوي: هل تبدل دين الرافضة مؤخراً مما دعى إلى إصدار هذا البيان؟ هل توقف الرافضة عن سبّ الصحابة في القرون الثلاثة عشر الماضية؟ هل ابتدع الرافضة عيد النيروز الفارسيّ وبدع زيارات المراقد وتلك الشركيات في الأشهر القليلة الماضية مما دعا علامتنا إلى التصدي لها بهذا البيان؟ هل كان الرافضة في يوم من الأيام أولياء لأهل السنة وأعداء لمن عاداهم، أم كانوا على مرّ تاريخهم الأسود أعداءاً للسنة وأهلها وكلّ ما تمثله؟ وهل غاب عنه موقفهم من أهل السنة في العراق وما يدبرونه من إغتيال القوي السنية بالكامل وفرض "الرفض" عليهم؟ وهل غاب عنه ما ذكرناه من مؤامرات للسيطرة على اليمن ولبنان والعراق ثم التحول إلى السعودية كما بيّن أحد كبرائهم؟ لا أدرى والله كيف غابت عن علامتنا هذه الواضحات البينات؟ ولا أرى لهذا الأمر إلا أنها غضبة للنفس وردّ للكرامة بعد أن شهّر به الإعلام الرافضي وكنا نود لو أنه نطق بالحق من دون أن يتعرض للهجوم الرافضيّ، فإن الغضب لله أكرم وأشرف من الغضب للنفس، وإن كان فيه رجوع إلى الحق.

      ثم الثانية أنّ على الشباب الذي قتله التقليد الأعمى والهرولة وراء المشايخ من ذوى الأسماء اللامعة دون إعمال عقل أو شرع فيما يقول ويسمع، حريّ بعد هذا الموقف من شيخنا القرضاوى أن يعيد التفكير والنظر في معايير نقد الرجال ومواقفهم من الحق والباطل، فإن رجال الحق هم رجاله في كل وقت وتحت كلّ ظرف، والمتردد بين الحق والباطل، إلا أن يكون خطأ مشروعا في الإجتهاد، هم ممن لا يصح مراجعتهم وتقليدهم، فالأمر أمر دين لا أمر صفقة إن ربحت ربحت وإن خسرت فلا بأس. وقديما قالوا "إعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال".. وصدقوا والله.