فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      تعليق على تعقيب .. مقال 'دعم الإخوان'

      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      ورد إليّ تعقيب على مقال "دعم الإخوان .. بين الضرورة العملية والمصلحة الدعوية"، جزى الله مرسله خيراً، أحسبه موضوعياً ومنصفاً. ولهذا أحببت أن أردد فيه النظر مع القراء، لتكتمل الفائدة بإذن الله. وها هو نص التعقيب:

      "الدكتور طارق عبد الحليم رجل مخلص لدينه لاشك فى ذلك ، تدفعه الحمية وتحركه دوافع إيمانية عميقة ، فينادى ويصرخ : أن أفيقوا من ثباتكم يرحمكم الله ،وهو يدرى أن هناك تغييراحدث فى ارض الكنانة لكن الذى لايدريه أستاذنا الفاضل أن الأوضاع فى مصر ليست كما يراها الناظر من بعيد فالقوى الغربية وعلى رأسها أمريكا لم تدفع فى إتجاه التغيير بعد أن ثارت الشعوب إلا وهى قابضة بكفيها على مستويات القوة فى هذا البلأد ، لأنها عندما كانت تصنع عميلا ، كانت تدعمه بمجموعة من العملاء الصغار الذين يعاونونه ويسددون خطاه فى اتجاه قبلتهم جميعا ( البيت الأبيض) فإذا سقط كبيرهم وهوى وثن قام مقامه وثن أخر ، فلما أطاحت الأحداث بطاغية مصر كان الجيش ورقة امريكا فى ضمان استمرار النظام ،

      والإخوان الذين رماهم الدكتور طارق بكل نقيصة ونسبهم الى الأشعرية والصوفية كانوا هم مطرقة الثورة المصرية وسندانها ، ودورهم فيها لا يجهله إلا مكابر ولنا أن نتخيل ماذا كان سيحدث يوم 28 يناير لو لم ينزل الاخوان ولم يجيشوا فتيانهم وفتياتهم لينطلقوا من كل المساجد ويستغلوا بذرة الأمل التى ولدت بهروب طاغية تونس ، أخيرا تحرك الشعب المصرى يوم 28 يناير حركته الفئة التى أحسنت استغلال الوقت المناسب ، وفجرت فتيل القنبلة وفى خمس ساعات فاصلة سقطت وزارة الارهاب (الداخلية) لكن منذ مساء ذلك اليوم الى يوم تنحى مبارك ، كان الاخوان هم خلية النحل التى قامت بالدور الأكبر بحكم كونهم اكبر فئات المعارضة الموجودة فى الساحة فلا يجوز بعد ذلك فى أن نبخس الاخوان حقهم كما يفعل الموتورن من العلمانيين أو بعض الجهلاء من أدعياء السلفية .. لكن هذه الثورة لم تسقط النظام بالمعنى الكامل فالجيش بقيادته العلمانية أجاد فن استخدام ( جهاز التبريد) فالحديد لم يعد ساخنا ، لم يعد ساخنا منذ الخمس ساعات الفاصلة

      والذين يعولون على ميدان التحرير الآن واهمون ، ولو حدثت المعركة فلن يهب الشعب كما هب فى 28 يناير ، إلا أن يشاء الله أمرا ، لهذا أحسن الاخوان بعدم نزولهم فى الفترة الأخيرة ، رغم ان نزول من نزل لم يكن سيئا فالميدان الآن هو ساحة ضغط وليس ساحة تغيير ، والمجلس العسكرى يراهن على شئ واحد يراهن على السمعة الحسنة التى أكتسبها عند البسطاء لذلك هو حريص على عدم الصدام كما هو حريص على علمانية الدولة ومن هنا جاء معنى ان الميدان ساحة ضغط وليس ساحة تغيير.

