الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
السيناريو الذي يتطور حالياً في مصر هو استبدال حكومة جديدة برئاسة محمد البَرادعي بحكومة شرف. وقد سارعت الإخوان بقبول هذا الترشيح دون شرط.
محمد البرادعيّ علمانيٌّ جَلدٌ، ساهم بإعترافه، في وضع وثيقة السلميّ. وهو من أعلام الثقافة الغربية، والفكر التحّرريّ التحلّليّ. ومن هنا فإن طرح اسمه لا يعتبر، من وجهة نظر المسلمين، من ذوى التوجه الإسلاميّ الصحيح، لا من ذوى التوجه الإسلاميّ الوسطيّ العلمانيّ، تغيير للوضع الكائن.
الظاهر أن ذلك الذي يحدث قد كان نتيجة الخوف من أن يظهر الشيخ حازم أبو اسماعيل، ويركل العسكريّ، إن لم يُعلن عن جَدول التنازل عن السُلطة، فكان بالنسبة للعَسكر إختياراً من اثنين، أحلاهُما مُرّ بالنسبة له، أن يترك الحال كما هو، ويترك حكومة شرف كما هي، فيجرّه الشيخ حَازم إلى مواجهة لا شك أن العَسكر خَاسِرها. أو أن يصعد الموقف، الذي علم تماماً أنه سيصّعد بلا شك دون مساعدة منه، ليضع البرادعيّ، المتمالئ المتواطئ في وثيقة السلميّ، رئيساً للحكومة، وبهذا يشق صف الإسلاميين من ناحية، كما فعل الإخوان البرلمانيون بالفعل، ويشق الصف العاميّ، لأن من العوام من ينخدع بالبرادعيّ كواجهة عالمية مستغربة.
الذي يجب أن يكون مفهوماً للمسلمين في هذه العملية السياسية كلها، أنّ الهَدف الأساسيّ هو تسليم السلطة من العسكر إلى المدنيين. ثم أن يمتنع العسكر، أو مَنْ يُنصّب للحكومة عن إصدار أي وثيقة يملى بها على الشعب علمانية لادينية، سواءاً كانت علمانية ديكتاتورية، كما صاغها السلميّ، أو علمانية غربية ديموقراطية، كما يريدها البرادعيّ.
يجب أن يعلم المسلمون أن البرادعيّ هو عدوهم، كما أن الطنطاوى عدوهم. يجب أن يعلم المسلمون أنّ البرادِعيّ صنيعة الغرب، قلباً وقالباً، ولاؤه النهائي لما يعتقده من الحرية المتفلتة، والتفلت العقديّ. الرجل ليس له عقيدة يؤمن بها، بل الدين عنده لله، في المسجد، والوطن للجميع، في شؤون الحياة.
ما يجب على المسلمين اليوم، ألا يقبلوا بالبرادعي أو بغيره، بل يجب أن يكون هناك جدول واضح لتسليم السلطة، وأن تكون رئاسة الحكومة القادمة من اختيار الكيانات الحالية الحزبية، حسب وزنها الشعبيّ، وهو مَعلومٌ لكل المصريين. وأن يكون شرط اختيار هذه الشخصية ألا تترشح فيما بعد لرئاسة أو حكومة، كما حدث في ليبيا ... يا مصريون...
الإنتباه الإنتباه، فالطَبخة يَغلى تَحتها القِدْر، والطواغيت تُخطّطُ وتدبِّـر لهلاك هذا البلد وشعبه. ليس في أية خطوة يتخذها العسكريّ مصلحة يأملها أهل هذا البلد. يجب أن لا نأمل خيراً في أي تصرفٍ يتصَرّفونه، بل الأصل هو تخوينهم، والطعن في نواياهم، وهو الأصل الذي اتبعته منذ أن خَوّنت هؤلاء في 11 فبراير 2011، قبل سُقوط المَخلوع.
لا يمكن أن نقبل بحكومة البرادعيّ. بل يجب أن نثبت الهوية الإسلامية منذ اليوم.. بلا تهاونٍ ولا تخاذل ولا سياسة. كفانا خضوعا للعلمانيين، وكفانا قبولا بحلول الوَسط، ونحنُ أهل الحق وأصحابُ الأغلبية.
"وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحْزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" آل عمران 139