فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ولا يزال الحصار مستمراً ...

      لا يزال الحصار الثلاثي اّلصليبي الصهيونيّ المصريّ مضروباً على أهل غزّة للشهر التاسع على التوالي، إلا من أنفاس التقطوها غصباً رغم أنف النظام المصريّ العميل الذي زعم وقتها أنه "لن يسمح أن يجوّع الفلسطينيون!" لحفظ ماء وجهه المُهدر.

      لا يزال الحصار مستمراً، ولا يزال القصف والقتل اليوميّ مستمراً، ولا يزال أطفال المسلمين يغتالون بيد الصليبية الأثيمة ومباركة النظامين الأمريكيّ الأفنجليكانيّ والمصريّ العلمانيّ سواءاً بسواء.

      وليس العجب من الصهاينة أو من الصليبيين، فهم عدو دائم لا مجال للتعامل معه تحت أي فرض أو تأويل، ولكن العجب للنظام المصري الذي أعلن وزير خارجيته العميل "أبو الغيط" أنه سيقطع قدم من يتخطى الحدود المصرية من الفلسطينيين! وصدق الشاعر :

      أسدٌ عليّ وفي الحروبِ نعامةٌ
        رَبداء تَجْفُلُ من صَفيرِ الصَافرِ

      العجب أن هذا النظام لا يعلم أنّ صالحه في مصالحة شعبه المسلم لا في عدائه والعدوان عليه، ووالله الذي لا إله إلا هو إن شعبنا المسلم في مصر وفي خارجها لا يفارق خياله صورة البطل الذي يقف في وجه العدو الصهيوني الصليبيّ ويعيد له بعض عزته المفقودة وكرامته الموؤدة، ولو أن مبارك أراد أن يكون هذا البطل لكانت هذه فرصته السانحة، فالعدوان على غزة لا يجرؤ أحد أن يباركه، إلا بالصمت الرهيب، والساحة السياسية الإسلامية حبلى باليأس في إنتظار الفرج، وكلّ القوى إسلامية وعلمانية تريد أن تضع يدها في يد من يرفع بالكرامة رأساً، وليس مثل جمال عبد الناصر ببعيد، فالرجل رغم عدائه للمسلمين وقتله لهم، قد اكتسب حبّ ملايين الناس الذين لا يفرقون بين خير وشرّ أو غثّ وثمين، وأصبح أسطورة القومية العربية في هذا العصر، وهو وإن عرفه المسلمون على حقيقته دكتاتوراً قاتلاً محباً للذات، إلا أنه استطاع أن يمثل دور القوميّ العربيّ ويكتسب حب هذا القطاع العريض من الدهماء. فليس على مبارك أن يظل على كراهيته للإسلام والمسلمين، ولكن النخوة التي تفرّق بين الرجل وبين الكلب الأجرب هي التي تنقص هؤلاء الزعماء، ولو أنه وجدها يوماً لإصطفت وراءه كلّ القوى بلا استثناء، لو أنه كال للصهاينة بالتهديد والوعيد، ولو أنه طلب عون القوى المصرية والعربية ليقف أمام هذه المجازر الوحشية التي ترتكب ضدّ أبناء جلدته، ولو أنه أظهر رجولة من تخطى الثمانين وأصبح قاب قوسين من قبره، لوجد الناس يموتون في سبيله، بدلا من أن يموتون في سبيل موته! ولكن عمى القلب والبصيرة والشره لمال الدنيا ومتاعها حتى في هذا العمر الأرذل لا يبدله إلا معجزة من الله سبحانه، ولا نراها قادمة!