      يجب ان يعلم الدكتور طارق أن الحكومة القادمة ( السلفية الاخوانية) لن تكون حكومة اسلامية ولن يقدر لها فى اللحظة الراهنة أن تطبق الاسلام وكل الذى نأمل منها أن تطبق العدل وتحسن الى الجماهير لأن هذا هو مافى إمكانها الآن لأنها لن تكون حكومة ( ممكنة) ولو أحسنت استغلال وضعها فلن يطول انتظارنا للتمكين لأن فتح باب الحرية للدعوة الاسلامية والعمل الخيرى والتغلغل فى مفاصل الدولة سيكون خطوة لابد منها لإنشاء المستقبل ولا نريد ان ندخل فى نقاشات عبثية مثل أنه لايجوز للإسلاميين العمل بالقانون الوضعى أو الإشتراك فى حكومة علمانية .. ونحن نقول نعم لا يجوز للإسلاميين ذلك فى حالة القدرة والتمكين وعليهم أن يسعوا بكل جهدهم لتحقيق هذا التمكين لكن إلى ان يحدث التمكين فنحن مطالبون بالدخول فى هذه الحكومة وليس أمامنا خيار سوى هذا أو العودة للزنازين والكهرباء والكلاب والتعذيب والملاحقات ، إن هذه الحكومة ليست إسلامية لكننا يجب أن لا نتخلى عنها كما أننا لن نتخلى عن عقائدنا وتصوراتنا ، ولن نتخلى عن هدفنا الأصيل وهو التمكين للإسلام (وفى هذه النقطة بالذات يمكن للدكتور طارق أن يراجع أهل العلم حول جوازها أو عدم جوازها ونحن نعلم ان الدكتور من اهل العلم لكن ربما خفى الصواب)

      أرى فى كلام الدكتور طارق تحاملا شديد ا على دعوة الاخوان المسلمين فهو ينسبهم للإرجاء وللتصوف وللأشعرية ، والذى لا أعرفه كيف غاب عن الدكتور طارق أن الاخوان لا يتبنون هذه المذاهب ولعل الدكتور لو حاول أن يذكر نفسه بما فى رسائل الشهيد حسن البنا لعرف على ماذا يجتمع الأخوان لكن بعيدا عما فى رسائل الإمام الشهيد فالاخوان فيهم السلفى والصوفى والأشعرى ولا يمكن أن نحسب حركة الاخوان على مذهب من هذه المذاهب أما قضية التسلسل السببى أو (انكار السببية) فمن حفريات المذهب الأشعرى وثلاثة أرباع ممن ينتسبون للأشعرية اليوم لا يعرفون عنها شيئا فمابالك بالإخوان الذين يوهم حديث الدكتور طارق أنهم يؤمنون بها، وطبعا هذا من باب (إن لم تكن أنت فوالدك هو من فعل ذلك)" كما فى حكاية الذئب والحمل. أما قصة خراب عقائد الإخوان فهذا لايمكن الجزم به لأن الإخوان فيما أعلم لايتبنون عقائد خاصة فكل شيخ له تعاليمه، ولو حاكمننهم للإمام البنا فعقيدتهم صحيحة ولكن كما قلنا من قبل هم جسم كبير يمتلئ بالمتناقضات ونحن عندما ندعمهم فى الانتخابات لا نتبنى (خطابهم العقائدى) الغير محدد والحلول التى تطرحها فضيلتكم فى مقال (دعم الاخوان بين الضرورة العملية والمصلحة الدعوية) هى حلول متناقضة، لأننا ببساطة لن نقنع أحدا من الناس بقولنا انتخبوا الإخوان وفى نفس الوقت نحذرهم من عقائد الإخوان وسيكون المشهد اكثر عبثية فى نظر العامة، أما أبناء دعوة اهل السنة فهم بحمد الله يفهمون المشهد ويدركون تفاصيلة أما هجوم الشيخ الفاضل على الأشعرية والصوفية هكذا دون تفصيل فمما لا ينبغى لفضيلته فأهل السنة حركة علمية تصحيحية ولهم أصولهم فى والجرح والتعديل وغالب الظن أن مقال الشيخ كتب فى عجالة من أمره أو أن فضيلته أكتفى بما هو مدون فى مؤلفاته من البيان والتفصيل .. وكان الواجب يقتضى أن يحيل اليه.

      وفى النهاية أقول ما كان لهذا المقال أن يكتب لولا أن أراء الشيخ ورؤيته ربما يكون لها فى مقتبل الأيام تأثيرا سلبيا فى صف أبناء الدعوة الواحدة نتمنى أن لايكون

      كتبه انور ال سالم الأزهرى"

      أما وقد قرأنا التعقيب، فأحب أن أشير إلى شئ قبل أن أبدأ بمناقشته. وهو أنه لولا معرفتى بحجم الإخوان وتأثيرهم ما صرفت لحظة في الحديث عنهم بهذه الكثافة. لكنى أحسب أنّ هذا الكمّ ذاته يحمّلهم مَسؤلية أكبر، ولا يرفع عنهم اللوم، بل يزيده قوة حين الخطأ.

