فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      إلى أخي الدكتور قاسم ... العاصمة من العاصفة

      كتب الأخ الدكتور عبد العزيز محمد قاسم في “المصريون” بعدد مارس 22 توجهاً معينا إلى سعادة العالم الفاضل الأخ الأكبر الشيخ البراك حفظه الله بشأن ما أفتى في ردة الكاتبين السعوديين أبا الخيل وبن بجاد، مفاده أنّ مثل هذه الفتاوى تثير عواصف الغرب وتزلزل كيان المسلمين بلا داعٍ وأن الشيخ البراك كان من واجبه أن ينظر في مآلات الأمور قبل أن يصدر مثل تلك الفتاوى النارية.

      وأنّا على يقين – إن شاء الله – من حسن نيّة الأخ الدكتور قاسم، ورغبته في تجنيب الوطن وأبنائه ويلات الغدر والعدوان. إلا إننا نرى أنه ما عرضه من سبب للتريث في الفتوى قد وقع معكوساً. فمن الذي قال أنّ العلامة البراك لم يعتبر مآلات الأمور وأن هذا الإعتبار هو ما دفعه إلى إعلان هذه الفتوى وإظهار حقيقة هذين المارقين للعامة والخاصة، فإنّ ما يفعله هؤلاء من أذى للأمة متختفين وراء ستار الإسلام يتعدى تلك العواصف التي يتحدث عنها الدكتور قاسم، وحرىّ بعلمائنا أن يظهروا الحق وأن يبينونه للناس في وقت تزاحمت فيه ظلمات بعضها فوق بعض من ظلمات الجهل وظلمات الظلم والعدوان وظلمات العمالة المقنعة وغير المقنعة. وقد كتبت منذ أيام قليلة تزامنت مع فتوى عالمنا الشيخ البراك مقالاً بعنوان "النقد الهادئ ونقد "الطبطبة" نعيت فيه على تغطية الحق بإسم المصالح المتوهمة كما في هذا المثال، أن النقد الهادئ إنما يكون بين مثلك ومثلي لا بين مثل الشيخ البراك وأمثال أبا الخيل وبن بجاد!

      ثم أذكرّ أخي الدكتور قاسم بأنّ عواصف العدوان العاتية لم تكن في انتظار فتوى الشيخ البراك! بل إنها هبّت على عالمنا الإسلاميّ منذ عقود تتوجت بما يعرفه الناس من عدوان واقع على غزّة والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها من بلاد المسلمين، ويتفق معي أخي الدكتور، وكلّ عاقل أن هذه العواصف سبقت هذه الفتوى. وما أرى إلا أن التهاون في حق العقيدة في العقود الأخيرة نتيجة ظلمات العمالة المقنعة هي التي أدت إلى استباحة أرض المسلمين ودمائهم وأعراضهم لا العكس، ولو فضح علماؤنا أطراف هذه العمالة ورموزها وكبرائها في حين أطلت برؤسها دون إعتبار لهذه المصالح المتوهمة لما انفتح بابنا على مصراعيه لهذه العواصف إبتداءاً، ولما ضعفت ضلوفه عن مقاومة مثل هذا العدوان.

      ثم تعقيب آخر على ما اقترحه الأخ الدكتور من "إشراك القيادة السياسية في الفتوى الشرعية"، وهى مسألة جديرة بأن تكون بحثا قائماً بذاته، إلا إننى أسبق إلى القول بأنها أمر غير مسبوق اليه من سلفنا الصالح، فإن هذا مما يقيّد من حرية الكلمة التي يتباكى عليها الغرب ويخشى الدكتور أن نرمى بجهالتها، ثم إنّ الفتوى الشرعية هي التي تحرّك ساكن القيادة السياسية لا العكس، مع التسليم بأن الشراكة بينهما هي قمة ما نأمله من الحاكم والعالم، مع تقدّم العلم على غيره وأوليته وسبقه، وحتى تتم هذه الشراكة، فعلى العالم الربانيّ أن لا يتحرز من أمثال هذه المصالح المتوهمة التي هي حصاد الخوف ونبتة الهوان، وأن ندرك أنّ ما فعله العلامة البراك هو الرجوع إلى الأصل الذي يجب أن يكون عليه موقف العالم أمام ما يهدد كيان أمته ودينه، وأن يقدم لهما الفتوى العاصمة من العاصفة.

      د.طارق عبد الحليم، نقلاً عن صحيفة المصريون

      إقرأ كذلك فتوى العلامة البراك

      http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=24695&Itemid=7