فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الأمر أكبر من محمد حسان ..!

      الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

      يحزنني، أكثر ما يحزنني، أن أتلقى تعليقاً يعيب علىّ هذا الهجوم الشديد على بعض مشايخ السلفية، كذلك الذي تلقيت من الأخ الكريم محمد عبد المجيد، رغم أنّي بيّنت من قبل في مقالات عدة، أن الأمر أكبرُ من مسألة الهجوم على شَيخٍ أو مشايخٍ، أجمع العقلاء على خطئهم في توجيه الشباب إلى وجهة تصرِف جهدهم عن حفظ دينهم، وإقامة شرعهم، إلى فرعياتٍ متناثرةٍ تتضاءل أمام هذا الأمر التوحيديّ الأصيل، وإن كانت على أهميةٍ كبيرةٍ لنسبتها إلى الشرع.

      أقول، وأكرر القول، أن حجم محبة الله والغضب لدينه، تملى ردّ الفعل على تعريض هذا الدين للضياع، بحجج فاسدة واجتهاداتٍ مريضة.

      ثم إنّ هؤلاء المشايخ، قد خرجوا على الملأ، في العلن، يتحدثون بهذا الخذلان، ويحثون عليه الناس، فكيف يطلب أحدٌ أن نتحدث اليهم في الخفاء، للنصح والتوجيه؟ أذكر أنني نشرت منذ سنواتٍ قليلة مقالاً عاتبت فيه استاذنا المستشار طارق البشري، على مقالٍ أراد فيه التقريب بين السنة والشيعة، رغم ما بينى وبينه من صلة رحم أقرب ما تكون صلة الرحم، وأذكر أنه قد حزن حزنا شديداً وقتها، وان عدداً من الأقارب قالوا "لو أنك تحدثت اليه شخصياً". إلا إننى قلت وقتها أنه قد نشر حديثه على الملأ، فلا يصح الردّ إلا على الملأ.

      أما عن أنى وصفت هذا الشيخ محمد حسان بالنفاق والإدعاء، فيا من ترى ذلك كبيراً، هوّن عليك، فقد رمى من هو أفضل منى ألف الف مرة، من هو أفضل منه ألف ألف مرة، بالنفاق، أمام من هو أفضل البشر قاطبة، فلم يعب عليه. ذلك هو عمر الفاروق، حين رمى الصحابي الجليل من أهل بدرٍ، حاطب بن أبي بلتعة، بالنفاق، في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يعب عليه، لكن أنبأه، ان الله غفر لحاطبٍ زلته لأنه من أهل بدر، وما ذلك إلا لأن فعلة حاطب الظاهرة، تدل على النفاق، ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توانى عمر عن قتله. ولا أحسب أن فينا من، كرسول الله صلى الله عليه وسلم، يمكنه يحكم على محمد حسان أنه لم ينافق، فقوله وفعله دليلٌ صارخ على النفاق للقذافيّ وللعسكريّ، ولأهل المرسيّ عامة، ولا أحسبه من أهل بدرٍ كذلك!

      ثم إنه ليس لي ولا لغيرى أن يجرّد محمد حسان أو غيره من حسناتٍ قدمها للإسلام، فإن ذلك مَرده إلى الله وحده، وقد تربو حسناته على سيئاته، فيعفو الله عنه، فإنه كَريمٌ عفوٌ، سبقت رحمته غضبه. لكن هذا ليس موضوعنا، إنما نحن نحكم بما نرى، ونُحذر مما يجب التحذير منه، سواءاً كان الرجل ذى سابقة أو غير ذى سابقة.

      نعم، الشريعة تدعو إلى إقالة ذوى الهيئاتِ عثراتِهم، أي التغاضى عنها، لكن، هذا مقيّدٌ بحجم هذه العَثرات، ومدى خُطورتها، واتساع اثرها. فإن من قال بقولٍ غريبٍ في الوضوء، أو في مُتعة الحجّ، أو حتى في مسألة من مسائل العقيدة الخفية، التي لا تتعدى إلى صلب التوحيد، كما في مثال الرجل الذي ذر رماد جسده، أقلناه منها، ومن هنا أثبت كثيرٌ من أهل السنة الإمامة لكثيرٍ من أئمة الأشاعرة، رغم قولهم في الأسماء والصفات وقضايا التحسين والتقبيح، وما إلى ذلك. لكن الأمر هذا يضرب في عمق قضية الوجود الإسلاميّ وإعادة بناء الأمة، وإخراج أهلها من تحت سيطرة البغيِ والطغيان. إنه أمر أمةٍ بأسرها، يُضَللها هؤلاء، بوعيّ أو بدون وعيّ، لا أمر أفرادٍ يقولون بقول غريبٍ يتناقلْه البعض هنا وهناك.

      لا والله، لا أرى إلا أن محمد حسان يمشى بين المسلمين بالتخذيل والفتنة عن الدين، ويقصد إلى معاونة الطغاة، وناشرى الإلحاد، ويعين القبط الصليبيين على المسلمين، بما يشيع من ضرورة حمايتهم(!!) فهنيئاً له قانون التمييز الذي سيمنع المأذون أن يعقد لمسلمة على صليبيّ بدعوى عدم التمييز(!). لا أعز الله من سَكت على مثل هذه القوانين الإلحادية، مثل هذا الدعيّ المنافق محمد حسان، الذي هو أخطر على المسلمين من نظير جيد (الكلب شنودة)، لأن كثيراً منهم سمّاعون له.

      ثم، نحن لا ندعو الشباب للهجوم على العلماء، بل إلى تقديرهم والخشوع بين يديهم، ولسنا نفعل فعل أتباع المدخليّ من أدعياء السلفية البدعية، الذين نهشوا أعراض العلماء الداعين إلى تحكيم شرع الله، والقضاء على الطغيان، بل نحن نزيّف قول من يخذّل عن دين الله، عالماً أو غير عالم. فالفرق بيننا مبين من لم يوقر العلماء الحقيقيون من أهل السنة والجماعة، لا المخذلون اتباع السلاطين، جدّ كبيرٍ.