      أما ما اشار عليه الأخ الكريم، فنتناوله تباعاً:

      • "لكن الذى لايدريه أستاذنا الفاضل أن الأوضاع فى مصر ليست كما يراها الناظر من بعيد فالقوى الغربية وعلى رأسها أمريكا، ..." سبحان الله هذا رمي بالغيب يا بنيّ، إن لم أعرف ما تقصد أمريكا والغرب بما تظهره من دعم الثورات العربية وطريقة إدارتها، فمن يعرف ذلك إذن؟ ولو كنت مكاني لعرفت أننا من موقعنا نرى هؤلاء يتحركون ونرصدهم يتآمرون ونعرف ما يكتبون أضعاف ما تعرف، ولو أتعبت نفسك في تتبع ما أكتب عن الدور الصليبي الصهيوني في بلادنا وثوراتنا، ما كتبت هذه الجملة إبتداءاً.
      • " ونسبهم الى الأشعرية والصوفية كانوا هم مطرقة الثورة المصرية وسندانها ، ودورهم فيها لا يجهله إلا مكابر ولنا أن نتخيل ماذا كان سيحدث يوم 28 يناير لو لم ينزل الاخوان ولم يجيشوا فتيانهم وفتياتهم لينطلقوا من كل المساجد ويستغلوا بذرة الأمل ..." سبحان الله، أنحن اليوم ملكيون أكثر من الملك كما يقال؟ لقد اعتذر الإخوان عن تخلفهم عن شرارة الثورة الأولى، وإصدارهم قرار واضحٌ لإبنائهم بعدم الخروج، وهذا ثابت لا محل للجدال حوله! إلا بعد أن خرج الأمر عن أيديهم من ناحية، وظهر أن هذا الحراك سيكون له ما بعده، وهي خطة الإخوان من قبل ومن بعد، فلا أدرى عن موضوع مطرقة الثورة وسندانها، هذا غلو غير مقبول. أما عن نسبتهم إلى الأشعرية والصوفية، فوالله هذا هو مذهب كبرائهم، بل هو وصف البنا رحمه الله في وصف الجماعة، من أنهم دعوة سنية سلفية صوفية أشعرية .. وهو ما نراه إعتقاد أكابرهم من بعده، وقد ذكرت في حديثى أنهم "تشكيلة" من العقائد. وهو ما لا يتمشى مع منهج أهل السنة والجماعة، وهو تجمع يشمل حقٌ وباطل، لا يرضى عنه الله ورسوله. أما إنهم هم خلية النحل التي حفظت على الثورة وجودها فهو إدعاء غير مسلم به، فماذا كان يفعل الملايين من المسلمين ممن لا ينتمى إلى الإخوان إذن في الشوارع، بل قبل أن ينزلوا هم؟ أن يقال أن الإخوان هم من اسقطوا الداخلية، هو، مرة أخرى قبل وإن كان فيه بعض الحق، إلا أنه حق يشتركون فيه مع غيرهم. ثم إننا، كنا نظن، أم مثل الإخوان، مع ما يدعونه من خبرة عير مسبوقة في مجال السياسة، أن لا يقعوا في شرك خطة التبريد العسكرية، لكنهم كانوا أول من أذعن لها منذ أن وافقوا على مُقابلة عُمر سليمان، وهو ما غعتذروا عنه مرة أخرى!
      • "والذين يعولون على ميدان التحرير الآن واهمون، ولو حدثت المعركة فلن يهب الشعب كما هب فى 28 يناير ، إلا أن يشاء الله أمرا ، لهذا أحسن الاخوان بعدم نزولهم فى الفترة الأخيرة" وهذا، خطأ فاحش في التقدير، إنما ما جعل الميدان للضغط لا للتغيير هو موقف هذه الجماعات المتخاذلة، لا العكس. هم الذين أفقدوه قوته وزخمه. ومن قال أن الشعب لن يستجيب، قد ذهل عما حدث في 25 يناير، فسبحان الله، كيف ينعكس الأمر في ذهن المرء، الذين لم يخرجوا ابتداءاً هم من يزعم أن من خرج اصالة لن يخرج مرة أخرى؟ منطق عجيب مقلوب يا بنيّ! بل والله أساؤا واساؤا بعدم نزولهم.
      • " يجب ان يعلم الدكتور طارق أن الحكومة القادمة ( السلفية الاخوانية) لن تكون حكومة اسلامية ولن يقدر لها فى اللحظة الراهنة أن تطبق الاسلام وكل الذى نأمل منها أن تطبق العدل وتحسن الى الجماهير"، والله إني أعلم ذلك وكتبته في أكثر من عشرين مقالاًن أنها لن تكون حكومة إسلامية، ولكن السبب في ذلك هو جرثومة السياسة التي خرّبت عقول الإخوان، وتخرّب اليوم عقول السلفيين ونفرٌ ممن ينتسب إلى أهل السنة، مع الأسف. قد كان من المككن المقدور عليه، أن يستمر الضغط الثورى، بقيادة الإخوان والسلفيين والمسلمين عامة، إلى أن يسقط النظام كافة، لكن ليست هذه فلسفة الإخوان، الذين يسارعون في تلبية الدعوات كثل دعوة عمر سليمان ودعوة عنان بعدها، ثم دعوة الطنطاوى الأن لتكوين هذا المجلس الإستشاريّ الطرطوري. هذا ما يفعل الإخوان .. السياسة ذبحتهم وقضت على أثرهم الحقيقيّ في إتجاه الأمة.
      • "ولا نريد ان ندخل فى نقاشات عبثية مثل أنه لايجوز للإسلاميين العمل بالقانون الوضعى أو الإشتراك فى حكومة علمانية .. ونحن نقول نعم لا يجوز للإسلاميين ذلك فى حالة القدرة والتمكين وعليهم أن يسعوا بكل جهدهم لتحقيق هذا التمكين لكن إلى ان يحدث التمكين فنحن مطالبون بالدخول فى هذه الحكومة وليس أمامنا خيار سوى هذا ..." عجيب والله، أتعد الآن مناقشة شرعية الدخول في حكومات مشركة أمرٌ عبثيّ؟ من اين أتي هذا؟ زهل قائله حقاً من أتباع أهل السنة والجماعة؟ وهل كان الشيخ عبد المجيد الشاذلي، وكنا من قبل عابثين لاهين؟ أهكذا يتحول المرء عن توجهه،، بهذه السهولة؟ اسئلة لا أريد أن أردّ عليها إذ إن الرد عليها شديدٌ معيب. ثم أليس هذا قول الإخوان من قبل، فلم حرّمه من حرّمه من قبل؟ لقد كانت هذه دعوى الإخوان على مدى تاريخهم، فعلا كنا من الشجاعة فنعترف بخطئنا بدلاً من هذا الإغراب في القول بالعبثية؟
      • "وفى هذه النقطة بالذات يمكن للدكتور طارق أن يراجع أهل العلم حول جوازها أو عدم جوازها ونحن نعلم ان الدكتور من اهل العلم لكن ربما خفى الصواب" يا بنيّ، إن كنت قد اقتنعت برأيّ لشيخٍ من أهل العلمن عندك، فهذا لا يعنى أن الصواب قد خفي عن غيرك، وأو بالأحرى عن غيره. عذا لا يكون إلا إن ثبت بالدليل الشرعي القطعي أو الطني الراجح أن الحق مع هذا الغير، لا بمجرد إدعاء من إدعاه. ثم، إنك لو تأملت ما قلتُ لعرفت أنني لا أريد أن يلتفت الناس إلى قضية الإنتخابات، التي هي من ضمن ما اعترفت انت به، من جهاز التبريد العسكريّ، ويتركوا الواجب الأصلي وهو إسقاط النظام. أما إذا حدث ما حدث، وابتلع الإخوان ومن سار على سيرهم من السلفيين وأهل السنة، الطعم، ودخلوا الثلاجة بفعلهم بقبولهم للواقع الذي أملاه العسكر نتيجة تخاذلهم، فإن أمر هذه الحكومة وهذا البرلمان يرجع إذا إلى ما أسنيته أنت عبثاً، من محاولة استشفاف الدليل الشرعيّ على صحة المشاركة البرلمانية، وترك المعاندة الميدانية. عؤلاء شاركوا في خلق واقع ضعيفٍ مستسلمٍ أمام العسكر بتخاذلهم وتفاوضهم، ثم احتجوا به على الجلوس في المقاعد البرلمانية الوثيرة، وإدعاء أنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان".
      • " أرى فى كلام الدكتور طارق تحاملا شديد ا على دعوة الاخوان المسلمين فهو ينسبهم للإرجاء وللتصوف وللأشعرية ، والذى لا أعرفه كيف غاب عن الدكتور طارق أن الاخوان لا يتبنون هذه المذاهب ولعل الدكتور لو حاول أن يذكر نفسه بما فى رسائل الشهيد حسن البنا لعرف على ماذا يجتمع الأخوان لكن بعيدا عما فى رسائل الإمام الشهيد فالاخوان فيهم السلفى والصوفى والأشعرى" والله لا أنسبهم إليها زوراً، بل هي عقيدة جلهم. والظاهر أن الإبن الفاضل لا يعلم أن الشيخ البنا رحمه الله كان متصوفاً على طريقةٍ كما يتضح من كتابه مذكرة الدعوة والداعية! والجماعة في حقيقة الأمر لا تتبنى عقيدة، سنية أو أشعرية أو صوفية، وإنما، هم، كما وصفناهم، يدخلها صحيح ومعلول، لكن مناهجهم لا تحرص على نشر العقيدة الصحيحة، بل عقيدتهم هي ما دوّن البنا على عمومه. السمة العامة للسياسة الإخوانية هي الإرجاء، والعقيدة التي يدين بها غالبهم، لا كلهم، الصوفية الأشعرية، سواءاً في مصر أو خارجها، وهذا قدرٌ متفق عليه. وهذا التنوع هو خللٌ في بناء الجماعة، لا حسنة لهم، إذ علام يجتمعون، لا أقول خلل مذهبي، كما في الحنفي والحنبلي، بل عقديّ كما في السنة والجماعة أو الأشاعرة أو الرافضة. ولا يخفى عليك اتجاههم بعامة للتناصح والتناصر مع الروافض، وما قالوه في الخمينيّ، وما هذا إلا لغبش العقيدة وابتلائهم بعدم البحث عن الحق فيها.
      • " والحلول التى تطرحها فضيلتكم فى مقال (دعم الاخوان بين الضرورة العملية والمصلحة الدعوية) هى حلول متناقضة...". والله ليست متناقضة إلا لما وضعنا فيه هؤلاء الناس بتناقضاتهم في المواقف والعقائد. فإنه من المنظور المصلحي، لاشك أنهم أقرب من العلمانيين، وإن لم يكن بفارق كبير. ومن المنظور العقدي، فليسوا هم ممن ينصح بإتباعهم على الإطلاق. أما العامة، فإنك تقلل من شأنهم كثيراً، ولو تركتهم سيختاورون الإخوان على أية حال. وإنما الهدف هو التحذير منهم ومن عقائدهم وسياساتهم التي لا أرتضيها بشكل شخصيّ على الإطلاق من منطلقِ أهل السنة ومنهجهم.

      " وغالب الظن أن مقال الشيخ كتب فى عجالة من أمره أو أن فضيلته أكتفى بما هو مدون فى مؤلفاته من البيان والتفصيل .. وكان الواجب يقتضى أن يحيل اليه. وفى النهاية أقول ما كان لهذا المقال أن يكتب لولا أن أراء الشيخ ورؤيته ربما يكون لها فى مقتبل الأيام تأثيرا سلبيا فى صف أبناء الدعوة الواحدة نتمنى أن لايكون" نعم والله أكتب في عجالة لما أراه من تعدٍ على الأحكام الشرعية، على وجه مستمر، ومن تفلتٍ في المواقف والقرارات، تأخذنا بعيداً عن المنهج الذي كان، ولا يزال قاب قوسين أو أدنى من التحقق، لولا التخاذل والركون إلى الديموقراطية. وهو الطريق الذي لا يزال حازم أبو اسماعيل يشير اليه ليلاً ونهاراً، ولإن كان هو في موضع لا يمكنه من النقد علانية لهؤلاء، فإننى كنت ولازلت ممن لا أتورع عن النقد، في موضعه، دون تحرج. أما عن التأثير السلبيّ، فيا بنيّ، الإيجابية هي في بيان الحقّ ولو كرهه الناس، ولو كنت وحدك على طريقه. واحسب أن ما أكتب الآن، سيرجع اليه الناس غدا، ليتذكروا من كان لهم ناصحاً أميناً، لا تشوب نصيحته رغبة في مقعد أو منصب في برلمان، كما لا تشوب عقيدته صوفية ولا أشعرية ولا ماتريدية ولا رافضية ..

      والله وحده المستعان